“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة
تستمر زيارة الوفد الاقتصادي الروسي الى لبنان مستطلعا إمكانات مشاركة روسيا في مشاريع تتعلق بالمصافي ومرفأ بيروت وقطاع الكهرباء، وتستمر بموازاتها الزيارات اللبنانية الى موسكو. فما حقيقتها؟
يضم الوفد الاقتصادي الروسي الموجود في بيروت منذ الاحد الفائت (يغادر لبنان غدا الجمعة) بحسب معلومات لموقع “مصدر دبلوماسي” ممثلين عن شركة “هيدرا إنجنيرينغ كونستراكشون” شركة إيدرا الهندسية للاعمار وقد جال الوفد ولما يزل على عدد من الفاعليات اللبنانية (وزراء الطاقة والنقل والصناعة وادارة مرفأ بيروت وحاكم مصرف لبنان) مشددا في لقاءاته كلها على اهتمام روسيا بالتعاون ذات المصالح المشتركة مع لبنان. ويبدو بأن الاهتمام الروسي ينصب من خلال هذه الشركة المدعومة من الحكومة الروسية على المصافي حيث زار الوفد مصفاتي الزهراني وطرابلس وعلى إعادة اعمار مرفأ بيروت وعلى قطاع الكهرباء. ويحرص الروس بحسب اوساطهم على تصحيح الوضع في لبنان والتشجيع على تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن تسهّل من اتخاذ القرارات في مجالات الاستثمار والمشاريع، لكن النوايا الروسية تعمل في ظل قيام توافق واجماع في داخل لبنان وليس من خلال الضغط على اية طائفة بحسب الاوساط الروسية التي تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي”. وتشير الاوساط ردا على سؤالنا عن امكانية موافقة الاميركيين على ان تكون روسيا جزءا من المستثمرين في لبنان قائلة “بأن لبنان ليس مستعمرة لأحد بل هو بلد مستقل وسيد، والاميركيون والروس لديهم علاقات متوترة في اكثر من مكان في العالم ولعل لبنان هو البلد الوحيد حيث يوجد قاسم مشترك يتمثل بعدم تحوله الى بؤرة توتر متنقلة في المنطقة”.
وكان مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية أمل أبو زيد قد أدلى أمس بتصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية أشار فيه الى أن ” هناك موقفا جديدا من قبل الدولة الروسية، وبالتالي قرار سياسي ليكون هناك تواجد للشركات الروسية في لبنان، وحتما هذا الأمر يصب في خانة تطور العلاقات اللبنانية الروسية حتى لا يقتصر الأمر فقط على الأصعدة الدبلوماسية، ولتصل الأمور إلى مرحلة متقدمة من العلاقات”.
ولفت أبو زيد إلى أن الوفد الروسي “أبدى رغبة جدية بالمساهمة في مشاريع حيوية في لبنان، عبر نظام الـBOT، وعلى رأسها مشروع إعادة إعمار مرفأ بيروت، وموضوع الطاقة، وباقي البنى التحتية وهذه المشاريع مهمة جدا للبنان”.
في سياق سياسي، يزور رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل موسكو على رأس وفد بدءا من 28 الجاري، وفي جدول المواعيد اللبنانية في موسكو زيارات (لم تحدد مواعيدها النهائية) لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ولرئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان وسواهما.
في هذا السياق وبعد استيضاح من موقع “مصدر دبلوماسي” قالت اوساط واسعة الاطلاع على المناخ الروسي بأن هذه الزيارات بما فيها زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري تأتي بناء على طلب اصحابها، وليس من دعوات روسية خاصة لأحد باستثناء وفد “حزب الله” الذي تمّ تفاهم شفهي معه للزيارة التي حصلت في آذار الفائت. وبالنسبة الى زيارة الحريري قالت الاوساط بأنه رئيس حكومة مكلّف لذا كان من الطبيعي ألا يحصل لقاء مباشر بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واقتصر اللقاء على حديث افتراضي، ولقاء الحريري كان مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين الذي يهتم بعلاقات التعاون الاقتصادي، وكان لقاء تعارف بروتوكولي تعرف من خلاله ميشوستين على المشاريع التي يهتم بها الجانب اللبناني و”ومن المبكر جدا الحديث عن نتائج لهذا اللقاء لأنه اولي”. بحسب الاوساط التي تحدثت الى موقعنا.