“مصدر دبلوماسي”
وقع صندوق قطر للتنمية مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة اللبنانية لإعادة إعمار المبنى القديم لمستشفى الكارنتينا في بيروت يأتي ذلك في إطار استكمال تعهدات ما بدأت به دول قطر بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020 من تقديم مساعدات للبنان ومتابعة تعهداتها السابقة.
وبحسب بيان رسمي، “يسعى الصندوق من خلال مذكرة التفاهم إلى تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تربط دولة قطر مع الجمهورية اللبنانية، وذلك من خلال إعادة إعمار وتجهيز مستشفى المبنى (ب) في مستشفى الكارنتينا الحكومي القديم والذي تضرر بشكل كامل نتيجة انفجار مرفأ بيروت، وتأتي هذه المذكرة وفاءاً لتعهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -أمير البلاد المفدى حفظه الله- في مؤتمر باريس الدولي لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني، الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 09 أغسطس 2020 ، بمبلغ وقدره (50) مليون دولار أمريكي لدعم الجمهورية اللبنانية.
من جهته أكد سعادة خليفة بن جاسم الكواري مدير عام صندوق قطر للتنمية أن هذا الدعم يأتي في سياق استجابة دولة قطر لما يمليه عليها واجبها الإنساني وما يترتب على أواصر الأخوة من تضامن، ووفاء بواجبها والتزامها بدعم لبنان، وتقديم المساعدات الإغاثية والتنموية والتخفيف من معاناة الشعب اللبناني لتجاوز ظروفه الصعبة التي يمر بها مؤخراً.
من جانبه، ثمّن سعادة الدكتور حمد حسن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية، وجود الشركاء القطريين الداعمين دائما للبنان ولشعبه وللقطاع الصحي بشكل خاص.. عن شكره لدولة قطر على الهبة التي قدمتها لإعادة بناء مستشفى /الكرنتينا/ المدمر نتيجة انفجار مرفأ بيروت، مشيرا إلى أن المبنى القديم الذي لحقت به أضرار بالغة من الانفجار من الصعب ترميمه وكل الدراسات بينت ضرورة إزالته وإعادة بنائهمن جديد ، ونوّه بأهمية الهبة المقدمة من دولة قطر الشقيقة، خاصة أنه أول مستشفى أنشئ بالقرب من المرفأ، وكان مخصصا للعزل ومتخصصا للأطفال، وعليه فإن تهديم المستشفى وإعادة بنائه وتجهيزه من الهبة القطرية له دلالاته ورمزيته لدى كل اللبنانيين، ومن خلال الهبة القطرية، فسيكون جاهزا وفق الاتفاقية خلال سنتين.
بدوره صرّح سعادة سفير دولة قطر لدى الجمهورية اللبنانية محمد حسن جابر الجابر في كلمته ” إن دولة قطر لم تتوان عن تلبية نداء الأشقاء في لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت والذي تسبب بأضرار بشرية هائلة ومادية كبيرة ، وكانت سبّاقة في مساندة لبنان ليتجاوز محنته ، وذلك تنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى ” حفظه الله” واستكمالاً للزيارات التي قام بها سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الى لبنان واعلانه عن تنفيذ عدة مشاريع تنموية وإنسانية بعد الكارثة التي المّت بلبنان الشقيق ، ومن بين هذه المشاريع إعادة اعمار المبنى القديم من مستشفى الكرنتينا في بيروت . وإذ يعكس هذا المشروع ايماننا الراسخ بأن تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية ولا سيما الصحية هي الجسر الرئيسي لعبور الدول الى الاستقرار والتقدم، نثني على الجهود المبذولة من قبل صندوق قطر للتنمية الذي يستكمل الاستجابة في دعم المشاريع التي من شأنها تحسين ظروف اللبنانيين ومساعدتهم لتجاوز الازمة التي يمر بها بلدهم الشقيق، والتأكيد على عمق أواصر الاخوة والتعاون بين دولة قطر ولبنان”.
تجدر الإشارة إلى أن دولة قطر أقامت جسراً جوياً منذ يوم تفجيرات مرفأ لبنان وعملت من خلاله على مدّ جمهورية لبنان بعشرات أطنان من المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية، وقدمت دولة قطر مستشفيين ميدانيين إضافيين، يحتوي كل منها على 500 سرير وأجهزة تنفس ومولدات كهربائية، لمواجهة تفشي جائحة فايروس كورونا، حيث شُيّد واحد منها في الشمال بجانب المستشفى الحكومي، بينما جارية الاستعدادات لتشييد المستشفى الميداني في مدينة صور بالجنوب.