“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
نال الإتصال الذي أجراه ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالرئيس السوري بشار الأسد والذي كشف عنه بن زايد في تغريدة له عبر حسابه على “تويتر” أكثر من 28 ألف اعجاب وحوالي 7 آلاف “ريتويت” وقرابة الـ11 ألف تعليق وحظي بمئات التحليلات الدبلوماسية.
فقد اجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية اتصالًا هاتفيًا أمس الأول مع الرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة تداعيات انتشار فيروس كورونا.
وكتب بن زايد على حسابه الرسمي على “تويتر”: “بحثت هاتفيًا مع الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية.. التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار، وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة”.
من جهته، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش بأن الاتصال الذي أجراه محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مع الرئيس السوري بشار الأسد “يأتي في سياق الظروف الاستثنائية المرتبطة بفيروس كورونا”.
قرقاش كتب على “تويتر”، بأن “الظروف الاستثنائية المرتبطة بفيروس كورونا تتطلب خطوات غير مسبوقة، وتواصل الشيخ محمد بن زايد بالرئيس السوري هذا سياقه، البعد الإنساني له الأولوية وتعزيز الدور العربي يعبر عن توجه الإمارات، خطوة شجاعة تجاه الشعب السوري الشقيق تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة”.
أما وكالة الأنباء السورية الرسمية، فنشرت تقريرا مفاده أن الاتصال تم خلاله “بحث تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكد ولي عهد أبوظبي دعم الإمارات ومساعدتها للشعب السوري في هذه الظروف الاستثنائية وأن سورية العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة”.
خلفيات الإتصال الاستثنائي
وفي سياق المتابعة لخلفيات هذا الإتصال الإستثنائي والأول على هذا المستوى بين القائد الاماراتي والرئيس السوري منذ اندلاع الازمة السورية في 2011 قالت اوساط دبلوماسية متابعة للملف السوري لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن ” الإمارات العربية المتحدة كسرت الحصار في السابق على إيران ولكن ليس على غزّة، وتتصدّر الإمارات اليوم المشهد الاقليمي في ظل اعتكاف مقصود من قبل المملكة العربية السعودية، ولا شك بأن هذا الاتصال الإماراتي جاء بتنسيق مع الأميركيين”. وتضيف الاوساط الدبلوماسية:” إن المرحلة التي ستلي كورونا مختلفة عما سبقها على صعيد العلاقات الدولية ولن يكون العالم العربي بمنأى عن هذه المعادلة. وشرحت الأوساط:” إن مركز الصراع لم يعد في سوريا وإنما في اليمن وليبيا حيث تتصدر الإمارات العريبة المتحدة المشهد ايضا، وهنا لا بد من إعادة التذكير بتبادل افتتاح السفارات بين سوريا وليبيا منذ فترة وهي نقطة تقاطع أخرى بين الإمارات العربية المتحدة وسوريا وفي كل ذلك لا يجب نسيان المعركة التي تقودها الإمارات العربية المتحدة والشيخ محمد بن زايد شخصيا ضد الإسلام المتطرف وخصوصا “الإخوان المسلمين” والدول الداعمة لهذا التيار الاسلامي”.
للتذكير فإن الامارات العربية المتحدة كانت اعادت فتح سفارتها في دمشق في نهاية سنة 2018 بعد مرور 7 اعوام على اغلاقها عام 2011، كما أن الشركات الإماراتية الكبرى شاركت في معرض اعادة اعمار سوريا وهي بدأت فعليا بوضع خطط لمشاريع بناء كبرى في سوريا. علما بأن هذا الانفتاح الاماراتي لا يأتي في سياق منفصل على العلاقات الممتازة بين مصر وسوريا حيث تواصل دائم ومستمر بمعية اماراتية وسعودية بحسب الاوساط الدبلوماسية المذكروة.