“سنصوّب على أي شخص يوفر دعما لـ”حزب الله” بغضّ النظر عن دينه او حزبه السياسي“
“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة
أمضى مساعد وزير الخارجية الأميركي لمكافحة تمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية مارشال بيلنغسلي 24 ساعة في الربوع اللبنانية التقى خلالها مروحة واسعة من الشخصيات أبرزها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف… وحرص قبل عودته الى واشنطن على توجيه رسائل صاروخية دقيقة من ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزارة الخزانة الى مصاد عدة:
الى الشعب اللبناني حيث حرص بيلنغسلي على التأكيد بأن لا استهداف البتة لأية فئة دينية من اللبنانيين، ولا حتى الطائفة الشيعية التي على عكس الرائج تلقى دعما أميركيا. وشدد في معرض جلسة مغلقة مع مجموعة من الصحافيين عصر أمس الإثنين في السفارة الأميركية في عوكر على أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد انهيار الإقتصاد اللبناني عبر العقوبات التي لها أهداف محددة، بل ستستمر بسعيها الى دعم لبنان في مختلف المجالات ليعود ويزدهر.
كذلك وجّه بيلنغسلي رسائل ذي مغزى الى المصارف اللبنانية، مهنّئا إياها على الإمتثال لمعايير مكافحة غسل الأموال، وقال أنه يجب القيام بإعلان تصفية مصرف “جمّال تراست بنك” بأسرع وقت ممكن وإعادة الأموال “للأبرياء” كما وصفهم، مع تجميد “الأصول السامّة” لـ”حزب الله” بحسب تعبيره.
بعث بيلنغسلي برسالة ساطعة مفادها أن الإدارة الأميركية حريصة على التعاون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وفريقه، معتبرا بأن تعيين نواب للحاكم بات أمرا ملحّا ويجب الإسراع به. أما “حزب الله” فكانت له حصة الأسد من هجوم المسؤول الأميركي فكرر وصفه بالإرهاب عشرات المرّات معتبرا بأن نصر الله (أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله) هو مسؤول شخصيا عن زعزعة الإستقرار المالي إذا أراد أن يقحم نفسه في التعاملات المالية. أما الرسالة الثانية لداعمي “حزب الله” فمفادها الآتي:” سوف نصوّب على أي شخص يوفر دعما ماديا لـ”حزب الله” بغضّ النظر عن دينه او حزبه السياسي”. وكرر بيلنغسلي بأن “حزب الله” “هو منظّمة ارهابية، يداه ملطختان بدماء الكثير من اللبنانيين والأميركيين”.
وقال بالحرف: لدى حزب الله مالا أقل، ونحن حازمون في تجفيف اي مصدر عتيد لمداخيل له”. وأشار الى أن أمين عام “حزب الله” “اعترف بأن لديه مشكلة تمويل كبرى بسبب مشكلة التمويل التي يعاني منها الإيرانيون” مضيفا: “إن نصر الله يتحدّث اليوم عن الجهاد من أجل المال، ونحن عازمون على ألا يملك الإيرانيون مئات ملايين الدولارات ومنها حوالي 700 مليون دولار أميركي كانوا يحوّلونها سنويا لـ”حزب الله””.
ولمّا سئل عن حلفاء “حزب الله” الذين يوفّرون دعما سياسيا له وهل يتوجّب استهدافهم؟ قال:” تحت ظروف معيّنة، حتما نعم. ومن الجوهري أن تنأى كل الأحزاب السياسية في لبنان بنفسها عن “حزب الله”. فمن غير المقبول بأن هذه المنظّمة الإرهابية تمكّنت من حشر ذاتها في نسيج الديموقراطية اللبنانية. يجب أن نتذكر أمرا واحدا بأن الإيرانيين دخلوا الى الديموقراطيات العربية، وتسلّلوا الى الديموقراطية في لبنان ودخلوا الى الديموقراطيات في العراق أينما حلّوا…إن هدفهم هو التقسيم ومن الجوهري أن تتعاون كل الأحزاب السياسية مع بعضها لبناء سدّ ضد هذا النموذج الإيراني أي “حزب الله”.
