“مصدر دبلوماسي”
إستمرت حركة الإحتجاجات الشعبية في لبنان لليوم الحادي عشر بزخم لم يتراجع عن اليوم الأول، وبانتظام قلّ نظيره توّجه اليوم بسلسلة بشرية امتدّت من الشمال الى الجنوب، فشبك المواطنون اللبنانيون أيديهم بأيدي بعض في حركة عابرة للطوائف والجغرافيا ما شكّل فسيفساء صنعها اللبنانيون بأنفسهم وراحت تتمدد وتتعاظم مطالبين بالتغيير والإصلاح في حركة احتجاجية لم يعهدها لبنان منذ استقلاله عام 1943.
تميز اليوم الحادي عشر بهذه السلسلة البشرية التي بلغ طولها 171 كيلومترا، والتي كسرت حاجز الصمت والخوف في ثورة لبنانية حاكت الثورتين التونسية والمصرية -لكن بعيدا من فلسفة أي ربيع عربي- بدخول الفاتيكان على خط الثورة.
فوجه قداسة البابا فرنسيس نداء من أجل لبنان عقب صلاة التبشير الملائكي اليوم الأحد في ساحة القديس بطرس فقال:” إنني أتوجه بفكري الى الشعب اللبناني العزيز، وخصوصا الى الشباب الذين اسمعوا خلال الأيام الأخيرة صرختهم أمام التحديات والمشاكل الإجتماعية والأخلاقية والإقتصادية في البلاد”.
وحثّ قداسته “الجميع على البحث عن الحلول الصحيحة عبر الحوار كما وتضرع الى مريم العذراء سيدة لبنان كي يستمر هذا البلد، وبدعم من الجماعة الدولية فسحة تعايش سلمي واحترام لكرامة وحرية كل شخص لما فيه مصلحة منطقة الشرق الأوسط بكاملها التي تعاني كثيرا”.
واستمرّ في اليوم الحادي عشر اغلاق شرايين حيوية من المناطق اللبنانية، وخصوصا أوتوستراد بيروت جبيل، وجسر الرينغ، ومستديرة الشيفروليه، في حين أن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية كانوا اتخذوا أمس قرارا بفتح جميع الطرق لم ينفذ لغاية الآن. ونقلت صحف محلية بأن قرارا أميركيا تم ابلاغه الى المعنيين بضرورة عدم التعرض للمتظاهرين السلميين وقد ابلغ الأمر بشكل واضح لقيادة الجيش اللبناني. وسجّل يوم امس مساء ظهور في الميدان لرئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري معطيا توجيهات للمتظاهرين بضرورة الصمود وحماية بعضهم البعض ضد اي عنف من المحتمل أن يتعرضوا له. وكان بيان ثنائي من الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية أعلن دعم الحركة الإحتجاجية. يذكر أن 15 صرحا أكاديميا انضموا الى الحراك الشعبي، في لبنان كله بالإضافة الى المدارس اللبنانية.