“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
في حدث دبلواسي نادر وذي مدلولات سياسية غادرت السفيرتان الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو اليوم الى المملكة العربية السعودية لاجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين، وقد أصدرت سفارتا البلدين في بيروت أمس بيانين مشتركين تعلنان فيه عن الزيارة.
تأتي الزيارة عقب اجتماع ثلاثي عقده الاسبوع الفائت في ماتيرا -ايطاليا وزراء خارجية البلدان الثلاثة: الأميركي انتوني بلينكن والفرنسي جان-ايف لودريان (يزور المملكة غدا وبعدها الولايات المتحدة الاميركية) والسعودي الامير فيصل بن فرحان.
تكتسب هذه الزيارة اهمية قصوى قبل اسبوعين على دعوة فرنسا لاجتماع ثالث للدول المانحة لمساعدة الشعب اللبناني، وفي خضم حراك فرنسي في اكثر من اتجاه وزيارة رسمية يقوم بها حاليا السفير بيار دوكان المعين لادارة ملف اعادة الاعمار في لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، ووسط تصريحات نارية للسفيرة غريو انتقدت فيها سياسة حكومة تصريف الاعمال والطبقة السياسية، وعقب توجه اوروبي لفرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين ستتظهر بشكل واضح في اجتماع وزاري في بروكسيل في 12 الجاري كانت مهدت له زيارة مفوض السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي الى لبنان جوزيب بوريل، وبعد اجتماع لرؤساء الكنائس اللبنانية عقده قداسة البابا فرنسيس في روما الاسبوع الفائت.
في ظل هذه الحركة، تبدو المملكة العربية السعودية في قلب الحدث اللبناني مجددا وسط خطاب ذي دلالات ادلى به اليوم سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد البخاري رفض فيه قيام حلف للأقليات مشددا على دور المملكة كجسر للتلاقي بين اللبنانيين جميعهم.
المباحثات الاميركية الفرنسية السعودية التي اعقبت اجتماع ماتيرا ستركز على” استمرار ارسال المساعدات للشعب اللبناني وتكثيف الدعم للجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية برمتها، وتوطيد التعاون الثلاثي بين الدول الثلاثة في هذا الشأن بحسب اوساط اميركية واسعة الاطلاع اشارت الى ان موضوع تشكيل حكومة لبنانية وامكانية مساعدة المملكة في هذا الخصوص لن يكون بعيدا من المباحثات لأنه يصب في مصلحة الشعب اللبناني”.
وتشدد الاوساط الاميركية “على ضرورة ان يتحمل المسؤولون اللبنانيون مسؤولية ما يحصل في لبنان وان يدعوا خلافاتهم جانبا ويتحلون بالليونة المطلوبة لتشكيل حكومة تتيح قيام اصلاحات مطلوبة من المجتمع الدولي والدول المانحة تمكن من بدء برنامج البنك الدولي. في هذا السياق كان وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن قد أثار موضوع لبنان مع قداسة البابا فرنسيس اثناء زيارته له في الفاتيكان الاسبوع الفائت”.
تطلب الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا من السعودية الانخراط اكثر في الملف اللبناني بعد انكفائها اقله منذ العام 2017، وخصوصا في دعم برامج المساعدات ولكن ايضا في المشاركة في تغطية رزمة عقوبات اوروبية متوقعة ضد مسؤولين لبنانيين متهمين بالفساد وفي عرقلة تشكيل الحكومة بحسب اوساط دبلوماسية فرنسية.
في هذا السياق تشير اوساط خليجية متابعة لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن “الاجتماع الثلاثي وما يعقبه من تحركات للسفراء هو بارقة أمل جيدة، بحيث إنها المرة الاولى التي تستجيب فيها المملكة العربية السعودية لدعوة اميركية فرنسية للحديث في شأن لبنان”، لكن الاوساط الخليجية اشارت:” الى أنها محاولة اميركية فرنسية اخيرة مع السعودية والارجح الا تصل الى خواتيم سعيدة”. وكشفت الاوساط الى أن “الامارات العربية المتحدة تعتبر بأن هذا الحراك مضيعة للوقت، ما دام التحالف قائما بين عون وباسيل وحزب الله بموقف صار مسيئا للخليج برمته. وتتشارك الامارات في هذا الموقف مع السعودية بحيث أن أي تغيير لن يكون إلا بتشكيل حكومة جديدة ليست بالتأكيد برئاسة سعد الحريري، وبالتالي إن التوجه في لبنان سيكون نحو مزيد من الانهيار الى حين انبثاق حكومة جديدة ترأسها شخصية مقبولة خليجيا ودوليا ولا يحركها حزب الله”.