“مصدر دبلوماسي”:
ينشر موقع “مصدر دبلوماسي” القسم السياسي من كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي ألقاها أمس الإثنين في الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه “حزب الله” في مجمّع سيد الشهداء (ع) في الرويس.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيارالمنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبدالله يا بن رسول الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم. السلام على الحسين وعلى عليٌ بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
الإخوة والأخوات السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أيضاً أنا مضطر أن أقسّم الخطاب الى قسمين، قسم سياسي، أن نتكلم قليلاً عن الأمس واليوم، والقسم الثاني من أجواء المناسبة، نعود إلى المناسبة وقضاياها.
في القسم الأول له علاقة بالتطورات الاخيرة، عمليات المقاومة وردود الأفعال وما حصل بالأمس واليوم.
أولا، نتوجه بالشكر الى الله سبحانه وتعالى على كل توفيق ونصر وإنجاز وكل ما عندنا من نعم، من نعمه من بركاته والطافه، نحمده ونستغفره، ثم يجب أن أتوجه في بداية الكلمة إلى المقاومين، الى المجاهدين، قادة وأفراد ومسؤولين، الذين منذ ثمانية أيام، من الأحد الى اليوم، يعني الى أمس بآخر الليل الى اليوم الصبح بالحد الأدنى، كانوا حاضرين وجاهزين على مدار الساعة وفي الميدان وعلى امتداد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والذين بسبب حضورهم وجهوزيتهم وشجاعتهم وكفاءتهم وتضحياتهم تتحقق الانجازات ويتم تثبيت المعادلات التي تردع العدو وتحمي البلد. هؤلاء الاخوة منذ الساعات الاولى بعد خطاب يوم الاحد بالشمس وبالفلاء وبالحر وفي الليل والنار، وتعرفون في أقصى حالات الإستنفار عند العدو الإسرائيلي وراداراته ومُسيراته وأجهزته الفنية، وهم أمام العدو مكشوفين حاضرين يحملون دماءهم على أكفهم بعد الله سبحانه وتعالى، الشكر لهؤلاء الاعزاء الاحبة.
ايضا الشكر للجيش اللبناني المرابط وبقي مرابطا على امتداد الحدود لمواجهة أي عدوان، الشكر للناس، لشعبنا، لأهلنا، لأحبائنا، خصوصا في القرى والمناطق الأمامية الذين حافظوا على الحياة الطبيعية في هذه الايام، والذين واكبوا وأيّدوا وبقوا حاضرين وعبّروا عن تأييدهم وفرحهم وإفتخارهم بإنجازات المقاومة.
أيضاً نجدد شكرنا بشكل طبيعي للرؤساء والمسؤولين في الدولة ولكل الذين كانت مواقفهم واضحة ومتينة، وللحق أيضاً أقول، المسؤولون، الرؤساء، المسؤولون في الدولة والوزراء المعنيون واكبوا الاحداث حتى اللحظات الاخيرة وتحملوا مسؤولياتهم الوطنية.
يجب أن أتوجه بشكر خاص الى وسائل الاعلام التي قامت بجهد كبير، واكبت وغطّت وقدّمت المشهد كما هو على حقيقته في مواجهة التضليل الاسرائيلي، لأن العملية مثلما سأشرح الآن لم تكن أمس بعد الظهر، العملية هي عملياً من الخطاب الذي أعقب العملية العسكرية وهذا تم مواكبته. أتوجه اليهم بالشكر جميعاً، خصوصاً للمراسلين الميدانيين الذين عرّضوا أنفسهم في بعض الحالات للمخاطر، من أجل أن يقدموا فكرة واضحة وقوية وجلية، ولكل المحللين والمعلقين الذين قدّموا شروحات وافية وجيدة ومتينة للناس. طبعاً أنا ليس لدي لائحة لشكر الجميع، حتى إذا نسيت أحداً، من الآن أنا أعتذر مسبقا، حتى لا نقوم بملحق بعد ذلك في وقت لاحق، الشكر للجميع.
