“مصدر دبلوماسي”
كشف وزير الطاقة القبرصي يورغوس لاكوتريبس عن اتفاق لبناني قبرصي مشترك للتعاون في ملف الغاز والنفط على مرحلتين: تشمل الأولى توقيع اتفاق حول إيجاد أسواق لبيع الغاز المُستخرَج من البلدَين، أمّا المرحلة الثانية فتتضمّن مشروعاً لمدّ خط أنابيب للغاز بين لبنان وقبرص. وأكّد الوزير لاكوتريبس على ضرورة الاستفادة من الزخم الموجود حالياً لجعل منطقة شرق المتوسّط تحظى بالتنافسية في قطاع النفط والغاز.
من جهته، أعلن وزير الشؤون الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس عن تقديم بلاده هبة بقيمة 50 ألف يورو لاستخدامها في مشاريع تسهّل وصول الفتيات اللبنانيات من الفئات المحرومة إلى التعليم، مؤكّداً في الوقت عينه أنّ قبرص ستواصل مساعدة لبنان للتغلب على التحديات التي يواجهها من جراء النزوح، سواء على المستوى الثنائي أو عبر الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أنّ قبرص ستساهم بمبلغ 1،17 مليون يورو في ميزانية الاتحاد الأوروبي لصالح اللاجئين السوريين في لبنان والأردن بين عامي 2019 و2023.
كلام الوزيرين جاء اليوم في وزارة الخارجية والمغتربين حيث انعقدت محادثات موسعة بين لبنان وقبرص شارك فيها عن الجانب اللبناني وزير الخارجية جبران باسيل ووزيرة الطاقة ندى البستاني وعن الجانب القبرصي وزيرا الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليديس والطاقة والتجارة والصناعة يورغوس لاكورتريبس.
وركزت المحادثات على موضوع النفط والاستثمارات اللبنانية في قبرص، وكشفت وزيرة الطاقة والمياه اللبنانية ندى البستاني عن إطار مع قبرص يتعلق بتطوير وإنتاج المكامن الهيدروكربونية المشتركة على الحدود البحرية بهدف توقيعها في شهر ايلول المقبل، وهي أولوية، كما أشارت الى انه قد تم الإتفاق على التنسيق والتعاون في مشاريع البنى التحتية المرتبطة بنقل الغاز الطبيعي، سواء كانت على شكل أنابيب او بواسطة منشآات لتسييل الغاز والعمل على إبرام اتفاقية في هذا الشأن.
يأتي هذا اللقاء بعد يوم على عقد الإجتماع الوزاري الثلاثي بين لبنان وقبرص واليونان، في حين يقوم الرئيس اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس اليوم بزيارة رسمية الى لبنان.
باسيل: اتفاقات واجتماعات مهمة مع قبرص
وفي مستهل المؤتمر الصحافي المشترك قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل: “تشرفنا اليوم مُجددا باستقبال الضيفين الصديقين وعقدنا محادثات ثنائية على مستوى الخارجية، حيث بحثنا في المواضيع المشتركة والعلاقات الثنائية وخصوصا الموضوع الحاضر دائما الا وهو موضوع النازحين وضرورة عقد اتفاقيات كانت تنتظر منذ فترة طويلة وتتعلق بالتعليم العالي والاعتراف بالشهادات وقبول الاشخاص والترحيل او مسألة حضانة الاطفال واتفقنا على ضرورة انجازها او اجابة بعضنا بشأنها.
تابع باسيل: “الموضوع الأهم والمشترك بيننا الذي بحثنا به، هو النفط والغاز و كيفية عدم تفويت المزيد من الفرص خاصة و ان لبنان اطلق الدورة الثانية للتراخيص، وقبرص قامت بدورتها الثالثة وأنجزت تلزيمات عدة، وهي في مرحلة إطلاق عدة استكشافات جديدة، وبطبيعة الحال في العام 2020 قد يتم إطلاق حفر بئر استكشافية من جهة قبرص ولكن على الحدود القبرصية اللبنانية ما يستوجب علينا الإسراع باتفاقياتنا الثنائية وهذا أمر كانت قد بدأت به وزارة الطاقة اللبنانية مع نظيرتهاالقبرصية في العام 2013 ووصلنا الى مرحلة معينة واليوم اتفقنا على استكمال هذا العمل، و حددنا موعدا اولياً في السابع من شهر أيار المقبل لمقارنة نقاط التوافق والاختلاف على ان تكون المرحلة الثانية في شهر حزيران المقبل خلال انعقاد القمة الثلاثية لإجراء تقييم أدق، واتفقنا ان نحاول في أول ايلول من هذا العام انهاء اتفاقية التقاسم بيننا في موضوع النفط، على ان يتبع ذلك البدء بمباحثات للإتفاقات بين الحكومتين حول مواضيع الحدود والخطوط وكل المنشآات التي من الممكن ان تكون مشتركة سواء للنقل او للتصنيع او للتوريد والتصدير لكل ما يتعلق بالغاز والنفط وهذا كله ضمن سياسة الشرق المتوسط ونود متابعتها مع قبرص.
