“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر مقابلة شاملة مع سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي نشرتها مجلة “الأمن العام” في عددها الرقم 59 الصادر في آب الحالي.
لتصفّح المزيد من مواضيع المجلة الضغط على الرابط الآتي:
http://www.general-security.gov.lb/ar/magazines
سلّطت زيارة الموفد الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف الى لبنان على رأس وفد روسي رفيع زار الاردن وانقرة أيضا الاهتمام الدولي الجدّي للمرة الاولى باعادة النازحين السوريين بلا شروط. ويتطرّق السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الى هذا الملف الشائك والى سواه شارحا وجهة نظر الدولة السورية إزاءه.
يعترف السفير علي بأن “لبنان قد يكون من اصعب المحطات لدبلوماسي سوري ربّما لكونه اول سفير يتولى زمام اول سفارة سورية تم افتتاحها في لبنان في اواخر عام 2008.
ويردّ الدبلوماسي المخضرم الذي امضى 17 عاما في العمل الدبلوماسي بين الكويت وابو ظبي والقاهرة ولبنان هذه الصعوبة الى “اواصر القربى الوثيقة بين الشعبين اللبناني والسوري والتداخل الجغرافي والتاريخ المشترك والمصير الواحد ووجود القوات السورية في لبنان قبل افتتاح السفارة، كل ذلك يشكل خلفيات يحتاج ان يأخذها اي سفير باحساس عال بالمسؤولية ليرسم الصورة التي تخدم بلده والعلاقة الاخوية بين البلدين الشقيقين”.
ويشير السفير علي في حوار شامل مع “الأمن العام” الى أن “الاصعب في هذه المهمة المستمرة هو البحث عن تحقيق المصلحة بأقل الخسائر وعدم زيادة حجم الخصوم وهذا ما عملت عليه وبتقديري حققت نجاحا نسبيا، اما الصيغة التي اعتمدها سواء هنا او في تجربتي في البلدان التي عملت فيها تكمن في الا استجيب لردّة الفعل سريعا، وان اؤجلها تفاديا للخسائر قدر الامكان”.
في ما يأتي نص الحوار:
*بعد 7 أعوام على الحرب التي اندلعت في سوريا هل يبدو الحلّ السياسي قريبا؟
-نحن في خضم الحل السياسي الذي يبنى على ما يتمّ تحقيقه على الارض… ونحن منتصرون. صحيح بأن فصول هذه الحرب المركّبة لم تنته بعد، لكنّ المحصلة الاساسية تحققت. ان الرهان الذي قادته الولايات المتحدة الاميركية مع دول في الغرب وفي الاقليم ومع دول عربية –بكلّ اسف- سقط، وسقط معه تفكيك سوريا. كذلك سقط الاستثمار في الارهاب لتقوية اسرائيل ولتصفية القضية الفلسطينية… لكن الدمار كان كبيرا والدماء غزيرة. وبالتالي هذا هو الحل. لأن الحل السياسي يبنى على ما ينتجه الميدان. ما حاولوا ان يطلقوا عليه لقب الحرية والديموقراطية لم يكن كذلك، فسوريا كانت من اكثر دول المنطقة تقدّما وامانا واكتفاء، واثبتت هذه الشعارات زيفها واكتشف -حتى المواطن العادي- كما لمسه الجميع في الانتخابات الرئاسية عام 2014 كيف جاء السوريون بكل مشاربهم من الجنوب وطرابلس وباعداد فاقت طاقة السفارة على الاحتمال وكان هؤلاء ينتخبون الكرامة التي خسروها بعد مغادرتهم سوريا، والأمان الذي افتقدوه في خارج سوريا، والعيش الكريم الذي لم يجدوا مرادفا له لا في لبنان ولا تركيا ولا الاردن ولا في اوروبا ولا في اي مكان. هذا لا ينفي ان لدى البعض اعتراضات، بلى، وآخرون ايضا لديهم اعتراضات حتى من داخل بنية الدولة، هذا شي وذاك شيء آخر.
*هل ترون الحل في مسار جنيف ام في آستانة وسوتشي؟ ام في عمل الموفد الدولي دي ميستورا؟ ام في التوافق الاميركي الروسي؟ ام في التحالف الثلاثي التركي والروسي والايراني؟
-نحن نرى الحل السياسي في النتائج التي صنعها جيشنا وشعبنا وصلابة الرئاسة والرؤيا الوطنية. هذا هو الذي يعطي قيمة لجنيف وآستانة وسوتشي… وسوريا منفتحة على جميع هذه المبادرات لانها تثق بقدراتها.
