“مصدر دبلوماسي”
ناقش نائب سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة جيفري بريسكو في ايجاز صحافي رحلة سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الأخيرة إلى تركيا والإعلان أخيرا عن تقديم اكثر من 239 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للشعب السوري. قال بريسكوت: ” لقد عادت السفيرة توماس غرينفيلد لتوها من زيارة مثمرة جدا إلى تركيا استمرت ثلاثة أيام، زارت خلالها منطقة هاتاي الحدودية على الحدود التركية السورية، وأعلنت من هناك أن الولايات المتحدة ستقدم حوالى 240 مليون دولار من التمويل الإنساني الجديد للشعب السوري والمجتمعات التي تستضيف اللاجئين السوريين وغيرهم من النازحين بسبب النزاع في سوريا.
ينبغي أن يجدد مجلس الأمن الدولي في غضون بضعة أسابيع تفويض المعبر الأخير المتبقي على الحدود التركية السورية، وأرادت السفيرة توماس غرينفيلد السفر إلى هناك لرؤية المعبر بنفسها حتى تطلع المجلس بشكل مباشر على ما يحدث عند المنطقة الحدودية ومع النازحين بسبب الصراع في سوريا.
يوفر معبر باب الهوى مساعدات إنسانية منقذة للحياة لملايين السوريين، ويمثل شريان الحياة لملايين السوريين بكل ما للكلمة من معنى. وبطبيعة الحال، تسبب وباء كوفيد-19 بتفاقم الوضع وجعل تقديم المساعدات المنقذة للحياة أكثر خطورة. لقد التقت السفيرة توماس غرينفيلد بمسؤولي الأمم المتحدة في خلال زيارتها للحدود، بما في ذلك نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية مارك كاتس والعاملين في المجال الإنساني على الخطوط الأمامية وممثلي منظمات غير حكومية وممثلي المجتمع المدني المتواجدين أيضا على الخطوط الأمامية لتقديم هذه المساعدات المنقذة للحياة. إنهم يعملون على مدار الساعة في ظروف خطرة لتقديم الدعم للمحتاجين.
لم يتم تلقيح كافة العاملين في المجال الإنساني على الخطوط الأمامية بعد على الرغم من تفشي فيروس كوفيد-19 في المنطقة. ويسلط ذلك الضوء على أهمية إعلان الرئيس بايدن بالأمس عن الدفعة الأولى من 25 مليون لقاح ستتبرع بها الولايات المتحدة إلى مختلف أنحاء العالم. ستخصص هذه اللقاحات إلى المناطق والمجموعات والمناطق ذات الأولوية، على غرار عاملي الأمم المتحدة في الخطوط الأمامية والذين التقت بهم السفيرة توماس غرينفيلد في رحلتها.
كما التقت السفيرة توماس غرينفيلد بمجموعة الخوذ البيض الذين وصفتهم بالأبطال الخارقين. أخبروها قصصا عن قسوة نظام الأسد ويأس الشعب السوري، وشرحوا كيف يتم نهب المساعدات العابرة للحدود من داخل سوريا أو تحويلها بشكل روتيني، مما يحرم من هم في أمس الحاجة إليها.
التقت السفيرة أيضا باللاجئين السوريين في تركيا واستمعت إلى قصصهم، بما في ذلك كيف تأثروا بالوباء بشكل مباشر، بالإضافة إلى قصصهم عن النزوح والعنف والمجاعة وانتشار فيروس كوفيد-19. تبدو معاناة الشعب السوري بلا نهاية بصراحة، وقد عزز كل ما رأته وسمعته ما انفكت تردده السفيرة توماس غرينفيلد والوزير بلينكن وكبار المسؤولين الأمريكيين الآخرين منذ شهور، وهو أنه وبكل بساطة، لا بديل للآلية العابرة للحدود للحصول على المساعدات المطلوبة في سوريا.
تظهر أدلة العام الماضي مدى الأذى الذي تسببت به عمليات إغلاق المعابر الحدودية الأخرى خلال العام الماضي. لقد ازدادت الحاجة بنسبة 20 بالمئة على مدار العام الماضي وتفاقمت بسبب الظروف الوبائية، وعلى حد تعبير السفيرة توماس غرينفيلد خلال الزيارة، لا يمكن قياس قسوة إغلاق المعبر الحدودي الإنساني الأخير إلى سوريا. سيموت الكثيرون والمسألة مسألة حياة أو موت بكل ما للكلمة من معنى.
وطلب أعضاء آخرون في مجلس الأمن من السفيرة تقديم إيجاز لهم على وجه السرعة عند عودتها، فهم متشوقون لسماع ما شاهدته بأم العين، وهي تتطلع إلى القيام بذلك ومشاركة ما شاهدته.
التقت السفيرة أيضا أثناء تواجدها في تركيا مع كبار المسؤولين الأتراك لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية مع تركيا، حليفنا في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقد أجرت السفيرة توماس غرينفيلد في أنقرة اجتماعات مع وزير الخارجية التركي والمتحدث باسم الرئاسة، وهو ما يعادل مستشار الأمن القومي لدينا. وأكدت في تلك الاجتماعات على قيمة الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا قبل قمة الناتو القادمة. وناقش المجتمعون أيضا قضية الحدود السورية وأهمية استمرار التعاون بشأن هذه القضية وغيرها في الأيام والأشهر المقبلة، بما في ذلك قبل اجتماع الرئيس بايدن مع الرئيس أردوغان على هامش قمة الناتو”.
بعد هذا الايجاز، ردّ بريسكوت على اسئلة صحافيين ومن بينهم من الشرق الاوسط وسئل عما إذا كانت المساعدات الإنسانية ستمتد أيضا إلى منطقة الحكم شبه الذاتي في الجيب الشمالي الشرقي من سوريا؟ قال بريسكوت:” أعتقد أن هذا سؤال رائع. نريد أن نتأكد… نحن منفتحون ونود التأكد من أن يحصل كل سوري محتاج على المساعدات التي يحتاج إليها أينما كان في أنحاء البلاد، ولهذا نجد أنه من الضروري توسيع البرنامج عبر الحدود ليشمل معابر حدودية إضافية. ولكن ينبغي التأكد من أن تتمتع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني التي تقدم هذه المساعدات بإمكانية إيصالها إلى مختلف المناطق المحتاجة. ويشمل ذلك بالمناسبة الوصول عبر الخطوط داخل سوريا، ويتم بذل جهود لتوفير بعض من تلك المساعدات المطلوبة عبر الخطوط، بما في ذلك في الشمال الشرقي.
لقد أدركنا أن الاحتياجات في سوريا تزداد حدة وأن جائحة كوفيد-19 قد جعلت الأمر أكثر إلحاحا والاحتياجات أكثر إلحاحا، وثمة حاجة إلى الحصول على اللقاحات والطعام والماء والمساعدات الصحية في مختلف المجالات. وقد شهدت السفيرة توماس غرينفيلد عن كثب كيف يمكن أن تعمل الأمم المتحدة مع عدد من المنظمات غير الحكومية لتقدم هذه المساعدات إذا كان لديها دعم من البرنامج العابر للحدود. ولهذا لا نتطلع إلى تجديد التفويض لإيصال المساعدات فحسب، بل أيضا إلى توسيع الوصول إلى المساعدات للسوريين المحتاجين في مختلف أنحاء البلاد”.