“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
قالـت ممثلة منظّمة الصحة العالمية الدكتورة إيمان الشنقيطي لموقع “مصدر دبلوماسي” :”أنه لا داعي للهلع بين اللبنانيين اثر اكتشاف اول اصابة بمرض “كورونا” اليوم لسيدة لبنانية قادمة من ايران وهي قيد الحجر الصحي، وأما بقية ركاب الطائرة فهم يخضعون للعزل الشخصي المستقل وهم قيد المراقبة من قبل وزارة الصحة اللبنانية التي تتصل يوميا مرّتين بكل واحد منهم لمعرفة ان ظهرت عليه اية عوارض مريبة وذلك لمدة 14 يوما”.
ولفتت الدكتورة الشنقيطي الى أن “احتمال نقل العدوى من مصاب بمرض “الكورونا” إذا لم تظهر عليه العوارض بعد هو ضئيل جداً.”
ولفتت الى أن مكتب “منظمة الصحة العالمية” في بيروت سوف يصدر بيانا حول التدابير الوقائية وابرزها: “غسل اليدين دوما، العطس في منديل وعدم رميه بشكل عشوائي، والبقاء بعيدين مترين عن اي حالة مشكوك فيها”. ونفت أية نية لمنظمة الصحة العالمية بتوصية الدولة اللبنانية بإغلاق الحدود بين لبنان ودول تعاني من ظهور اصابات بمرض كورونا وقالت:” لم تصدر منظمة الصحة العالمية حتى الآن توصية بإغلاق الحدود أو منع السفر لأن ذلك ليس طريقة لحصر المرض حالياً بناءً على المعطيات الوبائية الحالية.”
ونفت الدكتورة الشنقيطي بشكل قاطع لموقعنا ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان عن بروز حالات اخرى غير السيدة الموجودة حاليا بشكل معزول في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت. وعن اجراءات الوقاية الموصى بها في مطار بيروت قالت:” يتم توزيع استمارة على جميع المسافرين لتعبئتها تتضمن تفاصيل عنهم وعن اماكن سكنهم وكيفية الاتصال بهم وتعمل وزارة الصحة على الاتصال في الحالات المشكوك فيها وتشجيعها على العزل الشخصي المستقل في اماكن اقامتها
Self-Isolation
لمدة 14 يوما، ويكونون على تواصل مع وزارة الصحة اللبنانية اقله مرتين باليوم”.
وعن الخشية من امكانية ان يكون من كانوا في الطائرة القادمة من ايران قد اصيبوا بالعدوى او نقلوها الى عائلاتهم قالت الدكتورة الشنقيطي: ” نكرر مرارا وتكرارا لا يمكن لكورونا ان ينتقل الى شخص آخر قبل ظهور العوارض بشكل واضح وصريح على الشخص المصاب وهي عوارض تتمثل بحرارة مرتفعة ومزمنة وسعال ووجع في الصدر”.
وزير الصحة اللبناني يعلن عن أول اصابة
وكان وزير الصحة اللبناني الدكتور حمد حسن أكد “اول إصابة بفيروس كورونا في لبنان لسيدة عمرها 45 عاما كانت آتية على متن طائرة من مدينة قم في ايران، وهناك حالتان مشتبه فيهما يتم التحقق من إصابتهما بالفيروس”. واعلن حسن في مؤتمر صحافي عقده اليوم الجمعة انه تم تسجيل الاصابة الاولى بفيروس كورونا المستجد في لبنان بعد تبيان نتيجة الفحص الخاص بالكورونا
PCR
الذي تمّ إجراؤه لمصابة كانت آتية على متن الطائرة التي وصلت مساء أمس الخميس من طهران. كلام الحسن جاء بحضور ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة ايمان الشنقيطي، ولفت الى ان المريضة هي اليوم في غرفة العزل وتبلغ الـ45 عاما من العمر وتتلقى العلاج اللازم وهي بحالة صحية مستقرة، منوها بأن تشخيص الحالة تمّ بأقل من 12 ساعة. أضاف ان ليس من حالات اخرى مثبتة، وهناك حالتان مشتبه بهما وتم نقلهما الى الحجر الصحي في مستشفى رفي قالحريري الحكومي الجامعي، وهناك متابعة حثيثة لوضعهما الصحي.
وقال إن الإجراءات التي تطبقها وزارة الصحة العامة تتم بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع المرجعيات الخاصة باللجنة الوطنية لمكافحة الوباء، والإجراءات المتخذة في المطار كافية ودقيقة وفي غاية الجدية. أضاف أنها كانت محصورة بالرحلات الوافدة من الشرق الأقصى ولكنها باتت أكثر شمولية بعد انتشار الوباء في أكثر من دولة في العالم.
وتوجه الوزير حسن إلى اللبنانيين بتأكيد التالي:
1- إن حالة الهلع المفرطة بالتعبير غير ضرورية في هذا الوقت خصوصًا أن الحالة التي تم تشخيصها لا تعاني من تداعيات خطرة.
2- إن كل الوافدين الذين يخضعون للحجر في أمكنة إقامتهم يخضعون لمتابعة حثيثة وديناميكية من قبل فريق العمل التابع لوزارة الصحة والجمعيات الأهلية المتعاونة من صليب أحمر ودفاع مدني وهيئات صحية ومدنية وكشفية بهدف المؤازرة.
3- ستشمل المتابعة كل الوافدين إلى لبنان منذ عشرة أيام لمتابعة أوضاعهم والتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المستجد والتأكد من سلامتهم. ولفت وزير الصحة العامة إلى أن الحجر لا يُطبق إلا في الحالات التي تعاني من أعراض طبية، في حين تتم متابعة المقيمين في منازلهم متابعة ديناميكية يومية صباحًا ومساء لمواكبة العوارض حيث قد تكون الحالات حالات إصابة بالإنفلونزا.
