“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
ألقى السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان محاضرة في كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية في الحدث بعنوان “مبادرة حزام واحد…طريق واحد”: طريق الحرير” بدعوة من عميد الكلية الدكتور كميل حبيب وبحضور شخصيات اكاديمية وممثلين عن بعض السفارات وشخصيات وطلاب.
حبيب: …عندما استيقظ التنين الصيني
وفي كلمته رحّب حبيب بالسفير الصيني وقال بأن “مبادرة حزام واحد، طريق واحد: طريق الحرير، هي استراتيجية اقتصادية بامتياز تسير باتجاهين متوازيين:
-الحزام الإقتصادي لطريق الحرير ويغطي مناطق الصين وغرب آسيا وأوروبا.
-طريق الحرير البحري ويمتد من الصين الى منطقة الخليج العربي مرورا بجنوب شرق آسيا والمحيط الهندي. أما الهدف الرئيسي لهذا التشارك في بناء الحزام مع الطريق فيكمن في تعميم الفائدة الإقتصادية على أساس المنفعة المتبادلة والكسب للجميع ويتميز بطابع الإنفتاح والإستيعاب.كما يجب اعتبار بناء الحزام مع الطريق نقطة بارزة للدبلوماسية في العصر الجديد تساهم في توثيق روابط المصلحة وتحقيق التنمية المشتركة للصين ولدول آسيا وأوروبا”.
ولفت الدكتور حبيب قائلا: “على العرب أن يدركوا دولا وشعوبا أن عالم ما بعد العولمة هو عالم الصين، بعدما كرست هذه الأخيرة نفسها على المستوى العالمي المنافس الإقتصادي الأول للولايات المتحدة الأميركية، وأن الصين تخلت عن حضورها “السلبي” في الشرق الأوسط الى حضور “إيجابي” سياسي واقتصادي مباشر”. وأضاف حبيب:” عندما استيقظ “التنين الصيني” لم يرتجف العالم، بل فرح جدّا. ونحن في لبنان المقاوم سعداء بدور الصين الحاسم في اعادة هيكلة النظام العلمي واعادته الى عصر التعددية القطبية. وإذا كانت الرأسمالية المتوحشة هي “إيدز” العلاقات الإقتصادية الدولية، فإن الكيان الصهيوني هو “سرطان” الشرق الأوسط، إنها اسرائيل الدولة التي حبل بها بالإثم وولدت بالخطيئة. وإذ نحن نتطلّع الى دور الصين الريادي في العمل على تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية المركزية فلسطين، فحتى ذلك نعلن مجددا تمسّكنا بالثلاثية الذهبية الجيش والشعب والمقاومة لقطع اليد العدوّة التي تمتدّ الى لبنان، أكانت يد الصهيوني الكافر أم يد الإرهابي التكفيري”. وأضاف:” نحن يا سعادة السفير لسنا مجموعة مسلّحة بل شعب مقاوم، لا يبخل في تقديم الشهداء، وإذا قمتم بزيارة الى الربوع اللبنانية تلحظون كم كثيرة شقائق النعمان تدلّك الى منازل الشهداء والى عيونهم”.
وكشف حبيب عن تأسيس الكلية مركز الدراسات اللبنانية القانونية والسياسية والإدارية (مديره الدكتور أحمد مللي) ماستر للدراسات الصينية لتعزي التعاون الثقافي والأكاديمي وتفعيلا لعرى الصداقة التي تجمع بلدينا: لبنان والصين”.
ملّي: علاقات قديمة
ومكانت كلمة لرئيس مركز الدراسات اللبنانية الذي نظّم الندوة الدكتور أحمد ملي رأى فيها أن: “بين الصين وعالمنا العربي علاقات قديمة تمتد عميقا في التاريخ، وهي علاقات ذات جوانب متعددة منها الإقتصادية والتجارية والإجتماعية والدينية والثقافية. وتتميز هذه العلاقات بأنها لم تحكمها هيمنة أو تسلط من طرف على حساب طرف آخر، وليس لها خلفيات تاريخية سلبية كما أنها لم تشهد تصادما أو نزاعا بين الجانبين”.
