“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
قامت إسرائيل صباح اليوم الثلاثاء بإستفزاز حدودي واضح وصريح للبنان معلنة بأنها بدأت حفريات على الحدود الشمالية لتعقّب أنفاق تقول بأن “حزب الله” بناها تحت الأرض لخرق أراضيها. ووسط هذا الأستفزاز الإسرائيلي الذي دعمته صحافة العدوّ بمقالات وقراءات تشير الى انتقال المعركة ضدّ إيران من سوريا الى لبنان، لا بدّ من الحديث عن سبب آخر للإستفزاز الإسرائيلي وهو بدء تنقيبها قريبا في حقل كاريش المتاخم للحدود اللبنانية والمخاطر المؤكدة علميا بأنه بإمكانها “شفط” الغاز اللبناني الموجود في الحقول المقابلة ومنها في البلوك رقم (9).
ستبدأ إسرائيل الحفر في حقل كاريش قريبا جدّا، وتستطيع “الحفارة” واسمها العلمي
Floating production storage offloading
القيام بأعمالها في مكانها لأن “كاريش” حقل صغير جدّا، وهذا الأمر لا يمكن أن تقوم به إسرائيل عبر اتفاق ثنائي وخاص بين شركتي “إينرجين” اليونانية و”توتال” الفرنسية، لأنه بحسب العقود التي وقعتها “توتال” مع الدولة اللبنانية يجب أن تقوم الحكومة اللبنانية بالتفاوض في حال وجود مكامن مشتركة، وبالتالي لا يحق للشركتين أن تقوما بحساباتهما مع بعض… وتغفلان الحكومة اللبنانية.
وبسبب الخلاف مع إسرائيل يبرز السؤال: هل من تبادل للمعلومات بين “إينرجين” اليونانية و”توتال” الفرنسية؟”
يجب على الدولة اللبنانية بحسب الخبراء في شؤون النفط والغاز أن تكون واضحة بأن ليس على الشركات التفاوض لوحدها بل أن تتولى الدولة اللبنانية التفاوض. وهنا تطرح أسئلة عدة: هل الدولة اللبنانية ستفاوض إسرائيل أم أنها ستطلب توقف العمل في” كاريش” ويحق لها ذلك؟
ويشير الخبراء الذين تحدثوا الى موقع “مصدر دبلوماسي” مفضلين عدم الكشف عن أسمائهم، الى أن اسرائيل أوقفت العمل بحقل”أفروديت” في قبرص لأن المكمن فيه جزء صغير جدا في أرضها، هي تمكنت من وقف عمله بعد ذهابها الى التحكيم. وبحسب دراسة صدرت أخيرا عن أحد المتخصصين اللبنانيين فهي تفيد بأنه إذا قرر لبنان التحكيم فهذا لا يعني الإعتراف بإسرائيل لتحصيل الحقوق، وبالتالي تعطي هذه الدراسة مخرجا مهما للبنان لكي يلجأ الى التحكيم.