“مصدر دبلوماسي”- خاص
ليس الحديث عن وصول إيران الى البحر الأبيض المتوسط سوى حديث مضمر عن “طريق الحرير” التي أطلقها الرئيس الصيني شي جينبينغ والتي يدور حولها “العراك” الحربي والإقتصادي المحتدم اليوم بين الولايات المتحدة والصين، وآخر فصوله التضييق الأميركي على الشركات الصينية وخصوصا شركة “هواوي” للإتصالات.
فما تتعرض له ايران هو لأنها جزء من “الحزام الناري” الذي تقع في وسطه، كذلك ما تتعرض له دول أخرى تحولت مسرحا للصراع منها اليمن وليبيا ومصر والسعودية وتركيا وصولا الى افريقيا، وليس لبنان بمنأى عن هذا الحزام الناري مع سوريا حيث أن سكك الحديد التي باتت تربط شانغهاي بلندن باتت أيضا تربط مدنا سورية منها طرطوس وبانياس بكوريدور عبر طرابلس وصولا البترون، لكن هذه الصورة لن تكتمل قبل الإتفاق النهائي على طرق الإمداد بين الحليفين الصيني والروسي وليس على لبنان إلا التنفيذ.
هذه الرؤية الإستراتيجية للصراع القائم حاليا بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وتلقائيا بين الخليج وإيران وأميركا هو عنوان الصراع على طريق الحرير وهي خطة التنمية الصينية وبين الرؤية الأميركية لتطويع دول المنطقة لمصالحها مع حلفائها، وهي موجز لورقة عمل قدّمها مدير الإستشارية للدراسات الدكتور عماد رزق في حلقة حوار حضرتها نخبة دبلوماسية وأكاديمية.
وأشار رزق في ورقته التي ستصدر قريبا في كتاب بعنوان: “إستراتيجية الصين، عولمة بخصائص الحرير” الى أن الشق الإقتصادي هو جزء أساسي من “الحرب الناعمة” اليوم. وتطرق الى القمة التي ستنعقد تحت عنوان صفقة القرن في المنامة في البحرين في 26 حزيران، مشيرا الى أن” البعدين السياسي والأمني لصفقة القرن محوره الإقتصاد”.
وقال بأن الموضوع الرئيسي في هذا الصراع هو موضوع الطاقة وخطوط النقل البرّي المرتبط بنقل الغاز من ضفة الى ضفة عبر سكك الحديد والموانئ. وقال رزق: ” بعد الحشود الأميركية التي رأيناها خلال الأسبوع الماضي، حكي بالأمس عن إعادة تموضع القوات الأميركية في الخليج، وكأن الإنتشار الأميركي في الخليج هو جزء من التحكّم بنقطة استراتيجية تتمثل بالعلاقة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب”.
وقال رزق أن ما يجري من تهديد لإيران ليس إلا احتواء للصين، وبداية حصار للدول الصاعدة في المنطقة. وأشار الى أن الولايات المتحدة تريد نشوء المزيد من الدول الصاعدة لخلق المزيد من التنافسية.