
A
“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
تمنّى مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شنكر في لقاء مع موقع “مصدر دبلوماسي” أن تقبل الحكومة اللبنانية إطار التفاوض الذي وضعته الولايات المتحدة الأميركية لبدء وساطتها حول النزاع الحدودي البحري مع إسرائيل بإشراف الأمم المتحدة، واضعا الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية من دون أن يعطي تفاصيل إضافية. وقال شنكر لموقعنا إثر لقائه عصر اليوم الأربعاء مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في “قصر بسترس” بأنه لحظ توترا أمنيا كبيرا في الآونة الأخيرة في لبنان، ولمّا سألناه إن كان يخشى التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل طالب شنكر “حزب الله” بأن يوقف أي تصعيد.
كلام شنكر يكتسب أهمية، وخصوصا وسط تساؤلات سادت أخيرا في الولايات المتحدة الأميركية مشككة بأن يكون كلّف من قبل الرئيس دونالد ترامب بملف التفاوض والوساطة بين لبنان وإسرائيل بسبب عدم خبرته الدبلوماسية على غرار سلفه ديفيد ساترفيلد، حتى لو كان تولى المنصب ذاته الذي كان يتولاه الأخير الذي بات حاليا سفيرا في تركيا. لكنّ شنكر حسم هذا الموضوع في إجابته على سؤال موقعنا وقال بأنه يتولى ملف الوساطة الحدودية البحرية بين لبنان وإسرائيل من ضمن مهامه في الشرق الأوسط. علما بأن هذا الملف الحدودي مع إسرائيل يحظى بحسب أوساط واسعة الإطلاع باشراف مباشر من قبل مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر.
تسلّم شنكر منصبه في حزيران الفائت، ويقوم بهذه الجولة -التي نال منها لبنان 3 أيام- بالتعريف بمهامه، وهو كان باحثا أساسيا في “معهد واشنطن” ومعروف بتأييده العميق لإسرائيل منذ زمن بعيد. في ما يأتي الحوار مع شنكر:
*هل كلّفت رسميا بملف الوساطة بين لبنان وإسرائيل في ما يخص النزاع الحدودي البحري بين البلدين؟
-إنها حقيبتي في المنصب الذي أتولاه.
*ما هو الجديد في هذه الحقيبة في ما يخص النزاع على ضوء التوتر الحاصل حاليا بين إسرائيل و”حزب الله” وهل يقلقك هذا الوضع؟
-يجب الإنتظار لنر إن كانت حكومة لبنان سوف تقبل إطار التفاوض الموضوع بين لبنان وإسرائيل ونأمل أن تقبل به.
*لماذا لم تشمل اسرائيل بجولتك الحالية وأنت تتابع هذا الملف؟
-لأنه توجد انتخابات حاليا في إسرائيل وهم منشغلون، لكنني ذاهب الآن الى الأردن وكنت في بغداد والرياض وتونس والآن في لبنان، وبعد 20 دقيقة سأكون في الأردن، وهي جولات عديدة في أسبوع واحد.
*هل أنت متفائل بإيجاد حل للنزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل؟
-هذا الأمر يتعلق بإسرائيل ولبنان، نحن سوف نتوسط برعاية وإشراف الأمم المتحدة، ونأمل بأن تقرر الحكومة اللبنانية قبول إطار التفاوض، أعتقد بأنه لديكم فرصة ممتازة.
*هل أنت متخوّف من اندلاع اية حرب بين لبنان وإسرائيل على ضوء التطورات الأمنية الأخيرة؟
-حصل الكثير من التوتّر أخيرا.
*هل أنت متخوّف من اي تصعيد؟
-حصل توتّر كبير، وأتمنى أن يتوقف “حزب الله” عن التصعيد.
بيانات مختصرة
بحسب خبر صادر عن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية والمغتربين: وجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد لقائه شنكر الدعوة إلى الاميركيين للاستثمار في قطاعي الطاقة والنفط، وأكد التزام لبنان بالقرار 1701 وبالهدوء والاستقرار في الجنوب، وحرص لبنان على افضل العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية وتقديره لكل ما تقدمه له من مساعدات في اكثر من مجال”.
وأكد شينكر، الذي استمع الى الموقف اللبناني، “حرص بلاده على التهدئة والالتزام بمبادرتها لترسيم الحدود.
