“مصدر دبلوماسي”- (خاص)
وضعت الدول الخليجية منذ 3 أعوام خطّة للإطاحة بالإعلام اللبناني الذي طالما موّلته، ونتكلّم هنا خصوصا عن دولتين هما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. فقد لحظت هاتان الدولتان أن الصحف اللبنانية وخصوصا تلك التي طالما تلقت دعما منها لا تخدم أجندتها السياسية بالشكل الفعّال، لا بل أنه تمّ “خرقها” إذا صحّ التعبير بأقلام أو بإعلاميين من خط سياسي مناهض لهاتين الدولتين وبوصلتها العداء لإيران وقد أضيفت الى اجندتها عام 2017 خصومة عميقة مع قطر.
وكبداية لتنفيذ هذه الخطة، اتخذ قرار بوقف التمويل عن صحف رئيسية، وتمّت الإطاحة بمعظم المشهد الصحافي التقليدي اللبناني، أقفلت صحف رئيسية: “السفير”، دار الصياد بصحفها وأبرزها “الأنوار” ومجلاتها، بالرغم من الصداقة الوطيدة التي تربط مالكها بسام فريحة مع أبرز مشايخ الإمارات العربية المتحدة، وكذلك تم إقفال صحيفة “الإتحاد” التي لم تتمكن من المقاومة أكثر من شهر واحد بسبب انعدام أفق التمويل. أما الصحف التي تعتبر “صديقة” كي لا نقول موالية لهذه البلدان فقد حجبت عنها المبالغ الطائلة من الأموال فتراجعت بشكل ملحوظ وهي غير قادرة على أن تلعب دور رأس الحربة في سياسة هاتين الدولتين اللتان تقودان سياسة معادية لإيران من سوريا وصولا الى اليمن مرورا بالبحرين والعراق وفلسطين.
وبينما لم يكن المشهد في الخط الآخر المناهض لهاتين الدولتين أفضل ماليا، بفعل العقوبات التي طاولت طهران، فقد تمكنت صحيفة وحيدة هي “الأخبار” من أن تقاتل سياسيا وصحافيا وحتى إعلاميا كل المشهد الآخر المتهاوي بفعل تفكك جبهته السياسية الداخلية أولا وانعدام وزنها، ونظرا للامبالاة الدول الإقليمية الراعية لهذه الجبهة، ولأن صحيفة “الأخبار” لديها نبض مختلف خلقته مجموعة صحافية تحمل قضية وتقاتل من أجلها بكل جوارحها بعيدا من الإرتزاق لوحده.
هذا الواقع، حدا بهذه الدول فضلا عن “دعمها” لوجوه صحافية واعلامية حديثة العهد بالمهنة ومعظمها معروف بضحالته المهنية،عبر تقديم دعم متقطع لمواقع ولشخصيات لا تأثير حقيقيا لها سوى كونها أبواقا صوتية، دفعها الى محاولة استيلاد صحف جديدة، هي فعليا تدور في فلكها السياسي، ويديرها في الواجهة “حلفاء” سياسيين لها. وبعد إعادة تأسيس صحيفة “نداء الوطن” وهي كما يتم الهمس في الصالونات السياسية والإعلامية الصحيفة التي ستعبّد الطريق السياسية لرئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع صوب قصر بعبدا، وهي تضم فريقا “قواتي الهوى” مع بضع “تلوينات” خفيفة من الجبهة المقابلة، وهي ممولة من رجل الأعمال ميشال مكتّف المعروف بصداقاته العميقة تاريخيا مع الإمارات العربية المتحدة.
صحيفة جديدة ستنضمّ الى “نداء الوطن” أيضا يتردد بأنها ملك لرجل الأعمال اسكندر صفا، وهو ايضا قريب من “القوات اللبنانية” وله صلات خليجية واسعة، وهي ايضا بإسم “الصفا”، ويتردد بأن من سيرأس تحريرها هو احد مستشاري رئيس الجمهورية السابقين.