“مصدر دبلوماسي”
تحرك المجتمع العربي والدولي لنجدة لبنان بعد الانفجار المريع في مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الفائت في 4 الجاري والذي كانت حصيلته لغاية كتابة هذه السطور 137 شهيدا، وأكثر من 5 آلاف جريح، وعشرات المفقودين فضلا عن تدمير شامل للبنى التحتية للمرفأ ولقسم كبير من العاصمة اللبنانية وتشريد الآلاف الذين تهدّمت بيوتهم. في ما يأتي جردة أولى حول المساعدات وهي لم تكتمل بعد علما أن ثمة مساعدات أيضا من فرنسا وهولندا واسبانيا وايطاليا سوف ننشر تفاصيلها تباعا.
*ضمن الجسر الجوي الذي قررت دولة قطر إقامته من اجل مساندة لبنان في ضوء الكارثة الإنسانية جراء انفجار بيروت، وصل أمس الأربعاء الموافق 5/8/2020، فريق كامل مجهز من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي “لخويا”، يتمتع بكفاءة عالية وخبرة واسعة في مجال الإنقاذ والبحث عن المفقودين، وذلك على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الأميرية القطرية.
وكان في استقبال الفريق القطري سعادة السفير/محمد حسن جابر الجابر، والطاقم الدبلوماسي في السفارة وضباط من الجيش اللبناني.
وقد باشر الفريق مهامه فور وصوله إلى لبنان بالتنسيق مع قيادة الجيش،
على ان يواصل عمليات البحث والإنقاذ في سبيل دعم الأشقاء اللبنانيين في تخطي هذه المحنة الإنسانية.
*في أعقاب الانفجار الذي وقع يوم أمس في مرفأ بيروت، والذي تسبب في إصابة الآلاف بجراح ودمار واسع، أعلنت المملكة المتحدة اليوم إرسال حزمة من المساعدات الطارئة إلى لبنان.
عرضت المملكة المتحدة أن ترسل فورا فريقا من خبراء البحث والإنقاذ وكلاب متخصصة بعمليات البحث والإنقاذ للمساعدة في البحث عن المفقودين بسبب الانفجار.
وبعد اتصال بين رئيس وزراء لبنان حسن دياب، ووزير الخارجية دومينيك راب، رصدت المملكة المتحدة ما يصل إلى 5 ملايين جنيه إسترليني من المعونات الإنسانية العاجلة لمساعدة من تضررت بيوتهم بسبب الكارثة.
كما عرضت المملكة المتحدة تقديم دعم معزَّز لقوات الجيش اللبناني الذين لهم دور محوري في استجابة الحكومة اللبنانية، وذلك يشمل توفير مساعدات طبية مخصصة للاستجابة في هذه الأحوال، ومساعدة في النقل الجوي الاستراتيجي، ودعم هندسي وبمجال الاتصالات.
وعرضت المملكة المتحدة أيضا إرسال فريق استشاري من الطوارئ الطبية الدولية البريطانية لإجراء تقييم مبدئي والتنسيق مع فرق البحث والإنقاذ. فرق الطوارئ الطبية البريطانية توفر بشكل عاجل خبراء معتمدين دوليا بمجالات الصحة العامة والطب والجراحة، وهم خليط من خبراء الهيئة البريطانية للرعاية الصحية ومن القطاع الخاص.
قال وزير الخارجية، دومينيك راب:
“كان ذلك انفجارا مدمرا تسبب بمعاناة وأضرار هائلة. بريطانيا صديق قديم للبنان والشعب اللبناني، وسوف تقف إلى جانبهم في وقت محنتهم.
“لقد عرضنا تقديم دعم فوري مباشر يشمل المساعدة في جهود البحث والإنقاذ، ومساعدات طبية طارئة، وما يصل إلى 5 ملايين جنيه إسترليني من المساعدات الإنسانية.”
وقالت وزيرة التنمية الدولية آن-ماري تريفليان:
“صُدمنا جميعا بما رأيناه من مشاهد الدمار والمعاناة في بيروت. وإنني أواسي جميع المتضررين بسبب هذه المأساة والذين فقدوا أحباء لهم.
