“مصدر دبلوماسي”- خاص:
أحيا سفير باكستان في لبنان نجيب دوراني ذكرى احتلال كشمير من قبل الهند في ما يعرف بـ”اليوم الأسود” وذلك في ندوة أقامها في مقر السفارة الباكستانية في الجناح، بحضور القائم بالأعمال اشتياق عقيل وعدد من المدعوين ومن أبناء الجالية الباكستانية في لبنان.
بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، أعطى القائم بالأعمال الباكستاني اشتياق عقيل لمحة عامة عن الصراع في كشمير.
وتمّ عرض فيلم وثائي يشرح النزاع القائم والمستمر منذ 1948.
وتلي خطابان للرئيس الباكستاني عارف علوي ولرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن الأزمة الكشميرية.
ثم كانت كلمة للسفير دوراني عرض فيها لمأساة شعب كشمير وشبّه ما يحصل هناك بالإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وقال أنه ذكر هذا التشبيه لرئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أثناء لقائه به أخيرا.
نبذة عن الصراع بين باكستان والهند حول جامو وكشمير بحسب الرواية الباكستانية:
تحيط أفغانستان والصين والهند وباكستان بولاية جامو وكشمير التي تبلغ مساحتها حوالي 86 ألف ميل مربّع ويبلغ عدد سكانها حوالي 17 مليون نسمة. ومن حيث المساحة فإن جامو وكشمير هي أكبر من 110 دولة عضو في الأمم المتحدة ومن حيث عدد السكان، يزيد عدد سكانها عن 125 عضوا في الأمم المتحدة. وقد أطلق على وادي كشمير تسمية: “الجنّة لى الأرض”.
عشيّة تقسيم الهند البريطانية الى الهند وباكستان في عام 1947، كانت ولاية جامو وكشمير واحدة من بين 584 ولاية أميرية في شبه القارّة الهندية. وقد أعطي حكام الدول الأميركية خيار الإنضمام الى الهند أو باكستان، مع مراعاة رغبات شعوبهم والموقع الجغرافي. كان للمسلمين الكشميريين سببان قويان للإنضمام الى باكستان وهما: عددهم الكبير (أكثر من 80 في المئة من السكان) والتواصل الجغرافي. وتوقعا لهذه النتيجة، أنزلت الهند قواتها في جامو وكشمير في 27 تشرين الأول 1947 واحتلّت الولاية عسكريا. وثار المسلمون ضدّ هذا الظلم وحرّروا جزءا كبيرا من الولاية وأنشأوا حكومة أزاد (الحرّة) لجامو وكشمير.
وللتخفيف من الكفاح المسلّح الذي يواجهه الكشميريون، طلبت الهند تدخّل الأمم المتّحدة التي رفضت الإدعاءات الهندية بشأن الدولة واعتمدت، على مرّ الزمن عددا من القرارات التي تؤيّد حق الكشميريين في تقرير المصير. وعلى سبيل المثال، ينصّ قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 5 كانون الثاني 1949 بوضوح على أن مسألة انضمام ولاية جامو وكشمير الى الهند أو باكستان ستقرر عبر الطريقة الديموقراطية المتمثلة في إجراء استفتاء عام حر ونزيه.
وافقت الهند على اجراء استفتاء عام في الولاية، والتزم زعماؤها بهذا الصدد ما لا يقل على أربعين مرة على الأقل، إلا أن العقود السبعة الماضية أظهرت أنهم أرادوا فقط كسب الوقت ولم يكونوا صادقين. وبدأوا بإجراء محادثات حول كشمير كأسلوب مماطلة كلّما تمّ الضغط على الهند. وتجدر الإشارة الى أن باكستان والهند خاضتا ثلاث حروب حول هذه القضية، وفي أعقاب كل منها وعدت الهند بحل هذه القضية ولكنّها لم تفعل شيئا على الأرض. إن التأخير المفرط في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن كشمير والإنتخابات المتكررة في الدّولة، فضلا عن موجة الديموقراطية التي اجتاحت العالم في ثمانينيات القرن الفائت دفعت سكان كشمير الهندية المحتلة الى النزول الى الشوارع مطالبين بحقهم في تقرير المصير.