“مصدر دبلوماسي”
عقد وزير الطاقة والمياه ريمون غجر مؤتمرا صحافيا اليوم الإثنين في وزارة الطاقة والمياه تناول فيه آخر التطورات في مجال التنقيب عن النفط والغاز. جاء في كلام غجر:
“دخل لبنان مسار الاستكشاف في المياه البحرية اللبنانية في الرقعتين 4 و9 بداية العام 2018. وبموجب اتفاقيتي الاستكشاف والانتاج العائدتين لهاتين الرقعتين تمتد مدّة الاستكشاف الأولى لمدة ثلاث سنوات تنتهي قي شهر أيار من العام 2021. إذ يتوجب على الشركات صاحبة الحقوق البترولية حفر بئر استكشافية واحدة في كل رقعة من الرقعتين 4 و9 خلال هذه المدة.
بتاريخ 12/12/2019 أصدر وزير الطاقة والمياه بناء على توصية هيئة إدارة قطاع البترول رخصة حفر بئر استكشاف في الرقعة رقم 4 التي تتضمّن تحديد موقع وعمق الهدف الجيولوجي الذي استهدفه الحفر على عمق 4076 م من سطح البحر.
بعد انطلاق أنشطة حفر البئر الاستكشافية الأولى، في صباح 26 نيسان2020 وصل عمق الحفر في موقع البئر الى 4076 م من سطح البحر وفقًا للالتزام المقدم من المشغل، الذي سيقوم خلال الاسبوعين المقبلين بإقفال هذه البئر بطريقة آمنة وفقًا للمعايير والقوانين اللبنانية المرعية الاجراء.
سأعرض عليكم اليوم النتائج الأولية الناجمة عن حفر البئر الاستكشافية في الرقعة رقم 4، على أن يصدر التقرير النهائي المفصّل في فترة لاحقة بعد تحليل البيانات والعيّنات التي تمّ الاستحصال عليها من البئر:
1- أثبتت النتائج الأولية للحفر وجود الغاز على أعماق مختلفة داخل الطبقات الجيولوجية التي اخترقتها البئر في المنطقة الجيولوجية المحاذية للساحل اللبناني (Basin margin area) مما يجعل من هذه المنطقة منطقة جيولوجية واعدة.
2- نتيجة لوجود الغاز في هذه البئر تمّ التثبت من وجود العناصر الأساسية لنظام جيولوجي – بترولي في البحر اللبناني، لكنه لم يتم التحقق من وجود مكمن غازي.
3- حققت البئر الاستكشافية الاولى أحد الأهداف الاساسية المرسوم لها وهو التأكد من طبيعة الطبقات الجيولوجية واوجه التشابه والاختلاف بينها وبين ما هو موجود في الحوض المشرقي مما يعزز فهمنا للواقع الجيولوجي لجزء من البحر اللبناني .
4- إن المعطيات والبيانات الجيولوجية والبتروفيزيائية التي تمّ الاستحصال عليها من هذه البئر هي ثروة من المعلومات التي ستساهم حتمًا في تعزيز فرص حصول اكتشاف تجاري في المواقع المتعددة المحدّدة في الرقعة 4 من قبل وزارة الطاقة والمياه والهيئة وأكثر من 60 موقعًا محددًا على امتداد البحر اللبناني.
وتبعد البئر المحفورة ما لا يقلّ عن 100 كم عن أقرب بئر استكشاف أخرى في الحوض المشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وبالتالي، تُعَدُّ هذه البئر قيّمة للغاية لفهم منطقة جيولوجيّة جديدة لم يسبق الحفر فيها. وقد نجم عن أنشطة الحفر الاستحصال على عيّنات وقطوعات سوف يتم إخضاعها للتحليل من قبل شركة توتال والهيئة تمهيدًا لتحديث النظام الجيولوجي – البترولي للمنطقة.
وقد تمّت أعمال الحفر في مياه يبلغ عمقها 1500 م وتم اختراق طبقةٍ من الصخور الملحيّة بسماكة 1000 م قبل الوصول إلى الطبقات الواعدة المستهدفة. والجدير بالذكر هنا أن وجود هذه الطبقة من الملح يعقّد أعمال تحليل وفهم المسوحات الزلزاليّة، وتشكّل المعلومات الّتي حصلنا عليها من هذه البئر قيمةً عالية لتكثيف أعمال الاستكشاف في هذه الرقعة.
عمل على متن سفينة الحفر 160 لبنانيًّا وأجنبيًّا خلال ظروف عمل معقّدة بسبب فيروس كورونا، حيث اتُّبِعَت إجراءات صارمة منها على سبيل المثال عزل من يتوجّب عليه الصعود إلى السفينة 14 يومًا قبل صعوده إليها وإجراء فحوصات PCR لكلّ من يصعد إلى السفينة. كذلك، استوجب الوضع عمل معظم الأطقم على السفينة لمدّة طويلة دون تبديل خلافًا لما جرت عليه العادة.
وتمّت كلّ هذه الإجراءات بالتعاون مع الجهات الرسميّة المعنيّة وقد اتاح اتباعها استمرار أعمال الاستكشاف على الرغم من حالة التعبئة العامّة في البلاد. وهنا لا بد من توجيه التحيّة والشكر الى الجهات الرسمية التي تعاونت معنا كما أتوجه بالشكر إلى كلّ الّذين عملوا بجهد واندفاع على متن السفينة وفي القاعدة اللوجستية و في المطار وفي مكاتبهم خلال الأسابيع الماضية على الرغم من هذه الظروف الصعبة وكل ذلك من أجل ضمان حفر بئر الاستكشاف الأولى في المياه البحريّة اللبنانيّة. وقد كان الدعم من كافّة إدارات الدولة لأعمال الحفر أساسيًّا وسيبقى كذلك في المستقبل لاستكمال الأعمال بالطريقة المطلوبة.
أما في ما يتعلق بالرقعة رقم 9:
ستساهم البيانات الّتي تمّ جمعها من البئر الأولى في الرقعة رقم 4 في تحسين عمليّات التحليل المرافقة لأعمال الاستكشاف في الرقعة رقم 9 وفي تحديد أفضل هدف جيولوجي محتمل ليتمّ استهدافه في أعمال الحفر.
وعلى الرغم من الظروف العالميّة الصعبة المرافقة لفيروس كورونا وعلى الرغم من التدهور الكبير في أسعار البترول، يستمرّ العمل على قدمٍ وساقٍ للحفر في الرقعة رقم 9 في أقرب وقتٍ ممكن.
وفي الختام لا بد من التذكير بأن الرخصة البترولية الحصرية التي منحت بموجب اتفاقية استكشاف وانتاج تتيح لائتلاف الشركات خيار مواصلة أنشطة الاستكشاف في الرقعة رقم 4 بعد الحصول على نتائج تحليل نتائج حفر البئر الاستكشافية الأولى فيها.
وكما دأبت وزارة الطاقة والمياه وهيئة إدارة قطاع البترول على إطلاع الرأي العام على مجريات الأنشطة البترولية ومستجداتها، سوف يتم إطلاعكم تباعا وإطلاع جميع اللبنانيين على مستجدات أنشطة الاستكشاف في كل من الرقعتين رقم 4 و9 في المياه البحرية اللبنانية”.