بيان بعد زيارة شنكر لعون
ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شنكر الذي استقبله قبل ظهر أمس الأول في 10 الجاري في قصر بعبدا، ان لبنان يأمل في ان تستأنف الولايات المتحدة الاميركية وساطتها للتوصل الى ترسيم الحدود البرية والبحرية في الجنوب من حيث توقفت مع السفير ديفيد ساترفيلد، لا سيما وان نقاطاً عدة تم الاتفاق عليها ولم يبق سوى القليل من النقاط العالقة في بنود التفاوض.
وجدد عون التأكيد على التزام لبنان بقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، في حين ان اسرائيل لا تلتزم به وتواصل اعتداءاتها على السيادة اللبنانية في البر والجو والبحر، علماً ان اي تصعيد من قبلها سيؤدي الى اسقاط حالة الاستقرار التي تعيشها المنطقة الحدودية منذ حرب تموز 2006.
واشار الرئيس عون الى ان لبنان ماض في تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم، وان عدد العائدين ارادياً بلغ حتى الآن 352 الف نازح لم يواجهوا اي مشاكل، داعياً الولايات المتحدة الى ان تساعد لبنان على تسهيل عودة النازحين الى ارضهم، لان لبنان لم يعد قادراً على تحمل المزيد بعد التداعيات السلبية التي طاولت كل القطاعات اللنبانية نتيجة تزايد اعدادهم.
واكد عون ضرورة تقديم منظمات الامم المتحدة والهيئات الانسانية الاخرى، مساعداتها الى النازحين داخل سوريا لان ذلك يساعد في عودتهم الى قراهم وارضهم. واعرب الرئيس عون عن خشيته من ان يكون موضوع النازحين السوريين قد تحول الى مسألة سياسية يجري استغلالها بدلاً من التعاطي معها من زاوية انسانية.
وقد شكر رئيس الجمهورية الولايات المتحدة الاميركية على المساعدات التي تقدمها للبنان عموماً وللجيش بشكل خاص.
وكان شنكر نقل الى الرئيس عون دعم بلاده لاستقرار لبنان، ومؤكداً الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتفعيلها في المجالات كافة، لا سيما في مجال دعم الجيش والقوى الامنية الاخرى. كما اكد استعداد بلاده تجديد مساعيها من اجل المساهمة في البحث في ترسيم الحدود البرية والبحرية في الجنوب.
لقاء شنكر برّي
وكان رئيس المجلس النيابي استقبل يوم الإثنين أيضا مساعد وزير الخارجية للشرق الأدنى، دايفيد شينكر يرافقه سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان أليزابيت ريتشارد ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جويل رايبرن (منصب نائب شنكر، انضم له لسبب معيّن). كان لقب ساترفيلد،
حيث أكد الرئيس بري أن لبنان صادق على قوانين مالية تجعله مطابقاً لأرقى المعايير العالمية في محاربة تهريب الأموال وتبييضها، وأن الإقتصاد اللبناني والقطاع المصرفي لا يستطيعا تحمل هذا الحجم من الضغوطات.
كما أكد رئيس المجلس حرص لبنان على الإستقرار وعدم الإنجرار للحرب والتزامه بالقرارات الدولية لا سيما 1701 وأن العدو الإسرائيلي مسؤول عن الخروقات للقرار الأممي وضرب الإستقرار الذي كان قائماً منذ عام 2006.
كما تطرق الحديث الى الحدود البحرية بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لبرّي.
البيان بعد زيارة الحريري:
إستقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء أمس في بيت الوسط مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شنكر ترافقه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إليزابيث ريتشارد في حضور الوزير السابق غطاس خوري وتناول اللقاء آخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وكانت السفارة الأميركية في بيروت أعلنت في بيان يوم الإثنين الفائت ان زيارة” السيد شنكر ستشمل جولة في المنطقة، تتضمن لبنان والعراق وتونس والسعودية والأردن بهدف التأكيد على أهمية العلاقات الثنائية وتأكيد التزام الولايات المتحدة الأميركية العميق بمواصلة العمل مع شركاها والحلفاء على الإستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. خلال زيارته الى لبنان، سوف ينضم الى السيد شنكر نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جويل رايبورن”.
وعلم موقع “مصدر دبلوماسي” بأن رايبورن ليس إلا مساعد شنكر المختص بالملف السوري ربطا بما يجري في إدلب حاليا وهو ايضا كان في معهد واشنطن.