“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
“إن العماد ميشال عون استأنف سياسة الالغاء التي بدأها في العام 1988” هو كلام لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قاله منذ يومين في حديث تلفزيوني وهو يبدو متسقا مع العلاقة التاريخية المتوترة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
“إن حزب الله والتيار الوطني الحر يحركان الحكومة اللبنانية (…)”. ربما هي المرة الاولى التي يربط فيها جنبلاط بين “الحزب” و”التيار الحر” في ما يخص الخضات السياسية الحاصلة في داخل البلد منذ مدة غير قصيرة لا سيما منذ تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب ونيلها الثقة في شباط الفائت. هذا الكلام دفع “حزب الله” الى ان يتواصل بشكل فوري مع جنبلاط عبر قنواته المعروفة لاستكشاف الاسباب التي حدت بزعيم الجبل الى اقحامه في الهجوم على العهد.
لا معلومات عمّا كان الرد المباشر لجنبلاط، المعروف بصراحته، لكن الثابت من خلال اوساط الحزب التقدمي الاشتراكي ان العلاقة مع عهد العماد ميشال عون مقطوعة تماما، في حين يوجد تواصل دائم ومستمر مع حزب الله يبدو ان الاشتراكيين حريصين عليه.
في المقابل لا يأمن الاشتراكيون جانب الرئيس عون و”صهره” كما يطلقون عليه، أي النائب جبران باسيل.
ليس حزب الله في نفس الخانة، لكن الاشتراكيين يحمّلونه مسؤولية استمرار “حلفائه” في الانزلاق الى حلبة المصارعة مع بقية اللبنانيين ومحاولة تطويعهم لا بل معاقبتهم وصولا الى حذفهم من المشهد السياسي، ما يشكل تهورا غير مسبوق وجهلا للتاريخ وللجغرافيا وقطعا تاما مع المزاج الدرزي. وكما ان العلاقة مقطوعة بين الإشتراكي والعهد فهي أيضا منقطعة تماما مع رئيس الحكومة حسان دياب الذي قال عنه جنبلاط في مقابلته مع “العربية” بأنه “لا شي” وهذا يعني باللغة الاشتراكية بحسب الاوساط بأن دياب إما ينفذ اجندة التيار الوطني الحر والعهد “الانتقامية” عن سابق تصور وتصميم وإما انه “منجرّ” فيها بلا ارادته.
في هذا الاطار، تشير الاوساط الى أن استمرار الامور على هذا المنوال سوف يؤدي الى نزال سياسي واسع النطاق ولا أفق له، قد لا يتظهر بجبهة سياسية موحدة مع “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” وحركة “أمل” نظرا للظروف السائدة في السياسة بين هؤلاء، لكن الدفاع السياسي سيكون ساطعا.
لم يتخذ الحزب التقدمي الاشتراكي لغاية اليوم قرارا بالمواجهة في الشارع، بالرغم من اعتباره ان التظاهرات الأخيرة محقة وهي صرخة شعب متألم،
لكن كل احتمالات المواجهة السياسية واردة وصولا الى تغيير العهد لنهجه.
بالعودة الى “حزب الله” الذي تشير الاوساط الاشتراكية الى تواصل دائم معه، فإنه الجانب القادر على وضع حدّ لهذا ” التهور السياسي والانزلاق نحو المجهول الذي يقوده عهد الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل” بحسب تعبير الاوساط الاشتراكية التي تشير الى “روح انتقامية توضحت اخيرا في محاولة السيطرة على النظام المالي والمصرفي وتغيير وجه لبنان الاقتصادي بالقوة عبر الاقتصاص من رموز النظام السائد، وهو امر يمس المنظومة السياسية برمتها وهذا ما لن يسمح به الاشتراكي”.
وسط هذه الاجواء الملبدة يبدو التناغم وثيقا كما العادة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومع تيار المستقبل، اما القوات اللبنانية وبسبب الغيوم التي تعكر سماء علاقتها مع “التيار الازرق” فإنها تشتغل “على القطعة”، من دون الرغبة في الانخراط في جبهة سياسية موحدة ضد عهد عون وممارساته الالغائية التي ينفذها بحذافيرها رئيس الحكومة حسان دياب –دائما بحسب الاوساط الاشتراكية- التي تتمنى ألا تكون تحظى ايضا بتغطية من “حزب الله” القادر على لعب دور في تغيير نهج العهد.
في الختام، أصدر الحزب التقدمي الاشتراكي امس اقتراحاته الاصلاحية التي حملت عنوان “الاجراءات المالية الاقتصادية الاصلاحية” وهي مؤلفة من 26 صفحة فولسكاب، وذلك “انطلاقا من مسؤولية الحزب الوطنية، لذا يبادر الى طرح سلسلة من الاجراءات الآيلة الى تصويب السياسة النقدية وتصحيح عجز المالية العامة واستنهاض النمو الاقتصادي القائم على تحفيز القطاعات الانتاجية”، لكن يبدو بأن هذه الورقة لم ترسل الى رئيس الحكومة حسان دياب!