“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
يأتي إعلان وزارة الخارجية الاماراتية رسميا عودة العمل بسفارتها في سوريا بعد ظهر اليوم الخميس كخطوة تمهيدية لعودة سوريا الى جامعة الدول العربية وستتتبعها حتما عودة دبلوماسية سعودية الى سوريا، وخصوصا وأن الدولتين تنسقان خطواتهما السياسية والدبلوماسية في الملفات كلها.تقول أوساط دبلوماسية مطلعة على هذا الملف لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن العلاقة بين الإمارات العربية المتحدة وسوريا لم تتدهور يوما منذ اندلاع الحرب عام 2011، حتى خطوط الطيران بين البلدين لم تنقطع، كما ولم يحصل خلال هذه الفترة أي تراشق إعلامي أو سياسي بين مسؤولين إماراتيين وبين الرئيس السوري بشار الأسد.
واشارت الأوساط الى أن الخطوة الإماراتية تمهد الى استعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية، وهو دليل سياسي لا يمكن تجاهله بأن ثمة فريق معيّن ربح في سوريا وآخر خسر الرهان، من هنا تأتي العودة الخليجية المتدرجة وستلي الخطوة الإماراتية عودة سعودية أكيدة. وقد تكون البحرين هي الدولة التالية وخصوصا اثر اللقاء الذي جمع وزير خارجيتها خالد بن احمد آل خليفة مع نظيره السوري وليد المعلم في نيويورك اخيرا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وياتي التموضع الخليجي والعربي ايضا في اطار الصراع الامني والسياسي مع تركيا وكاصطفاف جديد من دمشق لصدّ النشاط العسكري التركي المتنامي بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرار الإنسحاب من سوريا والإحتشاد التركي في الخطوط الأمامية لمنبج غربي الفرات بالتزامن مع دفع القوات التركية لتعزيزات الى شمال سوريا مستثمرة القرر الأميركي بالإنسحاب. وتشترك مصر في هذا التموضع الجديد ضد تركيا وتندرج زيارة اللواء علي مملوك أخيرا الى مصر في هذا الإطار وهي كانت زيارة علنية التقى خلالها رئيس جهاز الإستخبارات المصري عباس كامل.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير افتتح هذه الإنعطافة العربية والخليجية تجاه سوريا بزيارة رسمية الأسبوع الفائت للرئيس السوري بشار الأسد بعد ان شاركت السودان بمقاطعة سوريا منذ بدء الأزمة.
وقد غرّد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش على حسابه على تويتر قائلا:” قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بعودة عملها السياسي والدبلوماسي في دمشق يأتي بعد قراءة متأنية للتطورات ووليد قناعة ان المرحلة القادمة تتطلب الحضور والتواصل العربي مع الملف السوري حرصا على سوريا وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها. الدور العربي في سوريا اصبح اكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي. وتسعى الإمارات اليوم عبر حضورها في دمشق الى تفعيل هذا الدور وان تكون الخيارات العربية حاضرة وان تساهم ايجابا تجاه انهاء ملف الحرب وتعزيز فرص السلام والإستقرار للشعب السوري”.