“مصدر دبلوماسي”-كتبت رانيا حتّي:
هل عدم تشكيل الحكومة يهدد الأمن والسلم الدوليين؟ سؤال فرضته بعض التصريحات التي صدرت في اليومين الاخيرين من ان لبنان سيوضع تحت الوصاية الدولية تحت الفصل السابع.
إن أوهام البعض لجهلهم المواثيق الدولية ومبادئها هي التي تعرض لبنان للخطر وتهدد السلم الأهلي والأمن المحلي ولا تهدد الأمن والسلم الدوليين مطلقاً.
وكان حرّيا بمدعي الحفاظ على السيادة اللبنانية الإقليمية التنبه والعقلانية لعدم زعزعة النفوس. فتشكيل الحكومة هو مسؤولية محلية ويقع على عاتق اللبنانيين أنفسهم وليس من ضمن المسؤولية الدولية.
وعسى هذا البعض بدلاً أن يلوح بمجلس الأمن لمسألة صرف داخلية، أن يطالب مجلس الأمن بوقف الخروق الإسرائيلية التي قد تؤدي الى تعريض السلم والأمن اللبناني الى الخطر.
ما هو الفصل السابع ومندرجاته ودور مجلس الامن في تطبيقه؟
ولدت الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية في العام 1945 من خلال اهتمام الدول بالتعاون من اجل تحقيق أهداف مشتركة تعجز كل دولة عن تحقيقها بمفردها. تلك المنظمة الأممية كان هدفها الأساسي حفظ الأمن والسلم الدوليين عن طريق منع وإزالة الأسباب التي تهدد السلم، وقمع كل عمل عدواني واستخدام الوسائل السلمية لحل المنازعات الدولية.
إن مجلس الامن الدولي هو من بين الأجهزة الرئيسية التي يقع على عاتقها المسؤوليات الرئيسية في حفظ الأمن والسلم الدوليين ويتمتع بالسلطتين التقريرية والتنفيذية.
فالسؤال الذي يطرح: ما هي مهام مجلس الأمن وما هي القضايا التي تستدعي قرار فرض الأمم المتحدة الفصل السادس ومن ثم الفصل السابع؟ وهل تشكيل الحكومة يستدعي تدخل مجلس الأمن كما يدّعي البعض؟
يمارس مجلس الأمن الدولي مهامه بناء على الفصلين السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن و السلم الدوليين.
يعتبر الفصل السادس مسؤولاً عن حل المنازعات حلاً سلمياً بعد أن يفحص مجلس الأمن أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي الى احتكاك دولي وقد يثير نزاعاً لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع من شأنه أن يعرض للخطر حفظ الأمن والسلم الدوليين. وفي هذه الحالة يفرض الميثاق على الدول الأعضاء أن تلجأ الى الوسائل السلمية لحل النزاعات مثل المفاوضة، التحقيق، الوساطة، التوفيق، التحكيم، التسوية القضائية أو عبر الوكالات والمنظمات الإقليمية الخ..
أما الفصل السابع يعتمد فيما يتخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والإخلال به ووقوع العدوان. يقرر مجلس الامن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم او إخلال به او كان وقع عملا من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته او يقرر ما يجب اتخاذه من تدابير طبقا لأحكام المادتين ٤١- ٤٢ لحفظ الأمن والسلم الدوليين. في طبيعة الحال، لبنان ليس معنيا بالفصل السادس فكيف يُعنى بالفصل السابع الذي يلجأ البعض للتلويح به لعدم تشكيل الحكومة؟ ومن هي الجهة بالأساس التي ستطلب إليها استخدام القوة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن هذا إذا افترضنا بأن أحد الأعضاء الخمس الدائمين الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) متفقون على القرارات التي ستصدر في هذا الخصوص.
- أكاديمية وباحثة في الشؤون السياسية