“مصدر دبلوماسي”: مارلين خليفة:
شارك وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه في اجتماع استثنائي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري انعقد في القاهرة في 8 فبراير الجاري وقد دعت اليه مصر والاردن لبحث بند التضامن مع فلسطين، واطلاق صوت عربي موحد حول هذه القضية العربية المحورية في بداية عهد الرئيس الأميركي جو بايدن وأفضى الى اعلان عربي مشترك عن التشبث بالمبادرة العربية التي أطلقت في قمة بيروت العام 2002 ومندرجاتها وابرزها التشبث بحل الدولتين، والقدس عاصمة لفلسطين ووقف الاستيطان واعطاء حق العودة للاجئين وحق الفلسطينيين ممارسة السيادة في بلدهم.
وشارك وزير الخارجية والغتربين في الاجتماع وهو الاول غير الافتراضي منذ عام، وقد اصرت مصر على أن يكون الاجتماع حضوريا، والتقى الوزير وهبه على هامش مشاركته عددا من وزراء الخارجية العرب سواء في لقاءات خاصة مثل وزير خارجية مصر والاردن والكويت وايضا أمين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط وكانت نقاشات ايضا مع وزراء خارجية قطر (وزير الدولة للشؤون الخارجية) والجزائر والمغرب والمملكة العربية السعودية. وقد لمس الوزير وهبه في اجتماعاته كلها احاطة عربية ومحبة للبنان، واستشفّ قلقا عميقا حول لبنان وسؤالا موحدا حول سبب عدم تشكيل حكومة. وكان جواب الوزير اللبناني بأن لبنان يعيش تنوعا وخصوصية فريدين، وبعض المسائل السياسية التي تؤخذ بسلاسة في دول اخرى تلاقي تعقيدات في لبنان نظرا الى وجود توازنات دقيقة. واشار الوزير وهبه الى أن الامر يحتاج الى توافق تام بين رئيسي الجمهورية والحكومة وقناعة بتشكيلة تلاقي تفاهما مشتركا ثم يتم اصدار مراسيم تشكيلها فتنالموافقة برلمانية فتكون حكومة مستقرة وهذا ما اشار اليه وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في زيارته أمس الى لبنان والتي حضر اجتماعها في القصر الجمهوري الوزير وهبه.
بالعودة الى لقاءات الوزير وهبه في القاهرة، فأثناء لقائه بوزير خارجية مصر سامح شكري كان استعراض للدور المصري وزيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الأخيرة القاهرة. ومصر بحسب وهبه ليست بعيدة البتة عن المبادرة الفرنسية وهي ايضا تدفع في اتجاه تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن تتقيد ببرنامج اصلاحي، لا يوجد أي مطلب مصري من لبنان سوى تشكيل حكومة. ويقول وهبه لموقع “مصدر دبلوماسي” الذي اتصل به:” الاخوة العرب يريدون حكومة في لبنان تنال ثقة المجلس النيابي لا اكثر ولا أقل، ولا يتوقع الاخوة العرب من لبنان الا الاسراع باتخاذ القرار الدستوري وتأليف الحكومة لبدء دعم لبنان وخصوصا في مسألة الاعمار. ويركز العرب على برنامج هذه الحكومة التي ستنال على أساسه الثقة، وهم لا يتدخلون بمكوناتها”.
وهل بحث في الوضع اللبناني مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان؟ يقول الوزير وهبه: “كان تبادل للاحاديث مع الوزير بن فرحان، اتسم الحوار بالودية ولم يبد إلا كل احترام للبنان”.
يعد هذا الاجتماع تمهيديا ايضا لاجتماع وزراء الخارجية العرب الدوري في 3 مارس المقبل في القاهرة، حيث سيستعرض وزراء الخارجية العرب جدول اعمال واسع، ومن ضمنه بند التضامن مع لبنان وستتم مناقشة القضية اللبنانية وسيحضر الموقف اللبناني وستعد الدوائر المختصة في وزارة الخارجية والمغتربين موقف لبنان لطرحه امام الاجتماع. يذكر ان وزراء الخارجية العرب، قرروا عقد اجتماع تمهيدي دائم قبل الدورة العادية لتبادل الآراء من دون جدول اعمال محدد، وذلك في جلسة مغلقة للتداول في المواضيع التي تعني الدول العربية. يذكر ان مجلس الجامعة ينعقد في دورتين عاديتين سنويا في مارس وسبتمر.