“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
تمحورت اجتماعات بعثة صندوق النقد الدولي مع لبنان حول الاجراءات التي يتوجب اتخاذها لحل مسألة سداد او اعادة هيكلة وجدولة سندات اليوروبوندز التي تستحق في 9 آذار المقبل، ويشكل هذا الملف أولوية الحكومة من الآن ولغاية حل هذه المشكلة، علما بأن أوساطا سياسية واسعة الاطلاع قالت لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن الخطة التي ستقدمها الحكومة اللبنانية ستكون بين 5 و7 آذار المقبل، على ان يقتصر عمل شركتي “لازارد” وهي تعمل في مجال الاستشارات المالية، و”كليري غوتليب ستين اند هاملتون” التي تعمل في الاستشارات القانونية على تقديم النصح لكن حيثيات الخطة اللبنانية واللمسات الاساسية فيها ستنحصر باللبنانيين انفسهم”. وفي حين تدفع جهات مالية واقتصادية وسياسية في اتجاه الاخذ باحد برامج صندوق النقد الدولي والذي سيتضمن اجراءات قاسية جدا يدفع ثمنها الشعب اللبناني المنهك اصلا ضمن جدول زمني معين للخروج من الازمة، فإن الاوساط السياسية قالت بأن ” الوضع صعب في لبنان لكن الحل النهائي سيحدده اللبنانيون مع الاخذ في الاعتبار بأن لبنان القديم لن يكون موجودا من حيث الرخاء والبحبوحة في العيش” وأشارت الاوساط ردا على سؤالنا حول ودائع الناس بقولها:” لا يمكن لأحد أن يمسّ بالودائع مهما كان الوضع صعبا وهي ستعود لأصحابها عاجلا أم آجلا”.
وكان لافتا امس هجوم رئيس الحكومة حسان دياب على خصوم الحكومة وخصوصا “تيار المستقبل” الذي لم يسمه فقال بأن :” هنالك اوركسترا تعمل لتشويه صورة الحكومة التي تحاول العبور بالبلد من النفق المظلم الذي حفرته هذه الاوركسترا”.
واشارت الاوساط السياسية المذكورة تعليقا على هذا الموضوع بأن:” الحكومة مستمرة بالعمل من اجل انقاذ البلد مهما استعرت الحملات”. وقالت الاوساط:” ليعطوا الحكومة فرصة للعمل، لقد اخذوا البلد طيلة 30 عاما ويطلبون من الحكومة اجتراح معجزات الحلول في 30 يوما. ليست الحكومة عاجزة عن السجالات لكنها تريد تجنيب البلد اية مماحكات لا طائل منها الآن وما تريده هو عملية انقاذية والانكباب على العمل”.
وبالنسبة الى الجولة الخليجية فإن البحث فيها مؤجل الى حين الانتهاء من حل أزمة اليوروبوندز التس استدعت امس موقفا من نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال:” نحن لا نقبل ان نخضع لأدوات استكبارية في العلاج”.
وتقول الاسواط السياسية الواسعة الاطلاع بأن الجولة الخليجية لرئيس الحكومة ستحصل فور الانتهاء من ازمة اليوروبوندز، وسيزور الرئيس دياب هذه الدول بروح الانفتاح وللقول للاشقاء العرب بان لبنان بعيد من اية محاور وبأن الهمّ محصور راهنا بالعبور بالبلد من الازمة الراهنة ووضعه لا يتحمل الدخول بمزايدات مع اية دولة عربية، كذلك لا توجد خصومة للبنان مع اي من الدول العربية الشقيقة وهو سيبقى يتطلع الى اشقائه العرب الذين طالما وقفوا الى جانبه عبر التاريخ ولذلك نحن في لبنان لا نتوقع ان تكون الابواب موصدة امام لبنان واللبنانيين لاننا نعرف حرص العرب على حماية لبنان”.
وعن تمنّع سفيري المملكة العربية السعودية وليد البخاري والامارات العربية المتحدة حمد الشامسي عن القيام بالزيارة البروتوكولية المعتادة للسفراء لرئيس الحكومة حسان دياب بينما زار سفيرا قطر محمد الجابر والكويت عبد العال القناعي السراي الحكومي، لم تشأ المصادر السياسية المطلعة التعليق على الموضوع مكتفية بالقول:” سيأتون”. مضيفة:” نحن ننكب اليوم على معالجة سندات الدين وسنبدأ اتصالاتنا للجولة فور الانتهاء من هذا الموضوع”.