“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة
لعلّه “النشاط” الثالث لرؤساء الحكومة السابقين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام بعد اجتماع أول لهم إثر أزمة الصلاحيات الرئاسية إبان تشكيل الحكومة الحالية، وبيان ثان في اجتماع في عيد الفطر انتقدوا فيه “الممارسات المستفزة” للوزير جبران باسيل مؤكدين على أهمية التشبث بإتفاق الطائف، وجاء النشاط الثالث في المملكة العربية السعودية بحيث إستقبل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز اليوم رؤساء الحكومة السنيورة وميقاتي وسلام في قصر السلام في جدة، وصدر عن المجتمعين بيان مشترك ذكر بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يشدد على صيانة اتفاق الطائف بكونه الاتفاق الذي انهى الحرب الداخلية في لبنان، وعلى اهمية اعادة الاعتبار والاحترام للدولة اللبنانية وتمكينها من بسط سلطتها الكاملة وبقواها الشرعية على جميع مرافقها واراضيها وكذلك قدرتها على استعادة هيبتها بما يعزز من وحدة اللبنانيين.
كما اكد خادم الحرمين الشريفين رغبته بزيارة لبنان الذي يعتبره المنتدى الافضل في الوطن العربي ويكن له كل المحبة والتقدير وله فيه ذكريات طيبة.
وقالت أوساط سعودية مطلعة لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن “اللقاء هو تحية من المملكة العربية السعودية لمواقف الرؤساء الثلاثة التي تصدّت لمحاولات الإنقضاض على اتفاق الطائف وتمسّكت بمنطق الدولة وعروبة لبنان واستقلاله”.
لبنانيا، وبحسب معلومات خاصة بموقع “مصدر دبلوماسي” فإن أصل فكرة هذا اللقاء جاءت من قبل الرؤساء الثلاثة والتي عرضوها على المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا أثناء زيارته الأخيرة الى لبنان، وتمّ تحديد موعد لهم اليوم الإثنين. وتندرج أهداف الزيارة المنسّقة كليا مع رئيس الحكومة سعد الحريري والتي يعتبر القائمون بها بأنها “دعما لمواقفه ولمساندته” ضمن 3 محاور رئيسية:
أولا، التأكيد بأن لبنان متنوّع بتوجهاته السياسية، ولكنه لا يقع كليا في المحور المناهض لسياسات المملكة العربية السعودية أي في المحور الإيراني، وأن ثمة جزء من الشعب اللبناني يرفض الإصطفاف ضمن محور وأن لبنان متشبث بعروبته.
ثانيا، يهدف اللقاء الى إثارة مشاكل الطائفة السنية، ليس من حيث مرجعيتها السياسية المعقودة حصرا لزعامة الحريري، بل من حيث عرض نتائج ما يسميه أقطاب في الطائفة “الإنسحاب السعودي العنيف” من دعم هذه الطائفة وخصوصا في مؤسساتها الدينية والتربوية والصحية والإجتماعية والمطالبة بإنخراط سعودي رعائي أكبر لهذه الناحية.
وثالثا، التأكيد على الإلتزام بإتفاق الطائف، والمطالبة بدعم مستمر للبنان الدولة، وخصوصا مع الأزمات التي تعصف به مع التأكيد على التقدير اللبناني لخطوة المملكة برفع التحذير عن سفر رعاياها الى لبنان في ما عدّ دعما مهما للبنان.
حضر اللقاء الذي استمرّ ساعة ونيف عن الجانب السعودي وزير الخارجية ابراهيم العساف ووزير الدولة مساعد العيبان والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا ومساعد سكرتير الملك تميم السالم.
البيان المشترك
صدر عن الرؤساء الثلاثة بيان مشترك جاء فيه: ” لقد كانت مناسبة طيبة اذ عبّر خادم الحرمين الشريفين عن سعادته باستقبال الوفد المؤلف من رؤساء الحكومة السابقين والاستماع اليهم في ظل ما يهم لبنان وعلاقاته الاخوية مع المملكة العربية السعودية وهو قد اكد على اهمية تعزيز العلاقات الاخوية التاريخية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية ولبنان وبين الشعبين الشقيقين واكد على الجهود الخيرة التي يبذلها اصحاب الدولة رؤساء الحكومة السابقين الى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تكن له المملكة المحبة والتقدير من تعزيز العلاقات الاخوية الوثيقة بين المملكة ولبنان”.
واكد خادم الحرمين الشريفين على حرص المملكة القوي والثابت على لبنان واستقلاله وسيادته وعلى صيانة اتفاق الطائف بكونه الاتفاق الذي انهى الحرب الداخلية في لبنان واكد على اهمية صيغة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين بشى طوائفهم وانتماءاتهم وكل ذلك تحت سقف الدستور واحترام القوانين واحترام الشرعية العربية والدولية وان المملكة لن تدخر جهدا من اجل حماية وحدة لبنان وسيادته واستقلاله.
وفي هذا المجال اكد خادم الحرمين الشريفين على اهمية اعادة الاعتبار والاحترام للدولة اللبنانية واقدارها على بسط سلطتها الكاملة وبقواها الشرعية على جميع مرافقها واراضيها ،وكذلك قدرتها على استعادة هيبتها بما يعزز من وحدة اللبنانيين.
كما اكد خادم الحرمين الشريفين رغبته الصادقة بزيارة لبنان الذي يعتبره المنتدى الافضل في الوطن العربي ويكن له كل المحبة والتقدير وله فيه ذكريات طيبة”.
