“مصدر دبلوماسي”
إكتسح “الشعبويون” أو احزاب اليمين المتطرف 25 في المئة من مقاعد البرلمان الأوروبي في الإنتخابات الأخيرة في 26 أيار الجاري، بزيادة 20 نائبا عن دورة سنة 2014 التي نالوا فيها 151 نائبا وبلغ عددهم في دورة 2019 171 من أصل 751 نائبا.
وظهرت نتائج متقدمة لهؤلاء في فرنسا وإيطاليا. ويقول سفير أوروبي لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن أيا من الأحزاب الأوروبية المعتدلة التي تشكّل البرلمان سترفض حتما التعاون مع هؤلاء، شارحا بأن وضع الأحزاب الكبرى التي تراجعت بات دقيقا وبات تشكيل اية غالبية برلمانية يحتاج الى تحالف 3 أحزاب عوضا عن 2.
بالنسبة الى نتائج بريطانيا التي مني فيها الحزبان الاساسيان “المحافظون” و”العمّال” بخسارة لصالح أحزاب حديثة النشأة، فقد قال السفير الأوروبي بأن النواب البريطانيين لن يؤثروا على القرار لأن بريطانيا ستخرج من الإتحاد الأوروبي بسبب “البركسيت” سواء بإتفاق أو بغير إتفاق.
واذا كان الشعبويون المتطرفون قد عجزوا عن اكتساح البرلمان الأوروبي كما توقع البعض، فإنه تم تسجيل تقدم ملحوظ لأحزاب البيئة (نالوا 70 مقعدا في مقابل 52 في الدورة السابقة) وللوسطيين والليبيراليين (منهم حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقد نالوا 107 مقاعد مقارنة مع 69 في البرلمان السابق).
واستمر “الحزب الشعبي الأوروبي” المؤيد لفكرة أوروبا (نال 179 مقعدا في مقابل 216 في الإنتخابات الماضية) و“الإشتراكيون الديموقراطيون” (نالوا 150 مقعدا في مقابل 185) بتصدر نواب البرلمان من دون أن تكون لديهما الغالبية.
وتدور الحرب اليوم على ترؤس المفوضية الأوروبية خلفا لجان كلود يونكر وسط رفض العديد من الدول لتولي رئيس “الحزب الشعبي الأوروبي” مانفريد فيبر منصب المفوض (سينتخب في أيلول)، علما بأن رئيس المفوضية الأوروبية يحتاج الى نيل 376 صوتا من أصل النواب الـ751.
أبرز النتائج سجلت في فرنسا بحيث خسر حزب ماكرون أمام “التجمع الوطني” اليميني المتطرف الذي تقوده مارين لوبن والتي تقدمت 0،9 نقطة على قائمة “النهضة” الماكرونية، فحصل “التجمع الوطني” على 23،31 في المئة في مقابل 22،41 في المئة.
أما في المانيا فقد تراجع الإئتلاف الألماني الحاكم ومن ضمنه حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “الحزب المسيحي الديموقراطي” بالإضافة الى “الحزب الإشتراكي الديموقراطي” و”حزب الإتحاد المسيحي البافاري” في حين شهدت المانيا تقدم “حزب الخضر”.
أما في إيطاليا فقد سجل حزب رئيس وزراء إيطاليا “الرابطة” الشعبوي ماتيو سالفيني تقدما ملحوظا وحصل على 34،3 في المئة من الأصوات في مقابل 6 في المئة في انتخابات 2014، ما شكل خسارة كبرى لحركة “خمس نجوم”.
يذكر بأن رئيس البرلمان الحالي أنطونيو تاجاني سيستفيد من إعادة انتخاب لعامين ونصف العام أي نصف ولاية البرلمان المنتخب حديثا بحسب القانون الأوروبي.