تابع الوزير باسيل: أنتم تعلمون ان لبنان لم يشارك في المنتدى الاخير الذي عقد في مصر بسبب مشاركة اسرائيل، لكننا اتفقنا مع الجانب القبرصي ان نتابع معا ما يحصل على هذه الجبهة لوجود أمور قد تتعلق بنا. الا ان الأهم اننا وقبرص تربطنا علاقات اكثر من ودية، هي علاقات صداقة ونطمح ان تكون استراتيجية ننظر فيها الى مستقبل مشترك واعود واكرر ان قبرص هي جارتنا الأقرب في اوروبا، والبحر الذي يفصلنا يربط ايضا بين بعضنا وانا دائما أردد انه يجب علينا الإرتباط مع قبرص في مشاريع مادية كثيرة مثل خطوط مياه وغاز ونفط، ولا شيء يمنع من خط للمواصلات في مرحلة لاحقة، وبالتالي طرحنا من جانبنا ان اي اكتشاف بيننا سيتم استثماره في مشاريع مشتركة بين البلدين سواء كانت المشاريع التي ذكرتها او اي مشاريع اخرى تصب في المصالح المشتركة بيننا من سياحة وزراعة واقتصاد وتجارة . وبالتالي نحن لسنا ببعيدين من امكانية ان نستفيد سوياً من اي اكتشاف غازي او نفطي مشترك بين البلدين. و الأهم ولأننا نتعامل مع دولة صديقة جدا يجب ان تحصل المحادثات كلها في جو بناء وإيجابي وعملي ، ولذلك حددنا مواعيد للوصول الى الإتفاقيات المشتركة.
وختم باسيل قائلا: موضوع النفط والغاز واسع ولا ينتهي ولا يمكن اختصار كل المحادثات التي قمنا بها، إنما اود القول اننا قد اضعنا الكثير من الفرص والوقت ولا مجال للبنان ان يخسر المزيد من الوقت، و على ابواب إطلاق دورة المناقصات او المزايدات المقبلة لدينا صديق مثل قبرص نتعاون معه ونتكل عليه لنعزز معاً موقعنا النفطي والغازي في شرق المتوسط، وبعلاقاتنا مع الجانب الاوروبي من جهة ومع الجانب المتوسطي من الجهة الثانية، وسنسعى اكثر واكثر الى تعزيز تعاوننا وصولا الى حلفنا النفطي والغازي في هذا المجال”.
كريستودوليدس: تشديد على الحقوق السيادية للتنقيب في لبنان وقبرص
عبّر وزير الشؤون الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس عن سعادته بالعودة إلى بيروت، مُعرباَ عن تقديره وشكره للضيافة اللبنانية التي حظي بها الوفد القبرصي وهو شخصياً. وقال أنّ اجتماع اليوم (11/4/2019) الذي أتى بعد سلسلة من اللقاءات -عقب الاجتماع الوزاري الثلاثي (قبرص-اليونان-لبنان)- وبعد بضعة أشهر من اللقاء الذي عُقِدَ بينه وبين الوزير باسيل على هامش المؤتمر الوزاري التحضيري للاجتماع العربي-الأوروبي في بروكسل- يعكس رغبة البلدَين وتصميمهما على مواصلة العمل من أجل تعزيز علاقاتهما المشتركة في منطقة تواجه العديد من التحديات. وأكّد الوزير كريستودوليدس على دعم قبرص الثابت لاستقرار لبنان وأمنه وازدهاره، مُشدّداً على أنّ أمن منطقة شرق المتوسّط مرتبط إلى حد كبير بقوة وأمن واستقرار لبنان.
وأعلن الوزير كريستودوليدس أنّ نقاشات اليوم تمحورت حول قطاع الطاقة بعد انضمام وزيرَي الطاقة إلى الاجتماع، معبّراً عن سروره بالتطوّرات الإيجابية الحاصلة في كلّ من قبرص ولبنان على مستوى التنقيب عن المواد الهيدروكربونية، في ظلّ الاهتمام الذي تُظهره الشركات الدولية العملاقة للاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخالصة في كلّ من قبرص ولبنان.