أما الرسالة الأهم، فهي أن لا مزيد من العقوبات على مصارف لبنانية في المرحلة الراهنة، وهنالك أسباب عدة منها أن رؤساء مجالس إدارة المصارف اللبنانية يقومون “بعمل رائع”. ولما سئل عن شائعات تطاول بعض المصارف التي يملكها رجال أعمال شيعة، قال بيلنغسلي بانه التقى اثنين منهم اثناء اجتماعه مع جمعية المصارف “وكان الإجتماع رائعا”.
ولم ينس بيلنغسلي الإعلان عن جائزة قدرها 10 ملايين دولار أميركي لكل من يقدّم معلومة مفيدة في تعطيل مالية “حزب الله”! قائلا بالحرف: نعم، 10 ملايين دولار!
لا علاقة بين أزمة شحّ الدولار والعقوبات
أشار بيلنغسلي في بداية حواره الى سعادته بالعودة الى بيروت ولقائه مروحة واسعة من المسؤولين، ووصف بـ”الشائعات” ما يتمّ تداوله عن تعمّد تقنين مصرف لبنان للدولارات في الأسواق ربطا بسياسة العقوبات الأميركية، قائلا: “اعتقد بأنها شائعات، إن الظروف الاقتصادية التي تتصل بتوافر (السيولة) في المصارف منفصلة عن عملنا بتجريد حسن نصر الله (أمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصر الله) من كل موارده ومداخيله”.
نصر الله يؤثر على القطاع المصرفي
سئل بأنه عندما تضع ادارته عقوبات على بعض الشخصيات من “حزب الله” وعلى المصارف فهي تؤثر سلبا على القطاع بأكمله؟ فقال: “دعني أكون واضحا، إن الشخص الذي يؤثر على هذا القطاع سلبا هو نصر الله (أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله)، من خلال محاولته اقحام نفسه في التداول المالي عبر استخدامه للمصارف، يجب عليه أن يبقى بعيدا من النظام المالي اللبناني. أذكّر الجميع، بأن حسن نصر الله قام في 12 أيلول، اي منذ بضعة ايام بالإعلان بشكل صريح بأن قائده هو خامنئي ( المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيّد علي خامنئي)…هو من قال ذلك، وبالتالي يجب أن نكون واضحين تماما بأن الولايات المتحدة الأميركية تدعم سيادة لبنان وسلامته، وأبرز ركيزتين للإستقرار في لبنان هما الجيش اللبناني والمصارف (…)”.
تصفية “جمّال تراست بنك”…ملحّة
وكشف بيلنغسلي أنه أثار في اجتماعه مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة” تفاصيل تتعلق بتصفية مصرف “جمّال تراست بنك”. قائلا:” نحن نرى ذلك أمرا ملحّا جدّا، إن عملية التصفية يجب أن تذهب قدما. أود التأكيد بأن اجراءاتنا غير موجهة ضد اية جماعة دينية او اتنية او مذهبية بل هي منصبة على مكافحة “حزب الله”، المنظمة الإيرانية الارهابية، نحن لا نصوّب على المجموعة الشيعية، بل ندعمها، وقد كان سافرا بأن ادارة “جمال تراست بنك” خرقت ثقة زبائنها وجازفت بعدد من مالكي الحسابات الابرياء، لذلك فإن تصفية سريعة من خلال عرض مقاصة هو ملح…وبحسب ما علمت أنه سيكون اعلان تصفية قريب” (…).
ولفت بيلنغسلي الى أهمية تعيين نواب لحاكم مصرف لبنان لأن “مفتاح اتخاذ القرار في المصرف المركزي تتعلق بنواب الحاكم.
وقال:” تلقيت تأكيدات سابقة عدة في هذا الشأن واتمنى ان تتحقق سريعا هذه المرة”.
