“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
وجّه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام السفير جان-بيار لاكروا رسائل مهمّة الى مسؤولين اللبنانيين قبل أسبوع من احتفال قوات “اليونيفيل” بالذكرى الـ41 لعملها في جنوب لبنان وعلى بعد أسبوعين تقريبا من صدور التقرير التقييمي الدوري الجديد للقرار 1701 والذي يقدّمه أمين عام الأمم المتحدة كل 4 اشهر لأعضاء مجلس الأمن الدولي. وإذا كان لاكروا وضع زيارته في إطار تهنئة الحكومة الجديدة، فإنه كرّر ما سبق وقاله في زيارته الأخيرة الى لبنان في 29 شباط 2018 من حيث طلب توسيع مهام الجيش اللبناني في منطقة عمل “اليونيفيل” وهي الفكرة التي كررها في تصاريحه كلها بعد لقاءاته الرسمية في لبنان. وأشار لاكروا الى أن “تشكيل الحكومة الجديدة يشكل لنا فرصة جديدة للمضي قدما في عدد من المسائل المهمّة بما في ذلك كيفية تعزيز وجود الجيش اللبناني في مناطق عملنا وكيفية تعزيز إمكانات القوى البحرية اللبنانية ونحن نرغب بأن يكون لها دورا داعما في هذا الإطار” بحسب تصريح له بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في “قصر بسترس”.
كلام لاكروا في قصر بعبدا
من جهته، نوّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتعاون الوثيق القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب الذي يسهم في تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة الحدودية.
وابلغ الرئيس اللبناني وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان -بيار لاكروا خلال استقباله له قبل ظهر اليوم الثلاثاء في قصر بعبدا، ان لبنان لا يزال يواجه معارضة اسرائيلية لترسيم الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، على رغم الاقتراحات التي قدمت في هذا الاتجاه، لافتا الى ضرورة وقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية في البر والبحر والجو.
وكان لاكروا، الذي رافقه في الزيارة قائد اليونيفيل في لبنان الجنرال ستيفانو دل كول وممثل الامين العام للامم المتحدة يان كوبيتش، جدد تأكيد الامم المتحدة على اهمية التعاون مع الحكومة اللبنانية في مختلف المجالات لاسيما عمل ” اليونيفيل”، متمنيا ان يتعزز هذا التعاون خصوصاً بعد تشكيل الحكومة الجديدة، مقدّرا الدور الذي يلعبه الجيش في اطار حفظ السلام على الحدود.
وبعد الاجتماع، شكر لاكروا الرئيس عون على استقباله والوفد، واعرب عن سروره لتواجده في لبنان وللتعاون القائم مع السلطات اللبنانية، ونقل عن رئيس الجمهورية، دعم لبنان لقوات “اليونيفيل” العاملة في الجنوب.
واضاف المسؤول الاممي: “تطرقنا ايضاً الى التعاون بين السلطات اللبنانية وقوات الامم المتحدة، وهي اساسية بالنسبة الينا خصوصاً واننا نتواجد في الجنوب اللبناني منذ عقود، ما ساهم في تهدئة الاوضاع رغم حصول بعض المشاكل التي نعالجها سوياً مع السلطات اللبنانية، ولهذا السبب نعلّق اهمية على هذا التعاون الثابت مع الدولة اللبنانية والسلطات المحلية في الجنوب ومع السكان ايضاً، وهذا ما يسمح لنا باحترام وتنفيذ المهام المطلوبة منا وفق القرارات الدولية عبر حرية تحركنا والتعاطي مع الاحداث عند حصولها.”
وتابع لاكروا: “ان هذا التعاون وبالاخص مع الجيش اللبناني، افضى الى ابقاء الوضع هادئاً في الجنوب على الرغم من وجود بعض القضايا العالقة. وعبّرنا عن سرورنا بالاستمرار في هذا التعاون في ظل الحكومة الجديدة، ما يشكل فرصة لاعطاء دفع لمشاريع مهمة للبنان من خلال تعزيز تواجد الجيش في المناطق التي تعمل فيها “اليونيفيل”، والعمل بشكل تدريجي على تعزيز القدرات البحرية اللبنانية بما يسمح بتحقيق مرحلة انتقالية للمهام في هذا المجال، بين اليونيفيل والجيش. ونحن نقدّر ما سمعناه اليوم من تجديد لدعم لبنان لليونيفيل والامم المتحدة.”
