“مصدر دبلوماسي”- (خاص):
اقامت مجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين في لبنان حفل استقبال أمس الثلاثاء بمناسبة “يوم إفريقيا” وذلك في مقرّ السفير المصري في لبنان في “دوحة الحص”. ينظّم هذا الإحتفال بيوم إفريقيا للمرّة الأولى في لبنان، لكنّه حدث عالمي سنوي يخلّد تأسيس “منظمة الوحدة الإفريقية” التي ترأسها مصر هذه السنة وذلك في 25 أيار عام 1963 (تحولت المنظمة في ما بعد الى “الإتحاد الإفريقي”)
وبحضور ممثل عن رئيسي الجمهورية والحكومة هو وزير الإقتصاد والتجارة منصور بطيش وممثل عن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي هو النائب محمّد خواجة، وممثلة وزير الخارجية والمغتربين مديرة المراسم السفيرة نجلا عساكر جرى الإحتفال الذي استهلّ بكلمتين لمنسّق المجموعة الإفريقية ومؤسسها في لبنان سفير المغرب محمّد كرين ثم للمضيف وممثل الدولة التي تترأس “منظمة الوحدة الإفريقية” سفير مصر نزيه النجاري. واختتم الحفل بعشاء يعّرف بالمطابخ الإفريقية المختلفة.
كرين:
وقال سفير المغرب محمد كرين في كلمته: “أتشرف أصالة عن نفسي، كمنسق حالي لمجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين بلبنان ونيابة عن السادة أصحاب السعادة السفراء الأفارقة، وعن كل الأفارقة المتواجدين على الأراضي اللبنانية، أن أعبّر لكم عن مدى فخر و اعتزاز مجموعتنا بتنظيم هذا الإحتفال بـ”يوم إفريقيا” لأول مرّة في تاريخ العلاقات اللبنانية الإفريقية و ذلك أسوة بإحتفالات كل السفارات الإفريقية عبر العالم.
و أنتهز هذه المناسبة لأتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الإفريقية بلبنان الذين كرّسوا جهودا كبيرة كل من زاويته، من أجل إنشاء “مجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين بلبنان”، و التي من دونها ما كان لنا أن نكون مجتمعين هذا اليوم احتفالا بـ”يوم إفريقيا” بحيث أن هذه المجموعة وضعت هذا الإحتفال من بين أهدافها منذ يوم إنشائها”.
أضاف السفير كرين:”من المنتظر أن تستمر “مجموعة السفراء الأفارقة” بلبنان في توسيع أنشطتها عبر القيام بلقاءات دورية مع مختلف المسؤولين اللبنانيين و فتح آفاق جديدة للعلاقات بين لبنان و القارة الإفريقية خدمة للمصالح المشتركة فضلا عن تنظيم نشاطات إقتصادية و ثقافية و رياضية تبرز إمكانات القارة الإفريقية على هذه الأصعدة”.
ولفت الى أن :”الإحتفال بـ”يوم إفريقيا” يتمّ كل سنة كما هو مسطّر في أدبيات الإتحاد الإفريقي، في يوم 25 أيّار ذكرى الإعلان عن تأسيس “منظمة الوحدة الإفريقية”، يوم 25 أيار 1963، إيمانا بالوحدة والمصير المشترك و كإطار للتضامن الإفريقي وتعزيز العمل المشترك بين دول القارة الإفريقية، إلا أنه، و لظروف لوجيستية و تنظيمية خاصة بمجموعتنا، تمّ تأجيل احتفال هذه السنة، و بشكل إستثنائي، إلى 25 حزيران.
الاحتفال ب”يوم إفريقيا”، أيها السادة و السيدات، هو مناسبة لإبراز انجازات المنتظم الإفريقي، “منظمة الوحدة الإفريقية” سابقا و الإتحاد “الإفريقي حاليا”، و مساعيه في تحقيق ما تصبو إليه الشعوب الإفريقية من تحرر و عدالة و سلام، فضلا عن العمل على تحقيق أهداف التنمية بمختلف أبعادها الإقتصادية و السياسية و الثقافية و البيئية، كما يساهم هذا الإحتفال في إستحضار الكفاح الذي ميّز التاريخ الإفريقي و في التأكيد على التضامن بين الشعوب وفي سعيها للقضاء على آلامها وتحقيق إستقرارها وأمنها وتنميتها.
و أنتهز هذه الفرصة لأؤكد لكم عزم و حرص “مجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين بلبنان” على المضي قدما في الإحتفال بهذه المناسبة، كل سنة، ووفق شروط أفضل ستتميز أساسا، في السنوات القادمة، بعدم الإقتصار على الحفل الرسمي و إنما بتنظيم أنشطة ثقافية واقتصادية و رياضية على هامش هذا اليوم، تشارك في إحيائها البعثات و الجاليات الإفريقية” (…).
النجاري:
أما سفير مصر نزيه النجاري فألقى خطابا باللغة الإنكليزية قال فيه أن هذا الإحتفال “يصادف مع الذكرى الـ56 لتأسيس “منظمة الوحدة الإفريقية” التي أعقبتها “الوحدة الإفريقية”، وهي تتوّج جهود الآباء المؤسسين الذين وضعوا اسس التعاون والإندماج بين البلدان في قارّتنا”. أضاف:” أريد اغتنام هذه الفرصة لكي أحيي جهودهم الحثيثة لتعبيد الطريق نحو انجاز الإندماج الإقتصادي والإستقرار السياسي ولتحقيق التقدّم والإزدهار في قارتنا”. (…) وقال النجاري بأن “الرئيس السيسي يشدد دوما على أهمية إيجاد حلول إفريقية للمسائل الإفريقية، وهي الطريق الوحيد من أجل مواجهة تحدياتنا المشتركة، لأننا نحن كأفارقة قادرين على فهم خصوصيّة مسائلنا ومقاربتها بصدق وواقعية للحفاظ على مصالح أوطاننا من دون ايّ تدخّل خارجي”.
وقال نجاري:” تفتخر مصر بأن تترأس منظمة الوحدة الإفريقية لهذا العام، وقد تم وضع أجندة تم الإتفاق عليها مع بقية الدول في الإتحاد الإفريقي وفي مقدمتها تطبيق أجندة 2063″ (…).
وتطرق الى دور مصر في تعزيز التعاون الإفريقي أثناء رئاستها للإتحاد الإفريقي دافعة في اتجاه التضامن المناطقي بالإضافة الى مشاريع عدة تصب في خانة تحقيق هذا الهدف، عبر الترويج لإتفاق التجارة الحرّة عبر القارّة لتمكنه من تقوية التجارة البينية الإفريقية وخلق فرص عمل للشباب.
وقال النجاري أن مصر طالما عملت من أجل التعاون بين إفريقيا من جهة والعالم العربي من جهة ثانية. متطرقا الى مبادرة :” مصر ولبنان في المبادرة الإفريقية” التي انطلقت في 2016 والتي تهدف الى تعزيز العلاقات الإقتصادية والتجاريّة مع البلدان الإفريقيّة عبر الإنتشار اللبناني والبوابة المصرية نحو القارّة. ولفت النجاري الى أن هذه المبادرة أتاحت المجال لعقد العديد من الإتفاقيات في مجال الأعمال في قطاعات مختلفة (…).