“تقف المملكة المتحدة على أهبة الاستعداد لمساعدة الشعب اللبناني في وقت محنته، وعرضت تقديم فرق طبية وفرق إنقاذ لمعالجة المصابين.”
هذا الانفجار، الذي يعادل زلزالا قوته 4.5 على مقياس ريختر وشعر به سكان قبرص (على بعد 150 كم عن بيروت)، تسبب في أضرار واسعة من المرجح أن تستمر عواقبها على المدى الطويل. ولبنان يعاني أصلا من أزمة اقتصادية ويواجه آثار جائحة فيروس كورونا، إلى جانب أنه يستضيف أكثر من 1.5 مليون من اللاجئين الفارين من الحرب في سورية.
تعمل المملكة المتحدة عن قرب مع لبنان، وهذه الشراكة تركز على إدارة التداعيات المتعلقة بالأوضاع الإنسانية والاستقرار والأمن بسبب الحرب في سورية.
منذ بدء الأزمة السورية، رصدت وزارة التنمية الدولية ما يناهز 700 مليون جنيه إسترليني من المساعدات الإنسانية والتنموية للبنان، بما في ذلك الدعم لتوفير المرافق الصحية والتعليم للاجئين، وساعدت في توفير فرص عمل للبنانيين والسوريين على حد سواء.
*أعلن رئيس دولة فلسطين محمود عباس عن تضامن فلسطين وشعبها، ووقوفه إلى جانب لبنان الشقيق، في هذا المصاب، والاستعداد لتقديم كل المساعدة الممكنة، مؤكدا عمق العلاقات الاخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين.
ووجه الرئيس، سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، لوضع الامكانيات الفلسطينية كافة في لبنان تحت تصرف الاشقاء هناك.
بدوره، وجه السفير أشرف دبور جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني وجميع مستشفياتها وطواقها الطبية في لبنان للقيام بواجباتها والمساهمة العاجلة باسعاف المصابين جراء الانفجار، ودعم طواقم الصليب الأحمر اللبناني في عمليات إجلاء واسعاف المصابين.
واستقبل كل من مستشفى حيفا، ومستشفى الهمشري، التابعين للجمعية في بيروت وصيدا العشرات من المصابين، حيث تم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.
كما شاركت فرق الهلال، ومتطوعون من مختلف المخيمات الفلسطينية بعمليات البحث وانتشال العالقين تحت انقاض المباني المدمرة، حيث تم اخراج العديد منهم وتقديم الاسعافات اللازمة لهم.
وتوجهت أربعة طواقم طبية، وأربع سيارات اسعاف تابعة للهلال الاحمر الى مدينة بيروت للمشاركة في عمليات الاغاثة، حيث تم نقل ستة جرحى وضحيتين إلى مستشفيات العاصمة وتم علاج ثمانية مصابين على الارض، حيث اجريت لهم الاسعافات الاولية.
وشاركت أطقم الهلال الاحمر بمساعدة الدفاع المدني اللبناني في انتشال جثة مصابة قرب المرفأ، وعملت الاطقم على انتشال جثة من الطابق الثالث في مبنى سكني شبه مدمر في منطقة الجميزة.
كما استقبل مستشفى حيفا في مخيم برج البراجنة 44 حالة تم تقديم العلاج اللازم لها.
ووضع جميع كوادر الهلال الاحمر الفلسطيني ومرافقه الصحية، في حالة استنفار تام وشاركوا زملاءهم في الصليب الأحمر اللبناني في عمليات الانقاذ والاسعاف من اللحظة الاولى.
وأطلق الهلال الاحمر الفلسطيني حملة للتبرع بالدم في جميع مستشفياته في بيروت وصيدا.
*استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب في السراي الحكومي أمس الأربعاء وفدًا عراقيًا برئاسة وزير النفط إحسان عبد الجبار ممثلًا رئيس الوزراء العراقيمصطفى الكاظمي، ووكيل وزير الصحة هاني العقابي، القائم بالأعمال أمين النصراوي، المستشار السياسي أحمد جمال ومدير مكتب وزير النفط حيدر عبيد، بحضور وزير الطاقة والمياه ريمون غجر ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب.
