“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
يحمل وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو غدا الجمعة الى لبنان رسائل قاسية ليس الى المسؤولين اللبنانيين فحسب بل ايضا الى الشعب اللبناني الذي ألقى عليه مسؤولية لجم “حزب الله” بحسب خلاصة كلامه في آخر جلسة صحافية أجراها اليوم الخميس مع الصحافيين الذين يرافقونه في جولته التي بدأت في الكويت مرورا بإسرائيل وتنتهي غدا في بيروت.
لم يتوان رئيس الإستخبارات الأميركية السابق والوزير الوثيق الصلة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب من القول للصحافي الذي سأله عن “حزب الله” وبأنه جزء من الحكومة فكيف يصفه بالمنظمة الإرهابية؟ لم يتوان بومبيو عن دحض هذه الصفة عن “حزب الله” وقال بالحرف:” لا، إنه منظمة إرهابية ونقطة على السطر، صنعته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنيّة تدمير إسرائيل، وإذا أصغيت اليهم عن قرب- بنية تدمير الديموقراطية الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأميركية أيضا- وأردف: ربما يجيب ذلك عن سؤالك كم سأكون قاسيا معهم ، قبل أن يسترسل بالضحك.
وأجاب بومبيو الذي يبدأ غدا جولة تشمل عددا من المسؤولين اللبنانيين على استيضاح صحافي بأنه لن يستخدم كلمات لينة مع اللبنانيين؟ فأجاب:” سنكون واضحين جدا كيف تنظر الولايات المتحدة الأميركية الى “حزب الله” وما هي توقعاتنا لنجاح لبنان، فهذا يتعلق بالشعب اللبناني الذي سيطلب ألا تسيطر منظمة إرهابية على حكومتهم وألا تقود سياسات البلد وتسبب له مخاطر. وأشار الى أن “حزب الله” يقوم باشياء في بلدهم وخطر التصعيد حقيقي (…).
ومن خلال الأجواء التي استقاها موقع “مصدر دبلوماسي” من أوساط دبلوماسية غربية رفيعة تحدثت اليه، يبدو بأن ملف حل النزاع البحري لن يكون هو الأولوية في الزيارة، وإذا طرح الجانب اللبناني هذا الموضوع فسيرفع بومبيو مجددا خطة المبعوث الأميركي السابق فريديريك هوف، في حين من المحتمل أن يتمنى أن يكون لبنان جزءا من أنبوب شرقي المتوسط. وكان مساعده دافيد ساترفيلد أعرب منذ أيام في حوار مع الصحافيين الأميركيين عن اسفه بأن لبنان لن يكون جزءا من هذا المشروع الذي يضم إسرائيل واليونان وقبرص الذين اجتمعوا أمس مع بومبيو عازيا السبب الى منع “حزب الله” لذلك. علما بأن الخبراء النفطيين يستبعدون إمكانية تنفيذ هذا الأنبوب الذي يحتاج الى تمويل كبير لم يتحدث عنه بومبيو أمس والى كلفة نقل كبرى لا تجعله تنافسيا في نقل الغاز الى أوروبا، وهو ما تبغيه أميركا للمضاربة على الغاز الروسي.
علما بأن بومبيو سيثير أيضا مع اللبنانيين قضية الأنفاق في هضبة الجولان المحتلة، وهذا أمر أثاره نتنياهو أمس طالبا من أميركا أن تعترف بضم إسرائيل رسميا للهضبة، إلا أن بومبيو رفض اليوم التعليق على هذا الموضوع ولم يبد أي موقف حياله في انتظار مشاورات مع إدارته، وهو أسرّ للصحافيين اليوم بأن زيارته لإسرائيل هي تحضيرية لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل الى الولايات المتحدة الأميركية.