“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة
توجه مشاركة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني شخصيا غدا في القمّة التنموية:الإقتصادية والإجتماعية في بيروت صفعة دبلوماسية وسياسية قوية لمن حاول افشال هذه القمة مفرملا بحضوره حفلة التنكيل التي تقودها دول خليجية وعربية ضّد لبنان.
وتأتي مشاركة أمير قطر بعد التأكد من أن القمة لن تعكرها أية حوادث، لتمنع محاولة خليجية وتحديدا سعودية- إماراتية بضوء أخضر أميركي لعزل لبنان ورئيسه العماد ميشال عون.
فإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية في استراتيجيتها المتجددة التي تحدّث عنها بإسهاب وزير خارجيتها مايك بومبيو أثناء جولته الخليجية تريد محاصرة إيران وكل أذرعها ومنها “حزب الله” الموجود في لبنان، فإن حليفاتها الخليجيات لديها “طارات” متعددة سواء مع إيران أو مع “حزب الله” ولكن أيضا مع عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تسعى هذه الدول الى تحجيمه والقضاء على وهجه واستنزافه عبر وسائل شتى، تارة عبر أدواتها السياسية والإعلامية الموجّهة والمكشوفة، وتارة بشكل مباشر كما فعلت بإدارة أوركسترا الإعتذارات المتتالية للرؤساء الخليجيين والعرب الذين كانوا سيشاركون في القمة المنعقدة في بيروت بناء على دعوة لبنان، لترسل رسالة سلبية عن لبنان كبلد غير جدير باستضافة القمم وللتنكيل برئيس جمهوريته الذي يحظى بتأييد واسع، علما بأن الرئيس عون لم يقدّم لهذه الدول سوى الصداقة والإحترام وهو اختار المملكة العربية السعودية وجهة أولى لأسفاره الخارجية وامتنع لغاية اليوم عن زيارة إيران تجنّبا لمزيد من الحساسيات الخليجية.
بأي حال، ستوجّه قطر بحضور أميرها رسائل متوهّجة في جميع الإتجاهات: الى لبنان أولا، في رسالة تفيد بأنها تدعمه فعلا لا قولا سواء بالسياحة القطرية التي لم تتوقف الى لبنان، أو بإعفاء اللبنانيين من تأشيرات الدخول الى قطر، أو بتدشينها لدور عبادة مسيحية كالكنيسة التي مولتها في غوسطا، وبدعمها الثقافي عبر تمويلها بـ25 مليون دولار أميركي للمكتبة الوطنية في بيروت، ولا ننسى وساطاتها في إطلاق رهائن لبنانيين وسوريين.
أما الرسالة الأشد فستكون الى الدول المحاصرة لقطر، إذ ستوجه الدوحة رسالة رئيسية تفيد بأن حصارها منذ عامين ونصف تقريبا لم يثنها عن اقامة سياسات خاصّة بها تجاه الدول الشقيقة ومنها لبنان. وستحصد قطر بحضورها نجومية قمّة بيروت العربية، ليتربّع أميرها الى جانب رئيس جمهورية لبنان على طاولة عربية اختار رؤساؤها وقادتها أسلوبا سياسيا في التعاطي مع لبنان لا ينمّ الى التضامن العربي بصلة، مستفيدين من ذريعة واهية اعطاها لهم بضع شبان احرقوا علم دولة شقيقة في حركة معزولة عن أي قرار من الدولة اللبنانية.