“مصدر دبلوماسي”- قصر بسترس
وجّه “حزب الله” أمس الاثنين عريضة شديدة اللهجة من على منبر وزارة الخارجية والمغتربين “احتجاجا على تصريحات وتجاوزات السفيرة الاميركية في لبنان للأصول والاعراف والقوانين الدبلوماسية المعتمدة” بحسب ما ورد في عنوان العريضة التي قدمها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مع النائبين ابراهيم الموسوي وحسن عز الدين والموقعة من نواب الكتلة.
تأتي هذه الخطوة غير المسبوقة في السياسة والدبلوماسية في سياق تسجيل كل طرف نقاطا في مرمى الطرف الآخر، ويبدو بأن “استدعاء” وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي للسفيرة دوروثي شيا الاسبوع الفائت، والكلام الذي صدر بعد اللقاء وخصوصا البيان المكتوب الذي لم يأت على ذكر أي أمر يتعلق بسلوك الدبلوماسيين لم يشف غليل “حزب الله” الذي وجد نفسه في مرمى النيران الاميركية بلا ظهير دبلوماسي متين، فقرر القيام بخطوة اعتراضية مباشرة على كلام السفيرة شيا.
نص العريضة التي ننشرها كاملة، إضغط هنا: “بي دي أف” يفي بشرح الغرض من هذا اللقاء مع حتّي، وكان النائب رعد واضحا في كلمة له بعد اللقاء اذ قال للصحافيين: “لقد اودعنا الوزير حتي بإسم الكتلة عريضة احتجاج رسمي على التصريحات والتجاوزات للقواعد والأصول والأعراف والقوانين الديبلوماسية التي قامت بها السفيرة الاميركية دوروثي شيا خلال الفترة الماضية التي بدأتها منذ بدء مهامها”.
أضاف:” نحن بكل وضوح نقول بأن احترام القواعد والأصول الديبلوماسية يرتد إيجابا على سمعة السفيرة ومن تُمثل، لكن خرق الأصول والقواعد يُعطي انطباعا سيئا عن النموذج الذي يتم تقديمه بعيدا عن الديبلوماسية . مهمة السفير في الدولة المعتمد لديها ان يُخاطِب بلغة ديبلوماسية وان يتصرف وفق القوانين التي ترعى وتُنظم عمله في تلك الدولة”.
ولفت النائب رعد:” إناحتجاجنا على التدخل في شؤوننا الداخلية بدءا من التعيينات وصولا الى تحديد موقف تحريضي ضد فئة من اللبنانيين والإسهاب في الكذب والتضليل حول دور هذه الفئة لناحية تأثيرها على اقتصاد البلد وعلى خزينته وماله، و تتصرف كحامية للبلد.
نحن بلد حر مستقل له سيادته، وشعبه له كرامته ، و حكومته ومسؤوليه لهم كرامتهم ايضا و لا يجوز التخاطب بهذه اللغة، انما يجب ان يُضبط الخطاب وفق بنود اتفاقية فيينا”.
وقال:” هذا ما سطرناه في العريضة بشكل يؤدي الى المطلوب وطلبنا من الوزير حتي اتخاذ الإجراءات التي يراها مناسبة لضبط سلوك وتصريحات هذه السفيرة و يجب عليها الكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية والكف عن الخطاب الذي يُثير الفتنة والتحريض بين اللبنانيين”.
وردا على سؤال عن كيفية تطبيق هذه العريضة قال رعد: “وزير الخارجية دبلوماسي عريق ويملك الكثير من الصلاحيات والإجراءات التي يُمكن ان يتخذها في هذا الصدد. نحن نعوّل ان تُثمر هذه المتابعات وهذا الحضور الاحتجاجي من اجل ان لا نعود و نسمع تدخلات في شؤوننا الداخلية من قبل اي رئيس او عضو في بعثة ديبلوماسية تعمل في لبنان”.
وردا على سؤال عن توقيت هذا الاحتجاج فيما سفراء اميركيون كثر كانوا يتدخلون في الشؤون اللبنانية ولم يقم “حزب الله” بهذه الخطوة في اتجاه وزارة الخارجية والمغتربين؟ قال النائب رعد:”هل اللجوء الى الدبلوماسية لكف شر ما يُعمل باسم الدبلوماسية هو عمل مستغرب ؟ لا يجوز ان يٌستغرب بالنسبة الينا”.
وردا على سؤال عن سبب تأخر الكتلة في تقديم العريضة؟ أجاب النائب رعد:
“كنا نسطّرها باتقان”.