“مصدر دبلوماسي”-(خاص)
طالب وفد من أهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون الإماراتية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اليوم بتكثيف التحرك اللبناني الرسمي في شأن قضية أبنائهم ومناشدة الإمارات العربية المتحدة العفو عن اللبنانيين المحكومين فيها وهم: عبد الرحمن شومان (مؤبد)، وأحمد صبح وحسين بردا (10 أعوام)، وخصوصا وأن الثلاثة يفيدون من حق استئناف الأحكام التي صدرت أخيرا في غضون 30 يوما. كذلك طالب الأهالي بأن تقدّم الدولة اللبنانية طلب إسترحام لعلي المبدّر المحكوم مؤبد عام 2016 والذي لم يفد من حق الإستئناف لأن الأمر لم يكن مسموحا به آنذاك، بالإضافة الى محكومين لبنانيين آخرين هما أحمد مكاوي وعبد الله عبد الله.
وكان وفد الأهالي قد وصل الى وزارة الخارجية والمغتربين قبل ظهر اليوم وسط تغطية إعلامية واسعة على عكس اللقاء الأول الذي كان منذ قرابة عام، علما بأن 5 لبنانيين تمّت تبرئتهم أخيرا من قبل المحاكم الإماراتية لكنهم لا يزالون في السجون لاسباب تتعلق باجراءات الترحيل الى لبنان ولانتهاء مدة إقاماتهم، ومن غير المعروف بعد متى سيفرج عنهم. تتهم الإمارات العربية المتحدة هؤلاء اللبنانيين بالتعامل مع “حزب الله” وتقول أوساط الأهالي بأن هذه التهمة “غير صحيحة ولها بعد سياسي واضح”، متسائلين:” اتهموا الشباب (جميعهم يعملون في طيران الإمارات وينتمون الى الطائفة الشيعية ومن جنوبي لبناني) بأنهم خلية، فكيف تكون خلية ثم تتم تبرئة 5 منها؟ هذا يعني أنه لا شيء من هذا القبيل”.
يكثّف أهالي المعتقلين في السجون الإماراتية من تحرّكاتهم في الآونة الأخيرة، وخصوصا مع صدور الأحكام وللإفادة من مهلة الثلاثين يوما للإستئناف مطالبين بتحديد تاريخ تقديم طلب الإستئناف.
وبعد أن زاروا في الأسبوع الفائت مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم الذي وعدهم بمتابعة قضية اولادهم قائلا بأه لن يتركهم، التقوا اليوم الوزير باسيل الذي استمع الى مطالبهم بحضور مدير مكتبه هادي هاشم والتي لخصها الأهالي كالآتي: “المطالبة بحق الإستئناف لعلي المبدّر كأن تبادر الدولة اللبنانية الى تقديم طلب استرحام لدولة الإمارات العربية المتحدة للعفو عنه، التأكيد على براءة الشباب الثلاثة المحكومين أخيرا مصرين على أن ما حصل “سيناريو مفبرك”، المطالبة بوقفة أقوى للدولة اللبنانية ( لم يقتنع الأهالي بالرسالة التي أرسلها باسيل مع السفير الإماراتي في لبنان حمد الشامسي الى نظيره الإماراتي معتبرين انها شكلية).
ونقل الأهالي عن باسيل تعاطفه مع قضية أولادهم، واعدا اياهم ببذل المزيد من الجهود لإطلاق سراحهم ومؤكدا بأن الدولة اللبنانية ووزارة الخارجية لم تأل جهدا في سبيلهم قائلا لهم :” إن هؤلاء هم اولادنا ولن نتركهم البتة”. وبعد لقاء دام قرابة النصف ساعة، خرج الأهالي بلا الإدلاء بأي تصريح أمام الإعلام مفضلين انتظار ما سيصدر عن باسيل. وقال أحد أقارب المعتقلين لموقع “مصدر دبلوماسي”: “لقد خرجنا من اللقاء بشعور من الإرتياح من أن ثمة من يتابع قضية أبنائنا على مستوى عال، لكن لن نرتاح إلا بعد أن نرى الشباب في ما بيننا، ونحن لن نتوقف عن المطالبة بهم وسنزور كل من يمكننا زيارته من المسؤولين من مختلف الجهات”.
أضاف: “لقد لمسنا من خلال لقائنا مع اللواء ابراهيم الأسبوع الفائت واليوم مع الوزير جبران باسيل كل الإهتمام وأملنا الكبير بأن يثير قضيتنا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لأن كلمة الرئيس لها وقع آخر دوما”.
وهل طلبوا موعدا من فخامته؟ يقول المصدر الذي تحدث الى موقعنا:” بالطبع، مرّات عدّة، لكننا لم نلق جوابا لغاية اليوم ونحن بالإنتظار”.
وحرص أهالي المعتقلين في السجون الإماراتية على توجيه تحية الى منظمتين دوليتين هما منظمة العفو الدولية، و“هيومن رايتس ووتش” (منظمة مراقبة حقوق الإنسان) إذ تؤازر هاتين المنظمتين قضيتهما بلا الخضوع لأي ترغيب أو تهديد ما شكّل محط تقدير كبير لدى الأهالي الذين يعانون في لبنان من تعتيم إعلامي واسع النطاق.