“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
لا يمكن فصل الزيارة التي قام بها بالأمس وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى لبنان عن الوساطة التي تقوم بها الدوحة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وخصوصا وأن من حضروا لقاءه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يشيرون الى أن الوزير آل ثاني كان مستمعا أكثر منه متحدثا.
واليوم الأربعاء، نقلت الوكالات بأن الوزير آل ثاني أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية إسبانيا أرانشا غونزاليس بالدوحة، إن “الاتصالات سواء كانت مع الجانب الأميركي أو الجانب الإيراني لم تتوقف ومستمرة وهذا شيء طبيعي، دولة قطر تجاور إيران، وإيران تعتبر دولة جارة لنا وما يحدث في المنطقة ينعكس علينا بشكل مباشر والولايات المتحدة هي حليف استراتيجي لدولة قطر ومن المهم ألا نرى أي تصعيد في المنطقة”.
وأضاف آل ثاني أن “دولة قطر تعمل وتسعى على أن يكون هناك خفض للتصعيد، وأن يكون هناك إعادة للعملية السياسية والعملية الدبلوماسية للعودة إلى الاتفاق النووي، وهذا جزء من جهد دولي تقوم به كافة الدول وليست دولة قطر حصريا من تقوم به”.
وتابع بالقول: “نحن، كما ذكرنا في عدة مواقع في الماضي، على أتم الاستعداد أن نساهم في إعادة الاستقرار للمنطقة، في حال أن الأطراف طلبوا أي شيء من دولة قطر”، مؤكدا أن “قطر ستستمر في جهودها لأن هذا الشأن يهمنا بشكل مباشر”.
يذكر أن الحراك القطري يأتي وسط جولة يقوم بها وزير الخارجية التركي محطتها الاخيرة اليوم في قطر بعد زيارتين الى الكويت وسلطنة عمان.
كذلك يأتي هذا الحراك القطري، وسط حراك فرنسي مواز وزيارة منتظرة سيقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، في محاولة فرنسية لفكفكة العقد في المنطقة وخصوصا في لبنان، بعد اتصال هاتفي بين ماكرون الرئيس الأميركي جو بايدن مطلع هذا الشهر أعقبه بيان أميركي فرنسي مشترك. ولم يعرف لغاية الآن إن كان هذان الحراكان الفرنسي والقطري يتناغمان أم يتباعدان، وسط حضور مصري واضح ايضا على الساحة اللبنانية، وانشداد الرئيس المكلف سعد الحريري الى المحور الفرنسي المصري والإماراتي فيما يبقى السعودي بعيد المنال عنه لغاية الآن.