المسيرتان الإسرائيليتان فشلتا في تحقيق هدفهما
ثانيا في تقييم سريع لما حصل لنبني عليه نتائج محددة، ما حصل بدأ ليلة الأحد-السبت ليلاً، وتمثل بحدثين أو حادثتين، الحادثة الاولى الغارات الاسرائيلية، القصف الاسرائيلي على بلدة عقربة في محيط دمشق، في ضواحي دمشق، مما أدى الى استشهاد الاخوين العزيزين ياسر ضاهر وحسن زبيب، وبعد ساعات قليلة عملية المُسيّرتين المفخّختين في الضاحية الجنوبية. هنا نريد أن نضيف شيئا، من المعروف أن هاتين المُسيّرتين، المُسيّرة الاولى سقطت وبالتالي لم تحقق ما أرسلت من أجله، والمُسيّرة المفخّخة الثانية التي أرسلت أيضا لتنجز هدفا، يجب أن أضيف الآن وأعلن أنها فشلت في تحقيق الهدف، الهدف الذي جاءت من أجله فشلت في تحقيقه وفي إنجازه، بإعتبار أن الاسرائيلي يعرف ما كان يريد أن يستهدف فلا داع لأفصّل، لكن أنا أقول للعدو هذه العملية كانت عملية فاشلة، وهذا أيضا من الطاف الله عزّ وجل.
لن نقبل بفرض معادلات جديدة
حسنا، نحن منذ الساعات الاولى أعلنا وخصوصا في خطاب يوم الاحد، أننا لن نسكت عن هذين الاعتداءين ولن نقبل بفرض معادلات جديدة، ولن نقبل بتضييع إنجازات الصمود والانتصار في حرب تموز، ولذلك قلنا أننا سنرد طبعا على كلا الاعتداءين، ردنا يتألف وتألف من عنوانين، العنوان الاول ميداني وعلى الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة، مع أرض فلسطين المحتلة عام 1948، والعنوان الثاني يرتبط بملف المسيرات الاسرائيلية في سماء لبنان. نحن فيما يتعلق بالعنوان الاول الذي اسمه العملية الميدانية المباشرة، نحن قلنا وبشكل علني وواضح، هنا سأكتلم بالمشهد قليلا لنرى عناصر القوة في لبنان، وعناصر الخيبة والخوف والذل والتهيب عند العدو. نحن قلنا علناً أننا سنرد ومن لبنان وعلى إمتداد الحدود اللبنانية ويمكن أن يكون في العمق، وقلنا للعدو إنتظرنا من الان، هذه نقطة قوة للمقاومة، كان يمكن أن نسكت، لا نهدد، لا نكشف عن نوايانا، و”نلبد” مثلما يقولون يوم، اثنان، ثلاثة، ثم نفاجىء العدو أو نباغته. العسكر يعرف أنه من أهم العوامل في العمل العسكري هو عامل المباغتة والمفاجأة. كلا، نحن من الاول لأنه في جزء أساسي من معركتنا معنوي ونفسي وروحي وله علاقة بالوعي وبالمواجهة، فمن اليوم الاول قلنا له إنتظرنا، نحن قادمون، هذا في حد ذاته تحد كبير من المقاومة.
حسنا، إذا أتينا الى المشهد، نحن نعتبر أنه من يوم الخطاب الى يوم أمس، مجموعه، سأشرحه بعد قليل، هو عقاب للعدو، هو ردع للعدو، هو مواجهة مع العدو، يعني نحن أمام عملية مركّبة، جزء منها نفسي وجزء منها معنوي وجزء ميداني وجزء إطلاق صورايخ، هذه أجزاء من عملية عقاب متنوعة ومتعددة الاشكال.