*هل تثق سوريا اكثر بالمسار الروسي ام بمسار الامم المتحدة؟
-تعرف سوريا جيّدا ماذا تريد. وبالتأكيد اننا نثق بروسيا اكثر، لان الامم المتحدة خاضعة لضغوط. إن سوريا منفتحة على المبادرات وهي في خضمها، وكل ما يخص الشعب السوري تحدده سوريا وابناؤها، اما فبمن نثق؟ فبالطبع أثبت الروسي منذ بداية هذه الازمة وقبلها انه يحترم منطق السيادة والقانون الدولي وخصائص كل دولة، لذلك هي تثق به اكثر من خلال التجربة.
*كيف هي العلاقة مع “حزب الله” وايران؟ وماذا عن المعلومات التي تقول بانه عائد من سوريا علما بان الحزب يؤكد دوما ان اية عودة لا تكون الا بالتنسيق مع الدولة السورية؟
-ان هذه العلاقة عبّر عنها الرئيس بشار الاسد بوضوح في حوارته مع الاعلام الروسي والغربي والايراني. ان ايران دولة شقيقة وحليفة والتكامل بيننا كبير. إن سوريا بموقفها في رفض الحرب العراقية ضد ايران والتي قادها صدّام حسين في ثمانينيات القرن الفائت كانت عازفا منفردا برؤيا واضحة وهذا ما تقدّره ايران. هنالك تقدير ايراني للمبدئية وللثبات اللذان جسدتهما سوريا تجاه قضايا عدة ومنها القضية الفلسطينية حيث يوجد تكامل وتطابق وتنسيق في ما يخص المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، وبالتالي قدّم المستشارون الايرانيون كل انواع الدعم بتنسيق وبطلب من القيادة السياسية الشرعية لسوريا وهذا الامر يسري على المقاومة اللبنانية اي “حزب الله”.
*كيف ستوفّق سوريا بين مصالح حليفيها ايران وروسيا وخصوصا في الجنوب السوري، وبعد الضغوط الإسرائيلية؟
-ان القرار في سوريا هو للقيادة وللدولة وللجيش وللرئيس وهذا ما يقرّه الروسي والايراني و”حزب الله” وجميع الحلفاء. كل كلام مختلف هو غير منطقي. هذا الثبات سمح لهذا الدّعم بأن يأتي من الروسي والايراني ومن المقاومة وفصائل اخرى. كل هذا لأن هنالك ثبات على الأرض، وحاضنة شعبية وجيش وموقف قيادي عال ورؤيا واضحة وهذا يقدّر. لذلك لا يوجد تناقض ما دامت القيادة السورية هي التي تضع اطر التنسيق والتكامل بين الحلفاء.
*ما هو موقف الدولة السورية من التباين بين ايران وروسيا في الجنوب السوري وسط الضغوط الإسرائيلية؟
– هنالك من يرغب بتسميته تباينا، يمكن القول انه لا يوجد تطابق، ولكن توجد مصالح استراتيجية مشتركة، وبتقديري ان ايا منهما لا يفرّط بهذه المصالح. بالنسبة الى الجنوب السوري هنالك تنسيق، وبتقديري أن ثمة قواسم مشتركة كبيرة برعاية وبإدارة سورية، وهذا من مصلحة ايران وروسيا و”حزب الله”.
* من هو الاقرب الى سوريا ايران ام روسيا؟
-ان كليهما صديق وحليف وكليهما قريب جدّا وليس من مصلحة الاعلام الخوض في التمييز بينهما، فهؤلاء غالون على سوريا ولهم مكانة متقدّمة وليترك هذا الامر للدولة السورية.
*هل صحيح بأن سوريا باتت مقسّمة بين الدول الفاعلة: سوريا وتركيا وايران؟
-لقد اجابت الحقائق على هذا السؤال، ستعود سوريا بكلّ شبر من ترابها الى السيادة السورية، هذا ما قاله الرئيس الاسد، وهذا ما يطبّق حقيقة على ارض الواقع، وبالتالي كما عادت حلب وحمص ودير الزور وكما تعود القنيطرة الآن ودرعا بكل مناطقها سيعود كل شبر في سوريا ليكون تحت سيادة الدولة السورية، هذا يقين وليس حلما.
*كيف تنظر الدولة السورية لدور لبنان في الحرب؟ وهل من الممكن ان يكون تنسيق مباشر بين الدولتين؟
-ان التنسيق المباشر موجود بين الدولتين.
