“مصدر دبلوماسي”- مقالات مختارة
تجاوزت أعداد المصابين بفيروس كورونا في العالم المليون حالة بينهم أكثر من 70 ألف وفاة. وتواصل منظمة الصحة العالمية نشر رسائل التوعية للحث على غسل اليدين والحفاظ على التباعد الجسدي للحد من انتشار العدوى.
مديرة برنامج الاستعداد للطوارئ واللوائح الصحية الدولية في منظمة الصحة العالمية الدكتورة داليا السمهوري تشرح في هذا الحوار لموقع “الأمم المتحدة” آخر ما توصلت له المنظمة لمعرفة ما استجدّ عن كوفيد-19 والتطورات التي توصل إليها العلماء بشأن المرض.
*بالنسبة لطريقة انتقال العدوى، يتردد أنه ليس فقط عبر الرذاذ، بل أصبح ينتقل في الهواء؟ ما مدى صحة ذلك؟
-بحسب الدلائل المتوفرة، فإن طريقة انتقال العدوى لم تتغير، وهي المعلومات التي نعتمد عليها في منظمة الصحة العالمية حتى الآن وتشير إلى انتقال المرض من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ. لكن من المهم التأكيد على أن الرذاذ يقع على الأسطح مثل الأرض أو الطاولات وغيرها ولديه القدرة على البقاء على الأسطح لفترات متفاوتة قد تصل إلى أيام معدودة.
لذلك من المهم الحفاظ على التباعد الجسدي بين الأشخاص على الأقل مسافة متر واحد وهذا يقلل من نسبة انتقال العدوى ويجب تنظيف الأسطح بشكل متواصل خاصة باستخدام الكلور تركيز 1 في المئة، والايثان تركيز 70 في المئة.
هناك لغط كبير فيما يتعلق بقضية الانتقال عبر الهواء لأنه في المراكز الصحية على سبيل المثال أو في الأماكن التي فيها تدخل بالأجهزة التنفسية فهنا من الممكن أن يكون انتشار الفيروس أوسع في الأماكن المغلقة وهو ما يجعله ينتقل أكثر بين الأطباء والعاملين الصحيين. ولهذا نفرّق بين المواد الواقية التي تُلبس في المراكز الصحية المختلفة وتلك التي فيها إجراءات معينة.
*هل تنصحون بارتداء الكمامات بشكل متواصل؟
-اذا كان الشخص يعاني من الأعراض فمن المفترض ارتداء القناع لأن هذا يحمي الغير، وإذا كان الشخص يقدّم الرعاية للمرضى سواء في المنزل أو في مراكز صحية فيجب ارتداء القناع باستمرار تخوّفا من التعرّض للمرض.
يتردد أحيانا بشكل عام دعوة الجميع إلى ارتداء الكمامات لكننا في منظمة الصحة العالمية لم نغيّر موقفنا حتى الآن. نحن نأخذ بعين الاعتبار القصور في الأقنعة والمستلزمات الواقية مثل القفازات وتكون الأفضلية للعاملين الصحيين.
*إذا شعر الشخص بالتوعك، متى يجب التوجه للطبيب؟
-الأمر يعتمد على طبيعة المرض والأعراض. كل ما تتوفر لدينا معلومات عن الأشخاص المصابين بالفيروس يصبح لدينا تأكيد على الأعراض مثل السعال والقشعريرة وضيق النفس، والبعض فقد حاسة التذوق. ولذا يجب معرفة طبيعة الأعراض ولا يمكن التوجه للمستشفى عند الشعور بأي من تلك الأعراض. الكثير من الدول تخصص خطا ساخنا يقدم خدمة لمعرفة الأعراض ويحصل الشخص على النصيحة سواء البقاء في المنزل أو التوجه للمستشفى.
*بعد التعافي، هل يشفى المرء تماما من كوفيد-19 أم المرض قد يتسبب بأمراض مزمنة أخرى مثل أمراض الرئة والكلى؟
-حتى هذه اللحظة نؤكد أن الأعراض لدى 80 في المئة من المصابين تتراوح بين خفيفة إلى متوسطة. ومن الـ 20 المئة المتبقية تتدهور الحالة وقد تؤدي إلى الوفاة. وتختلف مدة التعافي مع اختلاف حدّة الأعراض وحتى بعد الشفاء يجب الابتعاد عن الناس لمدة أسبوعين لأن المرض قد ينتقل حتى بعد التعافي.
فيما يتعلق بالإصابة بأمراض مزمنة بعد التعافي، فهذا لم يثبت علميا بعد. حتى هذه اللحظة لا نعرف إذا كان الشخص الذي تعافى ينقل العدوى أم لا وما الفترة الزمنية التي سيظل حاضنا فيها للفيروس فيها وإذا حصل على المناعة كم ستبقى معه هذه المناعة، لذلك لا يوجد أي دليل في الوقت الحالي يشير إلى إصابة الشخص الذي تعافى بمرض مزمن في المستقبل.
*هل لديكم أي نصائح تتعلق بشهر رمضان في ظل هذه الظروف؟
-في الوقت الحالي من المهم التركيز على عدم التجمهر بتجمعات كبيرة لأن ذلك يعطي فرصة لانتشار الفيروس يجب الحفاظ على التباعد الجسدي ومسافة متر واحد بين الأشخاص.
وفي الوقت الراهن نحن نعمل مع مجموعة استشارية تعطينا نصائح متعلقة بالأمور الدينية لمساعدة الناس على تقبّل ذلك إما عبر اقتباس الآيات القرآنية أو الأحاديث الشريفة لنقول لهم إن الصلاة مهمة لكن التوجه للجوامع وإجراء اللقاءات الاجتماعية في شهر رمضان يساعد على انتشار الفيروس.
من المهم الحفاظ على الأكل بشكل صحي في الفترة الواقعة بين الإفطار حتى السحور وشرب الماء والنوم الكافي. وعلينا تذكر من يعيش في المخيمات وفي الأماكن الفقيرة، إذ من المهم أن يكون هناك تضامن مع الأشخاص المحتاجين وتقديم الزكاة والصدقة لهم حتى يكون لديهم إمكانية للوصول إلى الماء.
*عن موقع “الأمم المتحدة”