وأطلع الوفد رئيس الحكومة على التقديمات الطبية العراقية التي وصلت إلى بيروت والتقديمات النفطية التي انطلقت من بغداد.
وبعد اللقاء قال الوزير عبد الجبار: “تلبية لتوجيه دولة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، جئنا من وزارة النفط ووكيل وزير الصحة، وعدد من الأطباء في الجراحة العامة والتخصصية، مع مساعدات بلغت 20 طنًا من المواد الطبية والصحية، تعبيرًا عن مشاركة العراق للآلام التييعاني منها لبنان الشقيق في هذه الحادثة الأخيرة. ساد جو من البؤس والترقب في العراق، شعبًا وقيادة، أمام الحدث الكبير الذي ألمّ ببيروت. نسأل الله أن يعود لبنان إلى سابق عهده بالعيش الآمن. وتلتزم الحكومة العراقية بأن تكون شريكة للبنان في هذه المحنة. لذا، بدأت قوافل الوقود بالانطلاق من بغداد إلى بيروت عبر الحدود السورية. ووعد الرئيس الكاظمي الحكومة اللبنانية بتوفيرالوقود، وسيكون العراق خير عون وسند للحكومة اللبنانية. وسيبقى الكادر الطبي في بيروت إلى حين يأذن له الجانب اللبناني بالعودة، كما أن المساعدات الطبية ستبقى متوفرة. ونتقدّم بالتعزية من عائلات الضحايا والمفقودين، ونتمنى الشفاء للجرحى.”
*استقبل وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة الى جانب نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عدرا عكر مساعد وزير الخارجية اليوناني الذي وصل الى بيروت ناقلا مساعدات طارئة قدمتها اليونان لمساعدة لبنان على تخطي تداعيات الانفجار الذي شهدته بيروت.
وتلقى الوزير وهبة مزيدا من الاتصالات من عدد من نظرائه العرب والاجانب الذين قدموا التعازي بضحايا الانفجار معربين عن التضامن مع لبنان في محنته وعن استعدادهم لتقديم اي مساعدة يطلبها لبنان، وهم وزراء خارجية اسبانيا، بولونيا، هنغاريا، الجزائر، النروج والدانمارك، البحرين، المانيا وتشيكيا، قطر وبنغلادش.
وكان الوزير وهبة قد تلقى صباحا اتصالا من نظيره الفرنسي جان ايف لودريان الذي اعرب عن تضامن بلاده الكامل مع اللبنانيين .
*أعلن السفير د.ياسر علوي سفير مصر في لبنان أن جمهورية مصر العربية، وفور تلقيها قائمة باحتياجات لبنان العاجلة اللازمة للإغاثة الطبية ومعالجة ضحايا انفجار الأمس في بيروت، قررت إطلاق جسر جوي من القاهرة الى بيروت ، ينقل الادوية والمستلزمات الطبية المطلوبة، كما قررت مصر ايفاد عدد من الاطقم الطبية الجاهزة للمشاركة في أعمال الإغاثة والاسعاف الطبي لتنضم الى جهود المستشفى الميداني المصري المنخرط في هذه الجهود منذ وقوع الانفجار.
وأوضح السفير المصري أن هذه المساعدات تصل من الشعب المصري الى شقيقه اللبناني وبها تضافر من جهود واسهام كل من الحكومة المصرية والأزهر الشريف وعدد من الجمعيات الاهلية المصرية، فيما يعد انعكاسا دقيقا لحجم التضامن المصري الرسمي والشعبي مع الاشقاء اللبنانيين فى مصابهم، وتنفيذاً لقرار القيادة المصرية بالوقوف الى جوار الشعب اللبناني الشقيق الى أن يتجاوز هذه الكارثة المحزنة.
البحرين: تقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة.
– السعودية: وجّه الملك سلمان بن عبد العزيز، بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة»، وأعلنت السفارة السعودية في بيروت أنّ السفير وليد البخاري يجتمع باللجنة التحضيرية لاستقبال المساعدات الطبية والإنسانية.
– تونس: إرسال طائرتين عسكريتين تحملان مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية. واستقبال 100 جريح لبناني لعلاجهم في المستشفيات التونسية.
