“مصدر دبلوماسي”
في سابقة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية،
أصدر قاضي الامور المستعجلة في صور محمد مازح قراراً يمنع بموجبه السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا من الإدلاء بصاريح اعلامية ومنع اي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها.
ويمنع القرار جميع الوسائل الاعلامية من استصراح السفيرة واجراء مقابلات معها، إذ نص على “منع اي وسيلة اعلامية لبنانية او اجنبية تعمل على الاراضي اللبنانية سواء أكانت مرئية أو مسموعة أو مكتوبة أو الكترونية باجراء اي مقابلة مع السفيرة الاميركية أو أي حديث معها لمدة سنة تحت طائلة وقف الوسيلة الاعلامية عن العمل لمدة مماثلة في حال عدم التقيد بهذا القرار وتحت طائلة الزام الوسيلة بدفع 200 الف دولار اميركي كغرامة اكراهية” في حال عدم الالتزام بهيدا الامر. وابلغ القاضي وزارة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع بهذا القرار لتعميمه على وسائل الاعلام.
ويأتي قرار القاضي بناءاً على استدعاء مقدم من فاتن علي قصير ضد مقابلة السفيرة الأميركية على قناة “الحدث” بتاريخ 26 -6-2020.
وجاء في حيثيات القرار أن “السفيرة الأميركية تناولت في حديثها أثناء المقابلة أحد الأحزاب اللبنانية الذي له تمثيل نيابي في مجلس النواب وتمثيل وزاري في مجلس الوزراء وله قاعدة شعبية لا يستهان بها وحيث أن حديث السفيرة الأميركية تناول الحزب المذكور لجهة تحميله مسؤولية عما وصلت اليه الأوضاع في البلاد فضلاً عن أنه لا يحق للسفيرة التطرق اليه لكونه يمثل شأناً داخلياً لبنانياً ويخرج عن الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها بموجب المعاهدات الدولية واتفاقية فيينا فأنه يسيء لمشاعر الكثير من اللبنانيين ويساهم في تأليب الشعب اللبناني على بعضه وعلى الحزب المذكور”.
والحزب المقصود هو “حزب الله” الذي تشنّ عليه الولايات المتحدة الاميركية حملة من الضغوط القصوى.
وتعليقا على القرار الذي تعّرض لحرية الاعلام غرّدت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد:” أتفّهم غيرة القضاء على أمن الوطن من تدخّل بعض الدبلوماسيين في شؤونه الداخلية. لكن لا يحق لأحد منع الاعلام من نقل الخبر والحد من الحرية الاعلامية. وفي حال لدى أحد مشكلة مع الاعلام فليكن الحل عبر وزارة الاعلام والنقابة والدور الاستشاري للمجلس الوطني للاعلام وانتهاء بمحكمة المطبوعات”.
وصدر عن تجمع المحامين في “حزب الله” البيان الآتي:
إن تجمع المحامين يرحب ويثني على القرار الصادر بإسم الشعب اللبناني عن حضرة قاضي الأمور المستعجلة في صور القاضي محمد مازح والذي اتخذ فيه تدبيراً رادعاً للسفيرة الأميركية دوروثي شيا ومنعها من الإدلاء بتصريحات إعلامية تهدف من خلالها إلى زعزعة الاستقرار في الوطن .
إن هذا القرار القضائي الوطني المشرف والمحق يعبر عن رغبة الشعب اللبناني المقاوم بكل أطيافه.
إن تجمع المحامين في “حزب الله “اذ يستنكر ويدين الإهانات والتدخلات الوقحة لسفيرة نظام الولايات المتحدة الأميركية في لبنان السفيرة دوروثي شيا التي خرقت بتصريحاتها بالامس كافة الأعراف والمواثيق التي ترعاها إتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، حيث إسترسلت في اطلاق التوصيفات الحاقدة على الحكومة اللبنانية في إعتداء سافر على السيادة الوطنية اللبنانية وفِي التدخل بشؤون الوطن الداخلية مؤكدة بذلك الحصار غير الإنساني الذي تمارسه دولتها على الشعب اللبناني وشعوب المنطقة وهذا يشكل جريمة ضد الانسانية بمفهوم القانون الدولي ويعد هذا التصريح مخالفة للفقرة الأولى من المادة ٤١ من اتفاقية فيينا التي توجب على الدبلوماسي احترام قوانين الدولة المعتمد عليها وأنظمتها كما توجب عليه عدم التدخل في شؤونها الداخلية.
إن وصف السفيرة شيا لحزب الله ومقاومته “بالارهابي” هو إهانة وعدوان على الشعب اللبناني وشهدائه وجرحاه وتضحياتهم التي عانوها بسبب سياسات الولايات المتحدة ودعمها اللامتناهي للعدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين وكل بلادنا العربية سلاحاً وعتاداً واموالاً وإعلاماً.
ما اقترفته هذه السفيرة يستدعي تقديم إعتذاراً واضحاً من الشعب اللبناني.