“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة
أشعل شريطان مصوّران لدبلوماسيين لبنانيين هما رئيسي بعثتي أبيدجان وغانا “الواتس اب” ووسائل التواصل الإجتماعي، ولعلّهما جابا الشرق والغرب كما هي الحال عندما يتعلّق الأمر بدبلوماسي ما.
يمثل الشريط الأول القائم بالأعمال في أبيدجان خليل محمد يلقي خطابا بمناسبة عيد الإستقلال الـ75 للبنان بلغة فرنسية متعثرة. أما الشريط الثاني فيمثل السفير في غانا ماهر خير يلقي خطاب الإستقلال ايضا بلغة إنكليزية غير سوية باللفظ.
أثار هذان الشريطان تساؤلات بين الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي عن كيفية تعيين سفراء أو قائمين بالأعمال يمثلون لبنان من دون أن يتقنوا اللغة الرسمية للبلدان الموفدين اليها، وخصوصا في بلدين إفريقيين يضمّان أكبر الجاليات اللبنانية.
تقول أوساط دبلوماسية أن أحد هذين الدبلوماسيين وهو (السفير خير) هو من دفعة الملحقين الإغترابيين الذين دخلوا الى وزارة الخارجية اللبنانية بلا الخضوع لمباراة دخول وعددهم 25، وتشير الأوساط الى أن بعض هؤلاء لديهم كفاءات عالية لا يرقى اليها الشك وقد أثبتوها في المحطات التي عملوا فيها في أكثر من بلد، لكنّ القصور اللغوي الذي شاهدناه لا يمكن أن يكون لدى الدبلوماسيين الذين خضعوا لمباراة عادية كما الجميع ومعظم دبلوماسيي الوزارة يتقنون ثلاثة لغات على الأقل.
من جهة ثانية، قالت أوساط دبلوماسية محايدة لموقع “مصدر دبلوماسي” بأنّ السفير ماهر خير يجيد اللغة الإنكليزية بشكل ممتاز إلا أنّ ما حصل هو أنه عاش فترة في أوستراليا ولديه اللهجة الأوسترالية في لفظ الكلمات الإنكليزية، لكن لغته سليمة أما اللكنة فأوسترالية، وقد تمّ اقتطاع خطابه باللغة العربية والإكتفاء بما قاله باللغة الإنكليزية.
وعن القائم بالأعمال في أبيدجان خليل محمد، قالت الأوساط أنه شاب مثقف ويتقن الإنكليزية بشكل ممتاز، لكنّه وقع في خطأ دبلوماسي هو أنه بدأ خطابه باللغة الفرنسية مجاملة للدولة المضيفة وهو لا يتقنها، وكان عليه أولا بدء خطاب الإستقلال باللغة العربية وتطعيم خطابه ببضع عبارات باللغة الفرنسية يتمرّن عليها. واستهجنت الأوساط الدبلوماسية هذه الحملة على الدبلوماسيين المشهود لهما بأنهما مثقفان ويمثلان لبنان أفضل تمثيل.
من جهته، قال أحد السفراء لموقع “مصدر دبلوماسي” رافضا الكشف عن هويته بأن “القائم بالأعمال خليل محمد يجيد الإنكليزية وهو فاز في مباراة السلك الخارجي بجدارة، والخطأ أنه تكلّم بلغة لا يجيدها وكان عليه أن يتكلّم باللغة العربية ويقوم مترجم متمكّن بترجمة كلمته وكان يمكنه أن يستخدم جملة أو أكثر خلال كلمته بالفرنسية مجاملة للدولة المضيفة بعد التدرب عليها جيدا وهذا أمر معتاد في العمل الدبلوماسي”.
وألقى السفير المذكور باللائمة على وزارة الخارجية والمغتربين قائلا:” إن الخطأ هو في وزارة الخارجية والمغتربين التي لم تضع الرجل المناسب في المكان المناسب فأرسلت شخصا لا يجيد الفرنسية الى دولة ناطقة بالفرنسية وشخصا لا يجيد الإنكليزية الى دولة ناطقة بالإنكليزية وذلك مراعاة للتوزيع الطائفي”.
وختم بقوله:” بأن الدولة تخلّت عن ولاء موظفيها وألحقتهم بمرجعياتهم الطائفية علنا، عندما يتمّ قبول دبلوماسي في الإمتحان يقال له بأن ولاءه هو للوطن، أما في وزارة الخارجية هذه الأيام فإن السؤال الذي يطرحونه عليه هو من هي مرجعيّتك وهذا امر غير مألوف في العمل الدبلوماسي”.
وكانت السفارة اللبنانية في أبيدجان أوضحت عبر مواقعها على شبكات التواصل الإجتماعية بأن “الكلمة التي ألقاها القائم بالأعمال خليل محمّد خلال حفل العيد الوطني اللبناني تمّت تجزئتها بعد حذف كلمته بالعربية، علما بأنّ السفارة فضّلت إلقاء الجزء الأول منها بالفرنسية (وهو لا يجيدها) وليس بالإنكليزية إحتراما للبلد المضيف”.