وقام لاكروا بسلسة لقاءات ورافقه في جولته قائد “اليونيفيل” الجنرال ستيفانو دل كول وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبينش ومديرة قسم الشرق الأوسط في الأمم المتحدة سوزان روز.
لاكروا عند الحريري
واستقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي لاكروا يرافقه قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو دل كول ومنسق الامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ووفد مرافق.
بعد اللقاء قال لاكروا: ” لقد أجرينا محادثات جيدة للغاية مع الرئيس الحريري حيث عبّر عن دعمه ودعم حكومته “لليونيفيل”. كما ناقشنا التعاون الحاصل بين السلطات اللبنانية وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وأكدت على أهمية هذا التعاون.
إننا نعمل في الجزء الجنوبي من لبنان، ونحن نعرف سكان هذه المنطقة جيداً فنحن نتعامل معهم ومع السلطات المحلية والسلطات الوطنية في لبنان وقوى الأمن اللبنانية والقوات المسلحة منذ عدة سنوات “.
اضاف:”هذا أمر أساسي للغاية بالنسبة لنا لأنه في حال لم يكن لدينا هذا التعاون، فإننا لن نتمكن من تنفيذ مهماتنا أو المساهمة في الحفاظ على هذا التعاون السلمي نسبيًا. إن وجود حكومة جديدة اليوم في لبنان وإمكانية المضي قدمًا في بعض المشاريع المهمة فيما يتعلق بتعزيز القوات المسلحة اللبنانية الموجودة في الجنوب، وتعزيز القدرة البحرية للقوات المسلحة اللبنانية، وإمكانية مواصلة النظر في زيادة عدد القوات اللبنانية في الجنوب، كل هذا مهم للغاية بالنسبة لنا لأننا نعمل مرة أخرى مع السلطات اللبنانية وقوات الأمن ونتطلع إلى القيام بالمزيد على هذ الصعيدا. إن الأجواء جيدة والتنسيق جيد في ما بيننا وسنواصل العمل الجيد مع الحكومة وجميع الشركاء اللبنانيين .”
برّي مستقبلا لاكروا
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر الثلاثاء في عين التينة لاكروا والممثل الخاص للامين العام في لبنان يان كوبيتش وقائد قوات اليونيفيل في الجنوب الجنرال ستيفانو دل كول وجرى عرض للوضع في لبنان ودور قوات اليونيفيل في الجنوب .
واكد الرئيس بري على العلاقات العائلية بين اليونيفيل واهالي الجنوب ، الاّ ان ما يقلقه هو موضوع التأخير في ترسيم الحدود البحرية ، مشدداً على اهمية ودور الامم المتحدة في هذا المجال .
بدوره اكد وكيل الامين العام ان قوات اليونيفيل والامم المتحدة ستستمران بالعمل على ذلك وبهدوء.
لاكروا نجم جلسة مجلس الأمن الطارئة في شأن الأنفاق
من المهم التذكير بأن السفير لاكروا هو الذي تلا في 19 كانون الأول الفائت مقررات الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك لبحث قضية الأنفاق التي قالت اسرائيل ان “حزب الله” حفرها في اتجاه اراضيها، وهو اعتبر في كلمته آنذاك بأن التحقيقات التي اجرتها الأمم المتحدة بعد اكتشاف اربعة انفاق على الحدود بين لبنان وإسرائيل لم تثبت ان هذه الأنفاق لها مخارج من الجانب الإسرائيلي. الى ذلك انتهى هذا الإجتماع من دون نشر اعلان أو ادانة او التعبير عن القلق.
يذكر أن لاكروا أشار في كلمته وقتها الى أن تصويب جندي لبناني في 17 كانون الأول الفائت بندقيته في اتجاه الجيش الإسرائيلي أدى الى عمل ممثل من 7 جنود لبنانيين و9 اسرائيليين صوبوا بندقياتهم في اتجاه بعضهم البعض ما اضطر اليونيفيل الى التدخل وخفض مستوى التوتر.