تراجع العدو قبل وقوع عملية أفيفيم
لو أخذنا المشهد من يوم الأحد الماضي “يوم الخطاب” لنتكلم بإختصار ماذا حصل”:
أ. إخلاء الحدود عند الشريط الشائك، لم يعد للإسرائيلي لا خط أزرق ولا حدود دولية ولا “مقدمين كم متر الى الامام أو متراجعين كم متر الى الوراء”، الحدود كلها الأحد، سواء كان حيطان أو شريط شائك، كلها تم إخلاؤها، ولا تجد أي جندي على إمتداد الحدود، لا جنود ولا حركة آليات التي كانت تجوب الطريق الترابية أو الاسفلت المحاذية للشريط الشائك، هذا لم نر منه، الآن بدأوا يظهرون من اليوم، لأن العملية إنتهت أمس.
ب. إخلاء مواقع أمامية بالكامل، ليس بأنهم إختبأوا، بالواقع بل أخلوها، يعني هربوا، يعني هذا أكثر من التوقع، أنا قلت لهم إنضبوا، فقاموا وهربوا.
ج. إخلاء ثكنات بكاملها، مثل هذه التي أصبح إسمها مشهوراً “أفيفيم”، ثكنة طويلة عريضة وفيها مقر قياديوضباط وعساكر وفيها وفيها وفيها. مراسلة إحدى الفضائيات ذهبت وتجولت في الغرف وكلها فارغة، لا يوجد فيها أحد. هناك ثكنات ومواقع عسكرية تم إخلاؤها على الحدود وأحيانا أيضا في العمق. إجراءات وتشدد وإخلاءات وإنعدام حركة في بعض المناطق بعمق 5 كيلو متر، في بعض المناطق بعمق 7 كيلو متر، حتى المستعمرات، كنتم ترون على التلفزيونات، ليس أنا الوحيد الذي يتكلم في الموضوع، الكاميرات تلتقط كل شيء، تجول على المستعمرات من الصبح الى آخر الليل، لا حسيس، لا أنيس، لا سيارة، ولا دراجة نارية، ولا دراجة هوائية. لا بيع ولا شراء ولا شيء,,, سكون، “كلهم مضبوبين”، هنا نعود الى انضبوا في بيوتهم وفتحوا أبواب الملاجىء، إجراءات مشددة في الداخل وإستنفار فوق العادة، كل ما لديهم من قبب حديدية أتوا بها الى الشمال لمقابلة الصواريخ، أتوا بها. تفعيل كل إمكانات الدفاع الجوي أو إمكانات وشبكات مواجهة الصواريخ والمُسيّرات التي يمكن أن يطلقها حزب الله بإتجاه فلسطين المحتلة، طبعا نحن لدينا مُسيّرات وهذا غير خفي. إستنفار وجهوزية وإنتشار وترقب على مدى الايام الماضية، ببعض الالوية، ببعض الفرق، ببعض سلاح الجو، ببعض سلاح البحر الخ. المشهد العام إذا أخذناه من الجانب الاسرائيلي، واضح، نحن أمام إسرائيل التي تقدّم نفسها صاحبة أقوى جيش في المنطقة ما زالت تدعي ذلك، “إسرائيل” لا زالوا يقولون الى الآن أنهم الجيش الأول في المنطقة، “اسرائيل” الدولة المتعجرفة، المتكبرة، المستعلية، الطاغية التي كانت تخيف الملايين ومئات الملايين، خلال ثمانية أيام كل العالم شاهدها خائفة وقلقة و”مضبوبة” ومختبئة، والحدود اللبنانية في عمق 5 كيلومتر لا يوجد شيء، هذا ذل، هذا هوان، هذا ضعف، هذا أحد أشكال أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، هذا جزء من العقاب – بعض الناس يقولون أين ردكم؟ قبل أن نصل إلى العملية العسكرية في الأيام الماضية – هذا عقاب، هذا رد.
في المقابل، الجيش اللبناني لم يغادر الحدود على طول الحدود بكل نقاطه، بكل مواقعه.
المقاومون في كل الأماكن التي كان يجب أن يتواجدوا فيها كانوا موجودين فيها – لنكون دقيقين – الحركة الطبيعية لأهلنا وأناسنا عند الشريط وعند الحدود وفي البلدات والمزارعين والحياة كلها حياة طبيعية.
