“مصدر دبلوماسي”
حمل البيان الرسمي الذي وزّعته السفارة الأميركية في بيروت أمس الثلاثاء وفي متنه نصّ كلمة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد الكثير من المعاني السياسية الحمّالة الأوجه، والتي تحمل في صميمها تهديدا أميركيا واضحا بمراجعة منح المساعدات للبنان على مختلف الأصعدة بوجود “دور متنام” لما أسمته ريتشارد “منظمة في هذه الحكومة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة وهي تستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالأمن القومي وهي قرارات تعرض لبنان للخطر، وتستمر ايضا بانتهاك سياسة الحكومة بالنأي بالنفس من خلال المشاركة في نزاع مسلح في ثلاثة بلدان أخرى على الأقل. إن هذه الحالة لا تسهم في الاستقرار، وفي الواقع، إنها تزعزع الاستقرار بشكل أساسي”.
ولا يخفى على أحد أن المنظمة المقصودة هي “حزب الله” الذي سارعت الولايات المتحدة الأميركية عبر بيان سابق وزعته السفارة الأميركية على شجب حصوله على وزارة الصحة.
فيما يلي كلمة السفيرة الاميركية اليزابيث ريتشارد بعد لقائها رئيس الحكومة سعد الحريري أمس الثلاثاء في 19 الجاري كما وزّعتها السفارة الأميركية في بيروت. مع الملاحظة أن الحدّة التي تتسم فيها بيانات السفارة الأميركية تتدرج صعودا منذ البيان الشهير للسفارة عند زيارة الموفد الأميركي ديفيد هيل الى بيروت مرورا ببيان شجب حصول “حزب الله” على حقائب وازنة، وصولا الى هذه الكلمة التي تحمل تهديدا بالكاد يكون مستترا للبنان.
مساء الخير جميعا وأنا مسرورة جدا بأن أكون هنا مرة أخرى في السراي لأحيي الرئيس الحريري وأهنئه على الحكومة الجديدة التي تشكلت بعد طول انتظار. لقد هنأت الرئيس على نجاح حكومته في نيل الثقة وقمنا بجولة أفق واسعة حول مختلف المجالات التي تعمل فيها الولايات المتحدة مع لبنان، وأطلعنا على أولوياته للمستقبل.
لكنني كنت صريحة أيضا مع رئيس الوزراء الحريري حول المخاوف الأميركية بشأن الدور المتنامي لمنظمة في هذه الحكومة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة. وهي تستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالأمن القومي. وهي قرارات تعرض لبنان للخطر، وتستمر ايضا بانتهاك سياسة الحكومة بالنأي بالنفس من خلال المشاركة في نزاع مسلح في ثلاثة بلدان أخرى على الأقل. إن هذه الحالة لا تسهم في الاستقرار، وفي الواقع، إنها تزعزع الاستقرار بشكل أساسي.
ومع ذلك، فإنني آمل بشكل كبير ألا ينحرف لبنان عن مسار التقدّم الذي هو أمامه الآن. وبناء على ذلك، أحضرت معي فريقا من كبار المسؤولين بالسفارة، يضم مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان، والملحق العسكري، ومستشار شؤون اللاجئين، ومستشار الشؤون السياسية والاقتصادية من أجل مراجعة مدى اتساع وعمق الدعم الأميركي المتاح للمساهمة في تنمية لبنان. ولمساعدة المجتمعات اللبنانية على التعامل مع المطالب غير المسبوقة المفروضة عليها بعد هروب جيرانها السوريين من وحشية نظام الأسد. ولبناء جيش قادر ومحترم يحمي مواطنيه تحت القيادة السيادية لقادته المنتخبين ولمعالجة مجموعة من القضايا الاقتصادية الصعبة.
لقد قلت لرئيس الوزراء أن الولايات المتحدة فخورة بأن تكون أكبر مزوّد للمساعدات الإنمائية والإنسانية والأمنية للبنان، والتي ارتفعت لأكثر من 825 مليون دولار خلال العام الماضي فقط. منذ هجرة أول لبناني إلى الولايات المتحدة في العام 1850، إلى قيام أميركيين بتأسيس الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية ، حتى اليوم ، فيما نستثمر مليار دةلار ببناء سفارة جديد في عوكر. .نحن نريد مواصلة دعمنا الطويل والشامل للبنان. وكما قال الوزير بومبيو مؤخرًا: “نحن شركاء مع لبنان لتحقيق نتائج جيدة لشعب لبنان”.
أنا مسرورة جدا للعودة الى السراي ومساعدة الحكومة تعاود عملها. شكرا لكم.