– الجزائر: شحن مساعدات طبية ومواد غذائية للبنان على متن 4 طائرات، إضافة إلى باخرة تحمل مواد بناء للمساعدة في إعادة إعمار بيروت.
– المغرب: ستقيم تسع طائرات عسكرية ومدنية جسراً جوياً وستكون محمّلة كلّها بمساعدات إنسانية وطبّية. وسيصل طاقم طبّي عسكري لإقامةمستشفى ميداني لإسعاف المتضررين. وتتشكّل الشحنات من: 295 طناً من المواد الغذائية الأساسية، 10 أطنان من الأدوية، 10 أطنان من الأدوات والمعدات الطبية، 11 طناً من المواد الطبية والمعدات الخاصة بمعالجة وباء «كوفيد – 19».
– الأردن: تجهيز مستشفى عسكري ميداني لإرساله إلى لبنان يضم جميع الاختصاصات، والطواقم الطبية، للمساهمة في تقديم الخدمة الطبية والعلاجية.
* رد المتحدث باسم وزارة الخارجية حامي أقصوي على السؤال المتعلق بمساعدات تركيا إلى لبنان
شرعت تركيا في العمل على تلبية الاحتياجات العاجلة للشعب اللبناني، عقب الحادث المأساوي جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020.
وفي هذا الإطار، بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية التركية، ترسل تركيا إلى لبنان طاقم بحث وإنقاذ وطاقم الطوارئ الطبية، ومساعدات إنسانية طارئة، بما في ذلك أدوية ومستلزمات طبية، كما تخطط لإنشاء مستشفى ميداني، وذلك عبر وزارة الصحة التركية و إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” والهلال الأحمر التركي.
ألمانيا: مساعدات طارئة بقيمة مليون يورو (نحو 1.2 مليون دولار)، إضافة إلى إقامة مراكز إسعافات أولية في بيروت وتوفير الإمدادات الطبية لعلاج الجرحى.
– المجر: مليون يورو (نحو 1.2 مليون دولار) كمساعدات إنسانية إلى الذراع الخيرية للكنيسة المارونية في لبنان، لدعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
– إيطاليا: أرسلت طائرتين عسكريتين تحملان 8 أطنان من المستلزمات الطبية وفريقاً من الخبراء.
– الولايات المتحدة الأميركية: تقديم مساعدات عاجلة، لم تُحدد طبيعتها.
– هولندا: إرسال طاقم بحث وإنقاذ يضم 67 بينهم أطباء وممرضون ورجال إطفاء وضباط شرطة للمساعدة في إنقاذ الناجين.
– بولندا: إرسال مستلزمات طبية وطاقم إنقاذ يضم 39 من رجال الإطفاء و4 كلاب لانتشال الجثث وإنقاذ الناجين في بيروت. كما أطلق المركز البولندي للمساعدات «pcpm» حملة تبرع لمساعدة المتضرّرين في بيروت.
– اليونان: طائرة مساعدات تضم فريقاً من 12 فرداً وكلب إنقاذ وعربتَين مجهزتين لأغراض خاصة.
– قبرص: طوافتَي إنقاذ تضمان 10 أشخاص و8 كلاب. وأعلن المسؤولون الاستعداد لاستقبال المصابين لتلقي العلاج، وإرسال فرق طبية إذا اقتضى الأمر.
– تشيكيا: إرسال فريق من 37 رجل إنقاذ، وكلاب بوليسية للمشاركة في عمليات البحث عن الناجين والمفقودين.
– المفوضية الأوروبية: الاستعداد لبحث كيفية تعزيز العلاقات التجارية، وإرسال أكثر من 100 إطفائي مع آليات وسفينة عسكرية وكلاب ومعدات، خاصة بعمليات البحث والإنقاذ، وتفعيل نظام خرائط القمر الصناعي «كوبرنيكس» للمساهمة في تقييم الضرر.
– منظمة الصحة العالمية: إرسال طائرة تحمل 20 طناً من الإمدادات الصحية إلى بيروت.
– البنك الدولي: أعلن استعداده حشد موارده لمساعدة لبنان، واستخدام خبراته لإجراء تقييم سريع للأضرار وللاحتياجات ووضع خطة لإعادة الإعمار وفق المعايير الدولية.
