“مصدر دبلوماسي”
قد تكون زيارة دايفيد ساترفيلد الى لبنان هي الأخيرة بصفته الحالية كمساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى والتي بدأها رسميا عصر امس الإثنين واستهلها صباحا بلقاء مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في وزارة الخارجية ترافقه السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد .ساترفيلد الذي كان سفيرا لأميركا في لبنان، وأحد الوسطاء في ملف النزاع حول المنطقة الإقتصادية الخالصة بين لبنان وإسرائيل في فترة من الفترات بعد أن تنحى ديفيد هوف عن الملف، عيّنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب منتصف شباط الفائت سفيرا لأميركا في تركيا، حيث سيتابع ملف ترسيم الحدود لا محالة من أنقرة أبرز العواصم المعنية بهذا الملف الحيوي بالنسبة الى الأميركيين.
وفي معلومات مصادر دبلوماسية رفيعة تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي” بعد لقاء ساترفيلد مع الوزير باسيل في “قصر بسترس” فإن ” المسؤول الأميركي وجه رسائل جدية في ما يخص “حزب الله”، معرّجا على الوضع الإقتصادي الصعب، ومتقصيا الأجواء السياسية قبل زيارة متوقعة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى لبنان قبل الأسبوع الأخير من الشهر الجاري”.
في هذا الإطار، لفت تصريح ساترفيلد في “الخارجية” حيث قال للصحافيين:” إن لبنان اصبح لديه الآن حكومة جديدة، هذه الحكومة تواجه اتخاذ قرارات حساسة منها ما يتعلق باقتصاد البلد ومكافحة الفساد وبالمسائل الامنية”. واكد ان “الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة بلبنان بشكل كبير وتودّ ان تراه يتقدم، لكن مجددا، فإن لبنان يواجه خيارات، فهل سيتبناها أم لا؟ فهذا سينعكس من خلال الموقف والتعامل الذي سنتخذه نحن وبقية الدول، ونأمل ان تكون هذه الخيارات ايجابية لمصلحة لبنان وشعبه وليس لصالح اطراف خارجية”.
هذه الرسالة المباشرة والقوية، هي هدف الزيارة الأساسي وتعني عمليا وضع لبنان أمام مسؤولياته في حال قام بخيارات معينة لا ترضي الولايات المتحدة الأميركية. إلا أن أوساطا على اطلاع على المواقف الأميركية قلّلت لموقعنا من أهمية هذه التصريحات قائلة:” بأن الأميركيين اعتادوا التصريحات النارية، إلا أن الثابت في سياستهم هو الحفاظ على استقرار لبنان الأمني ودور الجيش اللبناني والحفاظ على ثبات الليرة”.
ومن المتوقع أن يتابع الغربيون توجيه الرسائل الى لبنان وغدا يزور لبنان وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ألستير بيرت لبنان، حيث سيقوم بجولة واسعة يلتقي خلالها بعد الظهر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.