*تقصد التنسيق الامني؟
-لا… اتحدث عن وجود تنسيق سياسي ايضا، ما دام يوجد سفير لبناني في سوريا وسفير سوري في لبنان فبالتأكيد ان التنسيق موجود ومباشر ويجري التواصل ايضا بين الوزارات المعنية. ولكن ما تقصدينه هو تفعيل هذا التنسيق والخروج من منطق الإصغاء للضغوط الخارجية، وهذا من مسؤولية لبنان. واظن ان مصلحة لبنان تقتضي الخروج من الاصغاء لضغوط لا تخدم سيادته ولا مصالحه لا بملف النازحين ولا بالملف الاقتصادي الذي يقتضي التكامل وخصوصا وان سوريا هي معبر ومكمّل ومنفذ لكل المصالح.
*بعد الرد الذي حملتموه من وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى الوزير جبران باسيل بعد قضية القانون الرقم 10، ما حقيقة اللغط الذي حصل؟ وما هي الخطوة التالية للدولة السورية لتحسين شروط العودة للبعض الذين لديهم مشاكل في سوريا ومنها على سبيل المثال الخدمة العسكرية؟
-بالنسبة للرسالة فقد اجاب عنها الوزير باسيل، وقد عقدنا مؤتمرا صحافيا مشتركا لتوضيح الصورة في وزارة الخارجية اللبنانية. ان القانون رقم 10 محرّض وحام لمصالح السوريين وخصوصا في المناطق المدمّرة، لقد تمّ تمديده لسنة، ولكن حتى لو لم يتم ذلك فإن القانون يضمن عودة السوريين بمندرجاته كلها، وليس التمديد إلا إضافة ضمانات جديدة.
*ماذا عن الخدمة العسكرية؟
-ان الخدمة العسكرية في سوريا الزامية لجميع السوريين، وهنالك الذين هم خارج الحدود ولديهم اوضاع معينة وثمة شروط وضعت لدفع البدل النقدي المترتب عليهم، وهذا يشمل عددا كبيرا، ويحصل هذا الامر في السفارات كلّها. وبما يخص هذا البند هنالك معالجات تقوم بها قيادة الجيش وثمة مخارج وتسويات لمن تخلّف عن الخدمة ومراسيم عفو كثيرة صدرت وستصدر تباعا.
*ما هي نسبة المناطق الآمنة في سوريا حاليا؟
-تصل نسبة المناطق الآمنة اليوم في سوريا الى اكثر من 90 في المئة.
*هل تعتبر الدولة السورية انه حان موعد عودة مواطنيها؟
-ان مواطني الدولة السورية يعودون يوميا ولا يتم نشر كل شيء بالاعلام. وفي احصاءات المنظمات الدولية فإن اعداد السوريين في لبنان اقل مما كانت عليه قبل سنة. ترحّب سوريا بعودة جميع السوريين سواء تم التنسيق بين الدول –وهذا افضل واسرع- او لم يتم.
وهذا ما تسعى اليه سوريا ويقوم به الامن العام اللبناني بالتنسيق مع المؤسسات الرسمية السورية وبتكليف من رئاسة الجمهورية ومن الجهات المعنية حتى لو اراد البعض الا يكون في الواجهة.
*تبدو المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة خائفة من عودة السوريين الى بلدهم الآن كيف تشرحون ذلك؟
– هل انتم تصدّقون مخاوف هؤلاء؟ الم يخافوا على هؤلاء السوريين من الجرائم التي ركّبت في خان شيخون او في الغوطة او في كل المواقع التي استخدم فيها السلاح الكيمياوي عبر تمريره لهذه المجموعات؟ إن مثل هذه المخاوف صارت مثار سخرية.
*نقرأ بعض المقالات الصحافية التي تقول بأن الرئيس الاسد والدولة السورية لا يريدون عودة جميع السوريين الى سوريا؟ هل هذا الصحيح؟
-يدرك الجميع بأن الرئيس بشار الاسد هو احد اوضح مسؤولي العالم في التعبير عن مواقفه، وبالتالي هذا كلام مؤسف ولا يريد اصحابه الخير لا للسوريين ولا لسوريا، إذ يدرك الجميع بأن الرئيس الاسد يريد عودة السوريين.
*جميعهم؟
-بالطبع… حتى من ارتكبوا جرائم واضحة نريد عودتهم، ولكن هؤلاء اذا عادوا سيحاكمون علما بأن اعدادهم ليست كبيرة، ولا مشاكل مع البقية حتى من حمل السلاح جرت تسوية أوضاعه وتمّ الصفح عنه، وبالتالي هذا كلام غير مسؤول.
*كيف ترى الى عودة دفعات من السوريين من شبعا من عرسال بمعية الامن العام اللبناني؟
-هذه عودة مرشحة للزيادة كلّ يوم، وليقف الاعلام موقف المسؤول وليس المحايد.