بالنسبة الى اجتماعه مع جمعية المصارف، قال بيلنغسلي الذي يترأس عمليا مكتب مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بأن لقاءه مع أصحاب المصارف كان “ممتازا” وتمحور حول حول الاقتصاد وسلامة القطاع المصرفي”.
وعاود الحديث مجددا عن مصرف “جمال تراست بنك” الذي أدرجته وزارة الخزانة في نهاية آب الفائت على لوائح العقوبات، قائلا:” تحدّثنا فعليا عن واقع فظيع وسافر بأن ادارة المصرف كانت تتآمر مباشرة مع أمين شرّي وهو نائب “حزب الله” في البرلمان وقد وضعناه على لائحة الإرهاب لعدة امور من بينها دوره تحديدا في ترهيب مصرفيين آخرين (…).
وتطرّق البحث أيضا الى ” تفاصيل دقيقة عن ميزانية 2020 عبر اهمية ضبط المالية واهمية تخفيض تضخم العجز واعتماد سياسة ضد الفساد، كذلك توقع التزام المصارف بالإمتثال وبوقف اية عملية غسل أموال”. وخلص بيلنغسلي المرشح من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتولي منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان والديموقراطية وهو قال بأن الكونغرس لم يعط موافقته بعد بانتظار جلسات الإستماع، خلص الى القول بأنه يشعر بالإرتياح بأن “اعضاء جمعية المصارف ملتزمون تماما، ويقومون بالإستثمارات اللازمة ليس لحماية مصارفهم الشخصية فحسب، بل لحماية النظام المصرفي برمّته”.
لا اهتم لوجود نواب في “حزب الله” فلا فارق بين الجناحين العسكري والسياسي
وسئل عمّا إذا كانت توجد شخصيات خارج “حزب الله” سيتم وضع عقوبات عليها؟ وهل من مصارف جديدة سوف يتم وضعها تحت العقوبات؟
قال بيلنغسلي:” لم آت الى لبنان ومعي قائمة لمصارف، ولا توجد نوايا في هذه المرحلة لاستهداف المصارف اللبنانية. لن اتحدث عن اجراءات محتملة مستقبلية، فنحن لا نقوم بذلك (…),
وماذا عن وضع شخصيات على لوائح العقوبات الأميركية ولماذا انتقلت ادارته لوضع عقوبات على نوّاب من “حزب الله”علما بأن هؤلاء الاشخاص منتخبين بطريقة ديموقراطية؟
أجاب:” أنا لن أخمّن في هذا الشأن، لأكن واضحا، إن “حزب الله” هو منظّمة إرهابية، فأنا لا أهتم البتة لاعتبارك أن بعضا من شخصياته هم اعضاء في البرلمان أم لا، فلا اختلاف البتة بين الجناح السياسي والجناح العسكري لـ”حزب الله”، لا تأخذي كلامي أنا، حسن نصر الله (امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله) قال ذلك، قال أنه توجد منظمة واحدة وهو يسيطر عليها. وبالتالي، هذا واقع، نحن صنّفنا شرّي وآخرين، بسبب مروحة واسعة من مواضيع محددة، كذلك وفيق صفا… (مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في “حزب الله”) في حالة شرّي (نائب بيروت أمين شرّي) جاء التصنيف بسبب الترهيب والتهديد التي كان يقوم بها ضد المصارف وضد أعضاء في المصرف المركزي بالذات”. (…) وأشار في معرض حواره الصحافي الذي حضره موقع “مصدر دبلوماسي” الى أن” ما تقوم به المصارف اللبنانية هو عمل رائع”.
وكشف بيلنغسلي بأن وزارة الخزانة الأميركية قامت بالتعاون مع وزارة الخارجية الأميركية بوضع إعلان يعلن عن الإستعداد لدفع 10 ملايين دولار أميركي لأي أحد يقود بمعلومة ذي صدقية الى تعطيل مالية “حزب الله”.