“مصدر دبلوماسي”-خاص:
تحمل انتخابات نقابة أطباء لبنان هذا الأحد في 9 الجاري نكهة المستقلين، فهؤلاء إن عرفوا كيف يتوحّدون ويتحالفون ويوزّعون قواهم مستفيدين من انقسام حاد بين الأحزاب، سينجحون في الفوز برئاسة نقابة كثرت أمراضها المزمنة ما سيمكّنهم من وصف علاج ناجع لها بعيدا من سطوة الأحزاب وحساباتها السياسية الضيقة.
توزّع اللوائح: الأحزاب منقسمة
لا شكّ في أن الظروف والتحالفات تبدّلت في نقابة الأطباء منذ الإنتخابات الأخيرة عام 2016 والتي فاز فيها النقيب الحالي الدكتور ريمون صايغ (“قوات لبنانية”).
يأتي هذا التبدّل بحسب أوساط العديد من الأطباء على أثر ما طفا على سطح المشهد النقابي من ارتكابات ورد جزء غير يسير منها في تقرير قدمه منذ 3 اسابيع مستشار وزير الصحة الخبير محمد كلش وهو المعيّن من قبل الوزير جميل جبق، وهو سلّط الأضواء على مغالطات محاسبتية جمّة تعتري الحسابات في نقابة الأطباء.
هنا تطلّ أهمية الأطباء المستقلين للمرة الأولى عبر ما اسمي بـ”الحراك المطلبي”، وهو مؤلف من مجموعة أطباء تجمّعوا منذ قرابة الـ6 أشهر معتصمين في النقابة ومطالبين بالشفافية في العمل النقابي.
كيف تتوزّع اللوائح الإنتخابية قبل يومين من الإستحقاق في 9 الجاري؟ يبدو لافتا أن الأحزاب التي كانت مجتمعة في لائحة واحدة عام 2016 انقسمت اليوم على الشكل الآتي:
-لائحة برئاسة النقيب الأسبق الدكتور شرف أبو شرف مدعومة من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” و”حزب الله” وهي غير مكتملة الأعضاء بعد.
-لائحة برئاسة النقيب الأسبق الدكتور جورج أفتيموس التي لم تتضح معالم دعمها بعد كونها تارة تدّعي الإستقلالية وطورا تدّعي الدعم من الحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل وحركة أمل.
ويبرز في المشهد الإنتخابي لسنة 2019 المستقلون وهؤلاء ينقسمون الى فريقين من حيث الشكل. الفريق الأول يتمثل بالمستقلين (غير المنضوين في الحراك المطلبي) أبرزهم المرشح لمركز نقيب الدكتور جان الحاج الذي خاض هذه التجربة الإنتخابية النقابية منذ 3 أعوام كمستقل وحاز على نصف أصوات اللائحة المدعومة من الأحزاب كافّة. وفي السياق نفسه هنالك مرشحون مستقلون آخرون أبرزهم الدكاترة: جورج نصار، شربل عازار، غسان سكاف، هشام أبو جودة وعلي شمس الدين.
الفريق الثاني من المستقلين يتمثل بما يسمى “الحراك المطلبي” الذي يرأس لائحته الدكتور جورج الهبر.
تعب من الأحزاب
يبدو جوّ الإنتخابات الحالية حاميا لأسباب عدة أبرزها تعدد اللوائح، تعدد المرشحين لمركز نقيب، التجييش الحاصل من قبل المستقلين للمرة الأولى (سواء في الحراك أو من خارجه) وخصوصا عبر السوشال ميديا، رفض السواد الأعظم من الأطباء الذين يحق لهم المشاركة في الإنتخابات القادمة سيطرة الأحزاب على النقابة وهذا تحديدا ما تغص به مواقع التواصل الإجتماعي من تصريحات واعلانات تصبّ في هذا المنحى.
أما بالنسبة الى نسبة المشاركين في هذه الإنتخابات فهي كانت في الإنتخابات الماضية بحدود الـ2500 طبيب شاركوا في التصويت من أصل 7500 طبيب كانوا قد سدّدوا اشتراكاتهم.
أما في الإنتخابات الحالية وبسبب التجييش الحاصل، فإن هذه النسبة مقدّرة بأن ترتفع الى حدود الـ3 آلاف طبيب. علما بأن نسبة الحزبيين لا تتعدى الـ1200 طبيب، كما أظهرت الإنتخابات الماضية وهؤلاء منقسمين في لائحتين منفصلتين متضادتين هذه المرّة، ما يشي بأن امكانية خرق المستقلين وسيطرتهم وفوزهم بالأعضاء الثمانية ليست بعيدة المنال لا سيما إذا سعت بعض الأحزاب الرافضة للوضع النقابي الحالي الى مؤازرة هؤلاء المستقلين دون إملاء رغباتها وشروطها عليهم.
ملفات مطلبية مزمنة
بالعودة الى الملفات المطلبية التي تؤرّق أذهان المستقلين فهي كالآتي: الأداء الإداري غير المطمئن للفريق الحالي في النقابة، ملف التقاعد للطبيب، ملف الضمان الصحي المنقوص، ملف أتعاب الأطباء وفصلها بصورة جدية عن اتعاب المستشفيات، ملف حصانة الطبيب والغاء موضوع التوقيف الإحتياطي والإصلاح الإداري داخل النقابة بشكل يتماشى مع حسن إدارة مؤسسة النقابة أسوة بالمؤسسات العريقة الشفافة.