– كوبا: تبرّع أفراد السفارة الكوبية لدى لبنان بالدم للجرحى جرّاء انفجار المرفأ، وأعرب المسؤولون الكوبيون عن تضامنهم مع الشعب اللبناني واستعدادهم للمساعدة.
*المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية تقيّم الاستجابة الفورية
والدعم الضروريّين إثر انفجار بيروت
أعربت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية ونائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، السيدة نجاة رشدي، وبالنيابة عن الجهات الإنسانية في لبنان، عن تعازيها الحارّة وتمنياتها العميقة بالشفاء العاجل للمصابين جراء الحادث المروع الذي وقع في ميناء بيروت يوم الثلاثاء الموافق 4 آب/أغسطس، والذي أدّى إلى خسائر فادحة في الأرواح وإصابات ملحوظة وأضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية.
وقالت رشدي: “هذه الأزمة تتطلب دعماً من جميع الأطراف لتجاوز آثارها المدمّرة على اللبنانيين والبلاد. وأود أن أشيد بالدعم الذي قدّمته حتى الآن جميع وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والمنظمات الدولية غير الحكومية المعنية، وبالتزامها المتواصل بمساعدة الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني على تجاوز هذا الحادث المأساوي”. وأردفت قائلةً: “لقد تأثرت أيضاً بشدة بتضامن الشعب اللبناني مع بعضه البعض، وبأعماله العفوية التي تنمّ عن طيبة ملحوظة أظهرها المواطنون العاديون من خلال مبادرات شخصية قاموا بها لدعم كلّ مَن يحتاج إلى مساعدة ماسّة خلال هذه الأوقات العصيبة”.
وجددت رشدي التزام الأمين العام للأمم المتحدة بدعم لبنان في هذا الوقت العصيب، كما أكّدت على المساعدة الأممية الراهنة والنشطة في الاستجابة لهذه الكارثة. وتعمل رشدي، بالتشاور مع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الدفاع، زينة عكر، ومع وزير الصحة العامة د. حمد حسن، وبالتعاون الوثيق مع الشركاء في مجال العمل الإنساني، على تقييم الاحتياجات الإنسانية الضرورية وتقديم الدعم اللازم للحكومة اللبنانية للاستجابة لهذه المأساة.
وعليه، خصّصت رشدي مبلغ 9 ملايين دولار أمريكي من الصندوق الإنساني للبنان، كما سيخصّص منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، تمويلًا إضافيًا من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، وذلك بغية تلبية الاحتياجات الفورية والمساعدة على تعزيز قدرة المستشفيات على استيعاب ضحايا الانفجار من خلال توسيع وحدات العناية المركزة وإنشاء وحدات إضافية عند الضرورة. كما يسعى هذا التمويل إلى توفير مجموعة مواد لإسعاف المصابين، وأجهزة تنفّس، وإمدادات طبية، وأدوية، وغيرها من المستلزمات الطبية.
ويقوم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بنشر فرق طوارئ (SURGE Teams)، بما في ذلك خبراء من الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ وآخرين من فريق الأمم المتحدة المعني بالتقييم والتنسيق في حالات الكوارث، بهدف المساعدة على الاستجابة لهذه الحالة الطارئة.
علاوة على ذلك، عقدت رشدي اجتماعًا مع مختلف المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة القائمة في لبنان بهدف تقييم المساعدة الإنسانية التي تواصل تقديمها الأمم المتحدة في لبنان بالتعاون مع شركائها. وقد بادرت المنظمات المعنية بالصحة في شراء المعدات واللوازم الطبية لدعم عملية الاستجابة لهذه الحالة الطارئة. وفي هذا السياق، تقدم منظمة الصحة العالمية المساعدة لـ1000 شخص يتطلّب مؤازرة نفسية و1000 شخص يستوجب عمليات جراحية لا سيما الأشخاص الذين يعانون من الحروق والجروح الناجمة عن تناثر الزجاج وغيرها من الحطام الناتج عن الانفجار.
ستواصل الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم الدعم اللازم للتخفيف من معاناة الناس بصورة فورية ودعم جهود التعافي من هذه الأزمة.