وأضاف: “مع المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين عام 2013 خلال زيارته إلى كازاخستان والتي عرفت باسم “حزام واحد وطريق واحد”، وبحسب هذه المبادرة فإن أجزاء واسعة من العالم العربي ستكون ضمن الممرات والمحيطات التي وضعتها القيادة الصينية في هذا المشروع العملاق، وإذا ما أضفنا تركيا وإيران إلى هذه الأجزاء، فإن لهذا الإقليم الذي يعرف بالشرق الأوسط أهمية خاصة لكونه أحد مصادر الطاقة بالنسبة إلى الصين، وواحدا من الأسواق الاستهلاكية والاستثمارات لها، إضافة إلى موقعه الاستراتيجي كجسر على طريق المبادرة يوصلها إلى منتهاها، إلى أوروبا”.
وتابع: “على الطرف العربي المبادرة لملاقاة الشريك الصيني، لتطوير التبادل الثقافي بينهما، والتركيز على وسائل متعددة لعل أبرزها: البرامج الأكاديمية والوسائل الإعلامية. فمن شأن هذه البرامج أن توفر لنا فهما عميقا للجوانب المختلفة في المجتمع الصيني ويسلط الضوء على عمق التحولات التي يشهدها هذا المجتمع في أبعاده الداخلية والإقليمية والدولية بما يسمح بإقامة علاقات عربية – صينية صلبة قائمة على التعاون الحضاري”.
كما تحدث عن المبادرة التي أطلقها مركز الدراسات اللبنانية القانونية والسياسية والإدارية والتي تقضي بإنشاء “ماستر بحثي متخصص بالدراسات الصينية”، وهو الأول في العالم العربي. ومن خلال هذا البرنامج ستتم دعوة أساتذة جامعيين من الصين والبلدان الأخرى للمشاركة الفاعلة في هذا البرنامج الدراسي، ما يجعل لبنان مركزا اقليميا للدراسات الصينية.
كيجيان: إنجازات المبادرة ودور لبنان
وتحدّث السفير وانغ كيجيان معددا أبرز ما حققته مبادرة الحزام والطريق بعد مرور 5 أعوام على طرحها من قبل الرئيس الصيني. وأبرز الإنجازات: انشاء ممرات اقتصادية رئيسية بين الصين ودول عدة، كما وبات القطار يربط الصين بـ43 مدينة أوروبية في 15 دولة. وقد قام هذا القطار بتسيير 10 آلاف رحلة لغاية اليوم. وفي حين كانت حاويته تنقل البضائع من الصين فحسب الى اوروبا تبدّل الوضع اليوم وبدأ ينقل البضائع بالإتجاهين، ما أدى الى تقدم كبير في المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة.
لغاية شهر حزيران 2018 أصبح التبادل التجاري التراكمي بين الصين ودول حزام الطريق 5 ترليون دولار أميركي، وهذا الحجم يزداد سنويا بنسبة (1) في المئة، وليس هذا الرقم كبيرا لكنه جيد في ظل تراجع النمو التجاري العالمي. الى ذلك بلغت الإستثمارات الصينية في الدول المشاركة في الحزام 70 مليار دولار أميركي، والإستثمارات الصينية في المناطق المشتركة وصلت الى 20 مليار دولار أميركي، مما وفّر أكثر من 100 ألف وظيفة في هذه الدول.
-ستفتتح الصين أول معرض للواردات في شانغهاي في الشهر القادم تشارك فيه 2800 شركة من 138 دولة منها شركات لبنانية.
لناحية التبادل المالي والمصرفي، تمّ توقيع 17 اتفاقية مصرفية مع 7 دول في المنطقة وأنشئ 71 فرعا لمؤسسات مالية صينية في هذه الدول.
لبنانيا، قال السفير كيجيان بأن الصين مهتمة بتطوير البنى التحتية في لبنان لأنها اساس التنمية الإقتصادية. ولفت الى أنه تمّ توقيع هبة مع الحكومة اللبنانية لانشاء معهد جديد عالي للموسيقى سينتهي بعد قرابة 4 اعوام.
وأشار الى أن مساعدات الصين مستمرة للنازحين وللجيش وللأجهزة الأمنية لدعم قدراتها في مكافحة الإرهاب. وقال بأن الصين مستعدة للإسهام في مشاريع الكهرباء وسكك الحديد والمطار والمطلوب توطيد التعاون من الجانب اللبناني.