“مصدر دبلوماسي”- خاص:
يتوجه وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي غدا الى باريس للقاء نظيره الفرنسي جان-إيف لودريان في “الكيه دورسيه” وتلي ذلك سلسلة اجتماعات متفرقة منها مع رؤساء لجان الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي ومجلس الشيوخ للدفع في عملية الاسراع في مساعدة لبنان بالارتكاز الى برنامج اصلاحي اقتصادي متكامل تشترطه فرنسا مع التشديد على سياسة النأي بالنفس. ومن المرجح بحسب مصدر دبلوماسي واسع الاطلاع ان يوجه حتي دعوة الى لودريان لزيارة لبنان.
تعتبر اوساط دبلوماسية لبنانية واسعة الاطلاع بأن مهمة حتي لن تكون سهلة لأن اي دعم للبنان سواء فرنسيا او اوروبيا لن يكون “شيكا على بياض” وهذا ما ابرزه البيان الختامي سواء لمؤتمر “سيدر” في نيسان 2018 او توصيات اجتماعات مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان، لكن الدبلوماسية اللبنانية سوف تشدد من جهتها على ان استقرار لبنان ينعكس ايجابا على الاقليم وعلى جيران البحر الابيض المتوسط في آن. يستأنف حتّي هذه الدبلوماسية المتحركة ضمن إطار اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته العادية في القاهرة في آذار المقبل، حيث سيمثل لبنان ويعقد لقاءات مع نظرائه العرب عموما والخليجيين خصوصا حيث سيبث لبنان رسائل حول اهمية تعزيز وتعميق التعاون اللبناني مع اعضاء الاسرة العربية والخليجية وهو أمر مهم للدول العربية ولاستقرار المنطقة، وسيعمل لبنان على اولوية تعزيز الروابط مع هذه الدول العربية بما فيه المصلحة المشتركة، فإذا كانت من مشكلات مع البعض فإن لبنان سيتوجه بالحوار حول المسائل كافة بغية البناء على المشترك وخصوصا لجهة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. سيمدّ لبنان يد التعاون للاسرة العربية لاعادة تزخيم العلاقات الموجودة اصلا بين دول شقيقة وصديقة ولا مشكلات جوهرية تحول دون ذلك.
هذا الحراك لحتي يندرج ضمن ما نص عليه البيان الوزاري من تفعيل للدبلوماسية العامة سواء داخلية او خارجيا. وكان وزير الخارجية قد بدأ منذ تسلّمه الوزارة سلسلة من الانشطة والزيارات ضمن سياق الدبلوماسية العامة سواء في داخل لبنان او في خارجه. فإلى جانب اللقاءات التي يعقدها مع ممثلي البعثات الدبلوماسية للدول سواء الاتحاد الاوروبي او بريطانيا وسواها من الدول للنقاش في سبل الانقاذ سواء بطرق ثنائية او عبر مجموعة الدعم الدولية، بموازاة هذه اللقاءات المتشعبة التي تخلق حالة من الحوار بين لبنان والمجتمعين العربي والدولي فقد وضع الوزير حتي نفسه في تصرف لجنة الشؤون الخارجية في المجلس النيابي التي اجتمع بها يوم الاثنين الفائت وقدّم لاعضائها استعراضا حول صفقة القرن وموقف لبنان منها ودار نقاش مطوّل مع النواب.
يمارس وزير الخارجية الدبلوماسية العامة التي تقتضي التواصل الدائم سواء في الداخل اللبناني او مع ممثلي الدول او مع ممثلي وسائل الاعلام بحيث يبدو منفتحا على الحوار وشرح ما يحصل بحسب اكثر من مصدر متابع لعمل وزارة الخارجية والمغتربين في عهده.