إذاً عندنا المشهد في منطقتنا، في أرضنا، في قرانا، مشهد ثبات، قوة، طمأنينة وثقة ويقين وعزة وكرامة للبنان، لشعبه، لجيشه، لدولته، لمقاومته، هذا جزء من المشهد.
أيضاً بالتقييم، المقاومة أمس عملت في وضح النهار، كل العسكر يعرفون ماذا يعني في وضح النهار؟! وعلى مقربة من الحدود، وأعيد وأقول في وضح النهار ومُسيّراتهم في السماء ومروحياتهم جاهزة لأن تقصف وتحت الخطر وفي النهار ولم نعمل في الليل، ونحن تعمدنا أن لا نعمل في الليل – لأسباب لا نريد أن نأخذ الوقت بذكرها – كان القرار أن نعمل في النهار – هذا كان أحد أسباب التأخير أيضاً، لأنه في الليل كان يمكن أن تتحصل فرص أكثر.
الإسرائيليون وضعوا أهدافا وهمية
هذه المقاومة أيضاً ضربت ليس على الشريط – لأنه على كل حال لم يكن هناك هدف في الشريط – في عمق معين، وبالرغم من كل الإجراءات والتدابير والأهداف الوهمية من ملالات ودبابات، وضعوا لنا دبابات، هنا دبابة وهنا ملالة وهنا آلية وهنا آلية فيها دمية وكلهم يقولون يا شباب اضربونا، “خلصونا يا عمي”. مع ذلك المقاومة رابطت وصبرت وتابعت معلوماتياً وعلى كل صعيد وعندما حصلت على الهدف ضربت هذا الهدف وأصابته بكل تأكيد، واليوم على كل حال الناس شاهدت ما نشر في وسائل الإعلام.
ما حصل يعبّر عن جرأة، عن الشجاعة، عن الدقة، عن المسؤولية، من المهم في ما حصل أمس أيها الإخوة والأخوات – حتى لو حاول الإسرائيلي أن يهوّن الموضوع ويلمّ الموضوع – أهم ما حصل أمس هو الإقدام، هو نفس القيام بالعملية، أعظم ما في العملية أنها أنجزت ونفذت وأجريت، لأنه نحن على مدى سبعة أيام بكل وسائل الإعلام لم يبقَ مسؤول إسرائيلي إلا وقال إذا تطلقون النار، إذا ترسلون صاروخ، إذا تقتلون، إذا تجرحون، إذا تهجمون، سنقوم برد قاسٍ، يمكن أن تتدحرج الأمور إلى حرب، والأقسى كان في الرسائل الدبلوماسية، أن الإسرائيلي لن يتحمل أي إطلاق نار وسيقوم بردٍ قاسٍ وسيدمر البلد وسيعيده إلى العصر الحجري. عملية ترهيب هائلة، ولكن أقول لكم أيها الإخوة والأخوات وبصدق هذه الليلة، ليس فقط أن حزب الله لم يتزعزع، بل المسؤولين الذين كنا نتكلم معهم لم يتزحزح أحد ولم يتزعزع أحد، وبقي لبنان قوياً في تماسكه وفي إيمانه بالرد وبتغطية الرد. نفس الإقدام، نفس العمل، هو بحد ذاته إنجاز.
عملية للمرة الأولى في داخل فلسطين المحتلة: كسر الخطوط الحمر
وصولاً إلى النقطة الأهم، هذا سنؤسس عليه نتيجة، هذا سنؤسس عليه معادلة. النقطة الأهم هي التالية، فيما مضى عندما كان يُعتدى علينا أين كنا نرد في مزارع شبعا، في داخل مزارع شبعا، لأن المواقع الإسرائيلية موجودة في داخل مزارع شبعا، الكمائن التي كنا ننصبها للدبابات والملالات الإسرائيلية كانت في أرضٍ لبنانية محتلة، بقية الحدود، يعني الحدود اللبنانية مع أراضي فلسطين المحتلة 1948 والتي يعتبرها العدو حدوداً رسمية له غير قابلة للنقاش، وأن هذه دولته الغاصبة بين هلالين، وهذا كيانه، المس بحدود 48 كان منذ عقود من الزمن، عشرات السنين، هو بالنسبة للعدو من أكبر الخطوط الحمراء، لا يتحمل أن شخصاً يمد يده على الشريط أو يرسل مُسيّرة تدخل وتخرج، أو يطلق نار في الهواء، أو يضرب قذيفة بالفلاء، أبداً، وكان يرد بشكل قاسٍ لأن هذا بالنسبة له خط أحمر.