وفي هذا السياق أكّد أنّ الجانبَين قد شدّدا على دعم الحقوق السيادية لكل منهما في استكشاف واستغلال الموارد الطبيعية ضمن المناطق البحرية التابعة لكل منهما، وذلك بما يتطابق مع القانون الدولي، ولا سيما اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار UNCLOS، مُضيفاً بأنّ قبرص تحترم الحقوق السيادية لجميع دول المنطقة داخل مناطقها البحرية، بما في ذلك لبنان، كما أبلغ أنّ قبرص لا تشارك ولن تشارك في أي مشروع قد ينتهك حقوق لبنان.
وعلى الصعيد العملي، أشار الوزير كريستودوليدس إلى أنّه قد جرى الاتفاق بين لبنان وقبرص على الأمور الآتية:
- إطلاق نقاش من أجل التوصُّل إلى اتفاق إطاري ثنائي بشأن تنمية المواد الهيدروكربونية التي تعبر الخط الوسطي في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان وقبرص.
· إطلاق نقاش من أجل التحضير لتوقيع وإبرام اتفاق ثنائي بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه من عمليات التنقيب الغير مشروعة.· التعاون لدرس وتوقيع اتفاق للتعاون في مجال البحث والإنقاذ. وفي موضوع النزوح، نوّه الوزير كريستودوليدس بالكرم الذي يُظهره الشعب اللبناني في استقباله 1.5 مليون نازح سوري وما يستتبعه ذلك من أعباء، وكبادرة حسن نية أعلن عن تقديم بلاده هبة بمبلغ 50.000 يورو، لاستخدامها في مشاريع تسهّل وصول الفتيات اللبنانيات من الفئات المحرومة إلى التعليم، مؤكّداً في الوقت عينه أنّ قبرص ستواصل مساعدة لبنان للتغلب على التحديات التي يواجهها من جراء النزوح، سواء على المستوى الثنائي أو عبر الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أنّ قبرص ستساهم بمبلغ 1،17 مليون يورو في ميزانية الاتحاد الأوروبي لصالح اللاجئين السوريين في لبنان والأردن بين عامي 2019 و2023. وزير الطاقة لاكوتريبس كشف عن مشروع لمدّ خط أنابيب للغاز بين لبنان وقبرص.
من جهته، أكّد وزير الطاقة والتجارة والصناعة يورغوس لاكوتريبس أنّه جرى الاتفاق بين لبنان وقبرص على العمل على مرحلتَين: تشمل الأولى توقيع اتفاق حول إيجاد أسواق لبيع الغاز المُستخرَج من البلدَين، أمّا الثانية فتتضمّن مشروعاً لمدّ خط أنابيب للغاز بين لبنان وقبرص. وأكّد الوزير لاكوتريبس على ضرورة الاستفادة من الزخم الموجود حالياً لجعل منطقة شرق المتوسّط تحظى بالتنافسية في قطاع النفط والغاز.
البستاني: إعداد اتفاقية عن المكامن الهيدروكربونية المشتركة
بدورها وزيرة الطاقة ندى البستاني أعلنت عن اعداد اتفاقية إطار تتعلق بتطوير وإنتاج المكامن الهيدروكربونية المشتركة على الحدود البحرية بهدف توقيعها في شهر ايلول المقبل، وهي أولوية، كما أشارت الى انه قد تم الإتفاق على التنسيق والتعاون في مشاريع البنى التحتية المرتبطة بنقل الغاز الطبيعي، سواء كانت على شكل أنابيب او بواسطة منشآات لتسييل الغاز والعمل على إبرام اتفاقية في هذا الشأن.
حوار
وسئل وزير الطاقة القبرصي لاكوتريبس عن إمكانية قيام قبرص بوساطة معيّنة في شأن النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل فقال: “نحن بالتصرف إذا كان من إرادة تطلب منا المساعدة من اجل حلّ هذه المشكلة وفي الجوار لدينا الكثير من المواضيع والمشاكل، ونحن مستعدون للعمل سويا لإيجاد حلول لهذه المشاكل.
وسأل موقع “مصدر دبلوماسي” وزيرة الطاقة ندى البستاني عن بداية ايجاد تصور لتصدير الغاز اللبناني وخصوصا وأن وزير الطاقة القبرصي تحدث عن انبوب مشترك فأجابت:
“إن خياراتنا مفتوحة وقد بدأنا الآن مع قبرص، ونترك كل الخيارات مفتوحة للمستقبل”،
وهل بالإمكان أن يكون الأنبوب من قبرص يمر عبر مصر؟ أجابت البستاني: “لنترك الأمور للمستقبل ولا شيء يمنع”.