وحرص الوزير حسن على نفي الشائعات التي تم تداولها والتي ادعت نقل جثتين على متن الطائرة، وقال إن هذا الكلام عار عن الصحة. وتوجه الوزير حسن بالشكر لمنظمة الصحة العالمية ولجنة مكافحة العدوى وكل فريق العمل الوزاري الذي بذل كل الجهود اللازمة بمعرفة وثقافة طبية وعلمية يُشهد لها كما شكر لمدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي ما يبذله من جهود في ظل اعتماد المستشفى كمركز للحجر على القادمين من الشرق الأقصى وإيران وسائر الدول التي تم تسجيل إصابات فيها.
توصيات وزارة الصحة العامة
وكرر التوضيح أن العلاج هو وقائي مذكرًا بالتوصيات التالية الصادرة عن وزارة الصحة العامة:
- عدم الإختلاط مع المصابين بالأمراض التنفسية المتواجدين في الحجر المنزلي.
- الاهتمام بالنظافة وغسل اليدين المتكرر واتباع آداب السعال.
- الطلب من كافة الوافدين خلال الأسبوعين الفائتين من إيران الحجر المنزلي لمدة 14 يومًا منذ وصولهم إلى لبنان والاتصال على الرقم التالي 76592699 عند ظهور عوارض مرضية (حمى، سعال، نزلة أنفية، ألم حنجرة، ضيق تنفس). وسيتم نقل المريض من قبل الفريق الوزاري المكلف وبواسطة الصليب الأحمر.
وأكد وزير الصحة العامة ضرورة التشدد في تطبيق هذه التوصيات والتدابير للحؤول دون انتشار الفيروس، مؤكدًا أن وزارة الصحة العامة تتابع الوضع بشكل حثيث وستنشر بيانات دورية حول الوضع الوبائي، متمنيًا على الجميع تقصي المعلومات الصحية من مصادر الوزارة والتعاون معها في الإجراءات المتخذة.
ولفت الوزير حسن إلى أن نسبة الوفيات المسجلة حتى تاريخه نتيجة الإصابة بالفيروس لا تتجاوز 2.3% رغم أن انتشار الفيروس هو سريع جدًا.
حوار مع الصحافيين
وردًا على استيضاحات الصحافيين، أكد الوزير حسن أن الفريق المختص التابع لوزارة الصحة العامة صعد مساء أمس على متن الطائرة القادمة من قم في إيران بمجرد الحصول على معلومات من مكان الإقلاع، وتم الكشف على المسافرين كافة، وعندما تبين أن الحالة تعاني من عوارض تم عزلها في مستشفى الحريري. وأكد أن التواصل مستمر مع كافة المسافرين الذين كانوا على متن الطائرة ليبنى على الشيء مقتضاه إستنادًا إلى أي تطور ممكن حصوله.
وحول قدرة لبنان على الحد من انتشار الفيروس، لفت الوزير حسن إلى أهمية التوعية التي تقوم بها وسائل الإعلام لتطبيق التدابير والمنشورات الإحترازية، علمًا أن الحكومة تتابع بتعليمات من رئيسها الجهود التي يتم بذلها لحصر الحالات والعمل على عدم تفشي الوباء.
وقال إن وزارة الصحة العامة ستعمد إلى زيادة عديد فريق العمل في مطار رفيق الحريري الدولي لمواكبة كل الرحلات الوافدة إلى لبنان، كما تم الاتفاق على إخلاء قسم كامل في مستشفى رفيق الحريري لمواكبة الحالات المشتبه بها، إضافة إلى إنشاء خلية أزمة تم إنشاؤها لهذا الغرض تحسبًا لأي طارئ.
أما بالنسبة إلى المدارس وغيرها من المراكز الإجتماعية، فقد لفت الوزير حسن إلى أهمية وعي المجتمع لاتخاذ كافة التدابير للوقاية من الإصابة، مؤكدًا أن ليس هناك حتى الآن داع لإعلان حالة الطوارئ لأن الإجراءات المتخذة كافية والمتابعة مستمرة والقرار الصائب يتم اتخاذه بناء على المعطيات المتوافرة وكل شيء في حينه.
توقيف الرحلات
وحول إمكان توقيف الرحلات الآتية من بلدان يسجل فيها ارتفاع في نسبة الإصابات، قال الوزير حسن إن هكذا قرارًا يتم اتخاذه بالتشاور مع رئيس الحكومة واللجنة الوطنية التي تم تشكيلها، والموضوع قيد المتابعة حسب المعطيات اللوجستية التي تسجل في البلدان المذكورة.
بدورها، أوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية د. إيمان الشنقيطي أن ليس لدى منظمة الصحة العالمية أي توصية لإغلاق المرافئ والموانئ والمطارات.
واجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اتصالا هاتفيا بالوزير حسن واطلع منه على آخر المعطيات المتعلقة بظهور إصابة بالكورونا لدى إحدى السيدات اللبنانيات القادمات من طهران.
واستطلع الرئيس عون التدابير التي اتخذت لمعالجة هذه الإصابة، مشددا على “ضرورة أخذ الاجراءات المناسبة في مطار رفيق الحريري الدولي للتأكد من سلامة الوافدين إلى لبنان”.
وأكد الوزير حسن لرئيس الجمهورية أن “الحالة التي ظهرت هي الآن قيد العلاج وفقا للمعايير الصحية المعتمدة”.