ما حصل بالأمس أن أكبر خط أحمر إسرائيلي منذ عشرات السنين كسرته المقاومة الإسلامية يوم أمس. هذا لم يعد خطاً أحمراً، هذا انتهى.
بمعزل عن أي شيء آخر يقولوه الإسرائيليون أو ممكن أن يقولوه الإسرائيليين، والأجمل من هذا، أن الإسرائيلي الذي يرد على الطلقة أو على القنص أو على القنبلة اليدوية ويقيم الدنيا ويقعدها ويقصف بالطيران “وبيشيل وبحط” أمس كان يحاول بكل جهد أن يستوعب العملية، أن يستوعبها بأي ثمن، وحتى أغلب القصف الذي قام به – الفسفوري والدخاني والحراري والذي يحرق – كان لأهداف دفاعية أكثر مما هي لأهداف هجومية لأنه كان يعتبر أن هناك عمليات ستلحق بهذه العملية وتستهدف ثكنة “أفيفيم” أو غيرها، ويريد أن “يلم” الموضوع، وإذا تتوقفون نتوقف.
حسناً، ما النتيجة؟ النتيجة هنا أنه نحن ثبتنا المعادلة أولاً، إذا نتنياهو قادم ليغير معادلات فنحن ثبتنا المعادلة، بل نحن أعطينا للمعادلة قوة أكبر، قوة ردع أهم، رفعنا مستواها، هو كان يخشى من ردود معينة وأننا نلحظ بعض الخطوط الحمراء، نحن قلنا له لم يعد لدينا خطوط حمراء لأنك حاولت أن تغير قواعد الاشتباك، لم يعد لدينا خطوط حمراء على الإطلاق. نحن انتقلنا من الرد في أرض لبنانية محتلة اسمها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، انتقلنا بالرد من أرضٍ لبنانية محتلة إلى أرض فلسطين المحتلة، هذا الجديد، وليس شرطاً على الشريط الشائك، بعمق كيلومتر، 2 كيلومتر، 5 كيلومتر، ويمكن إذا اقتضى الأمر ما هو أعمق وما هو أبعد.
هنا ما هي الرسالة التي كرّسناها، نحن هنا نعتبر انجازنا ونصرنا، الرسالة واضحة، إذا اعتديتم فإن كل حدودكم وجنودكم ومستعمراتكم على الحدود وفي العمق وفي عمق العمق ستكون في دائرة التهديد والاستهداف والرد، قطعاً، قطعاً، وبلا أي إشكال، والشجاعة التي تحلّت بها المقاومة بالأمس والإقدام الذي عبّرت عنه المقاومة بالأمس ستعبّر عنه في أي وقت في المستقبل بما هو أعظم وأهم وأقوى، هذه هي المعادلة.
أريد أن أقول للإسرائيليين اليوم، اسمعوا جيداً، ما فعله نتنياهو بحماقاته ونزقه واحفظوا هذا التاريخ 1 أيلول 2019، الأحد 1 أيلول 2019، بداية لمرحلة جديدة من الوضع عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة للدفاع عن لبنان وسيادة لبنان وكرامة لبنان وأمن لبنان وشعب لبنان، ليس هناك خطوط حمراء.