السنيورة
وكان للرئيس فؤاد السنيورة تصريح قال فيه: “لطالما كانت لدينا علاقات أخوية ممتازة وصادقة مع السعودية وهذه الزيارة تأتي للتعبير عن اهمية هذه العلاقة” مشددا على “اهمية اعادة الاعتبار للطائف والدستور وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها”.
اضاف: “رئيس الحكومة سعد الحريري حملنا رسالة تؤكد تعزيز العلاقة بين لبنان والسعودية، فهي علاقة تعبر عن احترام واستقلال وسيادة لبنان”.
واكد ان “على لبنان ان يواجه التحديات بموقف موحد، والاهم هو النأي بالنفس قولا وعملا”.
ميقاتي
من جهته، عقد الرئيس نجيب ميقاتي لقاء صحافيا في جدة تحدث خلاله عن نتائج الاجتماع الذي عقده والرئيسان فؤاد السنيورة وتمام سلام مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ثم اجتماعهم مع وزير الخارجية السعودية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف.
وقال ميقاتي: سعدنا بزيارة المملكة العربية السعودية وتشرفنا بلقاء خادم الحرمين الشريفين وسعدنا للكلام الذي سمعناه منه، لجهة الحرص على امن لبنان واستقراره وتحصين اتفاق الطائف والعيش الواحد في لبنان. وقال لنا جلالته” ان لبنان هو المنتدى العربي الفاعل والحاضر في كل مكان، ويجب على اللبنانيين الحفاظ عليه كما المطلوب من الدول العربية مساندته”.
أضاف ميقاتي: “خلال اللقاء ايضا جرى حديث مطول واعطى جلالته توجيهاته الى معالي وزير الخارجية والوفد السعودي المشارك لمتابعة الامور كلها الى مأدبة الغداء. وبالفعل عقدنا اجتماعا مطولا استكملت مناقشاته الى مأدبة غداء وقريبا ستكون هناك خطوات سعودية نحو الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية تنسجم مع ما يتمناه كل لبناني مخلص”.
سئل الرئيس ميقاتي: رشحت عن اللقاء عدة مواقف منها قوله إن ما يمس جميع اللبنانيين يمسنا في المملكة وما يمس السنّة في لبنان يمسنا في المملكة ؟
أجاب ميقاتي:” لم اسمع من خادم الحرمين الشريفين كلاما خاصا بالسنة الا عندما قال انه في لبنان فان رئيس الجمهورية ماروني ورئيس مجلس النواب شيعي ورئيس مجلس الوزراء سني وعلينا الحفاظ على التوازنات لكي نحافظ على لبنان. لم يتوجه بكلام خاص عن السنة بل تحدث عن كل المكونات اللبنانية وتحدث عن كل التاريخ الذي يعرفه جيدا وعن اهتمامه بكل الفئات اللبنانية من دون تمييز . ونحن لم نتطرق الى موضوع السنة بحد ذاته بل نتحدث عن حماية الوطن ككل، وهذا هو الاهم لدينا.
وعن التطرق الى صلاحيات رئيس الحكومة قال:” لم نتحدث عن موضوع صلاحيات رئيس الحكومة بل أكدنا من موقعنا كرؤساء حكومة سابقين دعمنا للموقع ولدولة الرئيس الحريري بالذات، لان الاهم في الوقت الحاضر ان نعمل على انقاذ وطننا. نعلم جميعنا الصعوبات التي تواجهنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفي هذه المرحلة بالذات، نحن نشدد على ضرورة صمود البلد وتقويته ، وهذا الامر لا يحصل بالمهاترات والشرذمة بل بالوحدة”.
وعن تشديد خادم الحرمين الشريفين على ضرورة ان يبقى لبنان ضمن محيط العربي؟ قال ميقاتي:” من الطبيعي ان يكون لبنان ضمن محيطه العربي وخادم الحرمين الشريفين قال كما اسلفت لك، ان لبنان ربما هو المنتدى العربي الوحيد الذي لا يزال يتفاعل مع الناس بحرية. نحن من الطبيعي ان نستمر ضمن محيطنا العربي ولا احد يمكنه ازاحة لبنان من موقعه العربي ومن هذا المنطلق فان المملكة العربية السعودية ستمد يد العون للبنان ومجرد الزيارة واللقاء مع خادم الحرمين الشريفين اعطانا زخما كبيرا بان المملكة العربية السعودية يهمها لبنان ، ونحن نشعر بان هناك اهتماما بهذا البلد بكل فئاته وخادم الحرمين الشريفين اكد مرات عدة خلال اللقاء انه مهتم بكل المكونات اللبنانية وبان اهمية لبنان ان يبقى كما هو”.
وسئل عن وجود خطوات لزيادة اعداد الوافدين السعوديين الى لبنان؟
فأجاب:” قال لنا سعادة السفير ان حوالى 45 الف سعودي حضروا الى لبنان منذ رأس السنة وحتى اليوم وانه من المتوقع قدوم اعداد اكبر خلال فصل الصيف ولم نسمع خلال اللقاءات الا الكلام الايجابي عن لبنان”.
سلام
من جهته، اعتبر الرئيس سلام ان “الزيارة مهمة وطبيعية، وعلاقتنا مع السعودية وثيقة وتاريخية ومستمرة ونتوقع المزيد من التواصل خصوصا في ظل الظروف الصعبة”.
وقال: “منذ فترة نشهد خطوات كبيرة من السعودية تجاه لبنان، والحكومة هي من ترعى الاتفاقات”