“مصدر دبلوماسي”:
أحيت سفيرة كندا في لبنان إيمانويل لامورو “العيد الوطني الكندي” الذي يصادف في الأول من تموز في حفل استقبال حاشد أقامته في “أنتوورك الحمرا حضره وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب فريد الخازن ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل افيوني ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ومديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة نجلا رياشي عساكر ممثلة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والدينية والإجتماعية ورجال الأعمال وممثلين عن منظمات المجتمع المدني ومواطنين لبنانيين وكنديين.
بعد النشيدين الوطني والكندي الذين أنشدهما طفلان مزدوجي الجنسية يبلغا من العمر 7 و9 أعوام، ألقت السفيرة لامورو كلمة جاء فيها:”في غضون ثلاثة أيام سيجتمع الكنديون من الساحل إلى الساحل مع عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم للاحتفال بعيد كندا الوطني وفي هذه الليلة أردنا أن نخلق لكم ذلك الجو الودود والمفعم بالأمل الذي يميز الواحد من تموز بالنسبة لنا“.
وقالت لامورو بأن”المأكولات التي ستقدم لكم اليوم قد أعدتها تعاونيات زراعية نسائية مستخدمة منتجات محلية، وستلاحظون أيضا أننا لا نستخدم أي مواد بلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، أردنا بذلك أن نبرهن إمكانية تحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام، وهذه ليست أولوية كندية على المستوى الوطني فحسب، بل احدى الأولويات الرئيسية لعملنا في لبنان (…).
وتابعت:”أرحب بكم جميعا، ان وجودكم هنا الليلة يفرحنا كثيرا. أتساءل في بعض الأحيان لماذا كندا ولبنان مقربان الى هذا الحد؟ هل هي التركيبة السكانية المتنوعة؟ هل هو الثلج؟ أم هو استخدام اللغتين الفرنسية والإنكليزية؟
صحيح أنه يعيش حوالي400 ألف شخص من أصل لبناني في كندا – أي واحد من كل 100 مواطن كندي، ولكن لماذا جعلوا من كندا وطنا لهم؟، ففي نهاية المطاف، تفصلنا عن بعض مسافة 10 آلاف كلم، ثم هناك درجة الحرارة، اذ تفرقنا في الأيام السيئة 50 درجة حرارية، توصلت إلى استنتاج مفاده أن خلافاتنا تجمعنا، تماما مثل أوجه التشابه بيننا. لبنان هو موطن لأحفاد حضارات قديمة ومتعددة هو مصدر لتنوع رائع وإبداع، المناخ فيه معتدل والطبيعة خلابة، لكن البلد يحمل ندوب الحرب والدمار“.
وقالت:”في كندا، يمكن للمرء أن يجد السلام والفسحة، ما يكفي من السلام للأحلام وتحقيقها وما يكفي من المساحة للجميع، بما في ذلك ال 300 ألف قادم جديد الذين نرحب بهم كل عام. لكن طبيعتنا ومناخنا قاسيان ويذكراننا بضعفنا كبشر. ربما لهذا السبب يتنقل الكنديون – اللبنانيون باستمرار بين بلديهما متلهفين الى دفء لبنان وحيويته ومساحة كندا وهدوئها“.
أضافت السفيرة لامورو ” إنّ الكنديين يهتمون بصدق بلبنان، حيث تعتبر كندا إحدى أكبر خمسة مساهمين على صعيد المساعدات الدولية. نحن نساعد أشد سكان البلاد ضعفا، من لاجئين ولبنانيين، في قطاعات التعليم والصحة والتغذية والحماية والمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى دعم فرص كسب العيش للنساء والشباب. كما تعمل كندا أيضا مع البنك الدولي ومانحين آخرين لتمكين مشاريع بنى تحتية كبيرة من شأنها أن تساعد لبنان على استيعاب بشكل أفضل الصدمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الأزمة السورية“.
وأعلنت :”نحن فخورون بدعم أمن البلاد واستقراره، بما في ذلك من خلال تعاوننا مع الجيش اللبناني في جبال لبنان الثلجية. يكمن مبدأ المساواة بين الجنسين في صلب عملنا، فمن خلال سياسة المساعدة الدولية النسائية الكندية، نعطي الأولوية لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في جميع جهودنا. نحن نعلم أن تمكين النساء والفتيات يجعل الأسر والدول أكثر سلما وازدهارا. لهذا السبب، سنواصل العمل مع لبنان وشركائنا لمتابعة مؤتمر المشرق حول التمكين الاقتصادي للمرأة الذي انعقد في بيروت في وقت سابق من هذا العام ونتطلع أيضا إلى دعم لبنان في تنفيذ خطة العمل الوطنية للمرأة والسلام والأمن التي ستتم الموافقة عليها قريبا.
وختمت:”ان كندا والكنديين يريدون للبنان ولشعبه أن يزدهرا أمنا وسلاما. فالمساعدة الدولية والإصلاحات والاستثمارات ومؤتمر “سيدر” ليسوا سوى وسيلة لتحقيق هذه الغاية. لا توجد حلول سهلة للتحديات التي يواجهها لبنان، سواء كانت الأزمة الاقتصادية أو الفساد أو وجود عدد كبير من اللاجئين، ان مواجهة هذه التحديات ليست بمهمة سهلة وهي تتطلب نزاهة ورحمة وشجاعة وقيادة. ان المجتمع الدولي جاهز بطريقة لا مثيل لها وعلى استعداد لمرافقة لبنان على هذه الدرب وعلى رأسه كندا التي هي اليوم وستظل احدى أقوى الداعمين للبنان (…).