نأتي للعنوان الثاني، العنوان الثاني بدأنا به يوم الأحد، الذي هو، أنا يوم الأحد قلت أنه من الآن وصاعداً هناك مساحة عمل جديدة كنا نتجنبها خلال كل السنوات الماضية، الذي هو موضوع حركة المُسيّرات الإسرائيلية في السماء اللبنانية وشرحت حينها أن سبب تجنبنا لها هو لاعتبارات داخلية لبنانية فقط، وكنا دائماً نقول حلوا هذه المشكلة، حلوا هذه المشكلة، لا تُحل، هذا ثبتناه في المعادلة، أن من حق اللبنانيين، من حقهم أن يدافعوا عن أرضهم، عن سمائهم، عن مياههم، عن شعبهم، عن أمنهم، عن سيادتهم وسندافع، وبالتالي هناك مساحة عمل جديدة اسمها مواجهة المُسيّرات الإسرائيلية في سماء لبنان – لن نتكلم أكثر من ذلك – في سماء لبنان.
حسناً، هذا ثبّتناه، أعلناه وبوضوح، الآن إجرائياً أًصبح بيد الميدان، مثل العنوان الأول إجرائياً بيد الميدان، في الميدان نحن قلنا لهم لسنا مستعجلين نحن نريد عملية نظيفة، نريد أن نحاول أن لا يكون هناك خسائر بشرية، نريد أن نثبّت المعادلة، هدفنا هو تثبيت المعادلة وقد ثبّتناها. واليوم في ما يتعلق بالمُسيّرات، مواجهة المُسيّرات، الموضوع في يد الميدان، وشرحت في الليلة الأولى ليس هناك داعٍ أن أفصل، كيف هي طريقتنا وفكرتنا لهذه المواجهة.
غداً سيأتي من يقول عند إسقاط أول مُسيّرة، الذي يمكن أن يحصل في أي وقت، هذا سيؤدي إلى التوتر وإلى ضرب الاستقرار، كل من يريد من المجتمع الدولي، الدول التي اتصلت قبل الأحد ويوم الأحد وأثناء العملية يوم الأحد، أنا أقول لهم من الآن، الحريص على استقرار لبنان وعلى استقرار المنطقة يجب أن يتكلم مع الإسرائيليين ويقول لهم انتهى هذا الزمن، هذا انتهى، السماح انتهى، غض الطرف انتهى، الجماعة لن يقبلوا بخرق سيادتهم وسمائهم، الآن كيف يواجهوكم هذا تفصيل عندهم، لكن هذا حقنا، كم يأخذ معنا وقت هذا حقنا، هذا أصبح تفصيل.
نحن هنا أيضاً هذا جزء من الرد، يعني اليوم إذا أريد أن أقول مقابل قتل إخواننا والمُسيّرتين في الضاحية الجنوبية، الرد بدأ الأحد وتثبت أمس ومن خلال معادلة مواجهة المُسيّرات.
هذا الذي ببالنا، هذا الذي بفكرنا، وهذا بالطبيعي نكون نحن قد انتهينا من هذه الجولة إلى موقع أقوى، إلى موقع جديد، هو أراد أن يمس بقواعد الاشتباك، منعناه، أراد أن يضرب ويوهن توازن الردع، قوّينا توازن الردع. هذه النتيجة وهذه المحصلة.
وبكل الأحوال على الإسرائيليين أن يعرفوا أن هذا من نتائج حماقة هذا الرجل الذي الآن لا يرى إلا كيف ينقذ نفسه من المحكمة التي ستحاكمه على ملفات الفساد الطويلة والعريضة.
إذاً نحن الآن أمام جولة يمكن أن نقول انتهت بالمعنى التأسيسي، في المسار للأمام “المُسيّرات مكملين”، في المسار للأمام، أي عدوان على لبنان لم يعد هناك حدود دولية و48 و مزارع شبعا، هذا انتهينا منه، أصبحت الأسقف كلها واضحة.
مجدداً الشكر لله وللمقاومين ورد المقاومة هو الذي ثبّت المعادلات، منع تغيير قواعد الاشتباك، حافظ على إنجازات حرب تموز، وحفظ للبنان عزته وكرامته وعلو يده والسلام.