“مصدر دبلوماسي”
يتحوّل اللبنانيون نحو المدرسة الرسمية بحسب المؤشرات الراهنة نظرا للازمة الاقتصادية والمعيشية الحادّة التي يمرّ بها لبنان وخصوصا في مناطق الاطراف الاشد فقرا.
أعدّ مرصد الازمة في الجامعة الاميركية باشراف الدكتور ناصر ياسين دراسة قرأت في تداعيات الازمات المتعددة في لبنان وكيفية مقاربتها، واستخلصت أن” التوجه نحو ترشيد وربما رفع الدعم عن استيراد الفيول والدواء والمنتوجات الغذائية، وما سينتج عن ذلك من تآكل للقدرة الشرائية للعائلات اللبنانية وصعوبة تأمين الاساسيات يوجب في الوقت ذاته “تدعيم” المدرسة الرسمية لتبقى مشرّعة للجميع وكي لا يشكل الانهيار القادم عائقاً نحو مواصلة التعليم”.
تشير الدراسة في ملخّص عنها الى أن ” الازمة الاقتصادية والمعيشية سوف تؤثر على جوانب عدة من حياة اللبنانيين، وسيكون الوصول الى التعليم من ابرز تحديات العائلات اللبنانية في المرحلة القادمة والتي ستظهر بشكل اوضح في مرحلة ما بعد جائحة “كورونا” واعادة فتح المدارس والتي من المتوقع الا تحصل بشكل طبيعي حتى العام الدراسي القادم (2020 – 2021).
سيزيد من هذا التحدي ارتفاع اسعار الاقساط المدرسية في المدارس الخاصة التي- على الارجح- ستضع اقساطها حسب سعر صرف الدولار المصرفي بالإضافة الى ارتفاع كلفة المصاريف غير المباشرة كالكتب والقرطاسية والنقل وغيرها من الحاجات المدرسية.
تشير المؤشرات الحالية في اغلب المحافظات اللبنانية الى التحول التدريجي نحو المدرسة الرسمية. مع العلم ان المدارس الرسمية استقبلت العام الدراسي السابق (2018 – 2019) حوالي 328.000 طالباً في مرحلة ما قبل الجامعي يتوزعون على 1256 مدرسة رسمية موزعة في كافة المناطق اللبنانية. وبينما تراوحت نسبة الطلبة اللبنانيين خلال السنوات الماضية في المدارس الرسمية في المراحل الابتدائية والمتوسطة بين 30 و39%، ترتفع هذه نسبة بين اللبنانيين في المرحلة الثانوية لما فوق النصف.
تبرز ملامح التحول وبداية الانتقال الى المدرسة الرسمية تحديداً في المحافظات “الطرفية”. ففي دراسة دورية يجريها برنامج الامم المتحدة الانمائي على عينة من اللبنانيين تشير نتائج المسوحات بين حزيران 2019 وشباط 2020 الى ارتفاع نسبة الذين اجابوا انهم يرتادون المدرسة الرسمية في محافظات: عكار (من 48.1 في المئة الى 61.1 في المئة)، الجنوب (من 38.3 في المئة الى 56.5 في المئة)، النبطية (من 40.5 في المئة الى 48،5 في المئة)، جبل لبنان (من 8.9 في المئة الى 13.8 في المئة) و بعلبك-الهرمل (7.2 في المئة الى 9.9 في المئة) بينما انخفضت النسبة بشكل بسيط في الشمال (من 26.6 الى 24.4 في المئة) والبقاع (23.4 في المئة الى 20.3 في المئة). اما الانخفاض الكبير في محافظة بيروت فلا يبدو منطقياً ولربما لم تمثل العينة جيدا السكان في بيروت”.