*ولمن يعود الفضل في هذه العودة؟
-الفضل هو لنجاحات سوريا في الداخل وللامان الذي يتحقق وللغيورين على المواطن السوري والامن العام هو من بين هؤلاء الغيورين على سوريا، وفي الدّولة اللبنانية قيادات وعلى رأسها فخامة الرئيس، كل هؤلاء يجدون من مصلحة سوريا ان يعود اليها ابناؤها، وبتقديري أن لا مصلحة للسوريين في البقاء في لبنان. بالطبع هنالك اصحاب رؤؤس اموال كبيرة قد يجد لبنان مصلحة في بقائهم، لكن كما قال الرئيس الاسد فإن ابناء سوريا هم الذين سيعيدون اعمارها ورؤوس اموال سورية ستساهم في ذلك ايضا وايضا الحلفاء.
*بقي التنسيق الامني قائما مع الامن العام اللبناني بشخص مديره العام اللواء عباس ابراهيم، ما هو سر نجاح هذا التنسيق وهل من الممكن اسقاطه على التنسيق السياسي او الحكومي مع لبنان؟
-كما سبق وقلت فإن التنسيق قائم طالما توجد سفارتان، وهنالك تنسيق بين وزارات في الدّولة وبين الرئاستين وهو موجود والامن العام هو قناة معتمدة لان على رأسها رجل يمتلك خبرة وصلات وعلاقات وصورة نجاح وهو معتمد من فخامة الرئيس ومن قيادات اساسية في البلد… وبتقديري ان اللواء ابراهيم يحصل ايضا على رضى من لا يريدون اظهار هذه الموافقة والموجودة ضمنيا، وبالتالي نحن نريد تفعيل هذا الامر وانتقاله الى كل المستويات وهو مصلحة لبنانية وسورية على حدّ سواء. وبالتالي من مصلحة لبنان في مواجهة إسرائيل ان ينسّق الجيشان، وفي مواجهة الارهاب لا بدّ من التنسيق مع الأمن، ومن مصلحة الاقتصاد ان يحصل تنسيق بين الافرقاء الاقتصاديين في الدولتين وفي الحكومتين. ومن مصلحة لبنان الاسراع في اعادة النظر ليس في ملف النازحين فحسب بل في كل القضايا التي تهمّ البلدين.
– نحن نرى بشكل واضح بأن اللواء عباس ابراهيم نال اثناء حضوره لاجتماع قصر بعبدا الذي جمع الرؤساء اللبنانيين الثلاثة مع الموفد الرئاسي الروسي الكسندر لافرنتييف غطاء سياسيا لبنانيا كاملا رئاسيا وحكوميا. ونحن كسوريين قبلنا هذا الأمر بمجرّد اجتماع الرؤساء الثلاثة ونعتبر بأن اللواء عباس يمثل الدولة برمّتها من دون استثناء وهو يعمل على ملفات عدة وكذلك الأمر سفارتا البلدين فضلا عن الوفود اللبنانية التي تزور سوريا يوميا”. لا يمكن اغفال بعض الحالات لسوريين مرتكبين لجرائم ولم يدخلوا في المصالحات التي تحصل في سوريا قد تحتاج الى بعض التدقيق والتدخل من الأمن العام اللبناني ومن اللواء عباس ابراهيم وكذلك لا يمكن إغفال حالات للبنانيين دخلوا الى سوريا بشكل غير نظامي واقاماتهم غير صحيحة او لديهم استحقاقات وهذه تسهيلات يقوم بها الامن العام اللبناني بالتنسيق بطبيعة الحال مع الجهات المعنية في قيادة الدولة، لكنّ الامن العام سيكون هو جسر التواصل بدليل ان هنالك اعداد من العائدين مرشحة للزيادة كل يوم وقد نظّم عودتها الامن العام اللبناني بالتنسيق مع الجهات السورية.
* هل بدأ ترميم العلاقات الدبلوماسية والتعاون مع الدول الاوروبية وماذا ايضا عن العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية؟
-من مصلحة الغرب ان يعيد قراءة هذه الحرب التي افتعلها وركبها وخسر فيها، ومجرّد ما اعلنه الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) عن تسمية سفيره في طهران مبعوثا شخصيا في ملف سوريا يعتبر جزءا من محاولات لإعادة قراءة المشهد بما يحفظ نسبة من الإقناع والخروج من المكابرة بمسارب يرونها ضرورية لانهم هم الذين أخطأوا.
إن التنسيق لم ينقطع، بعضه امني وبعضه سياسي، والامني مقدّمة للسياسي، وسوريا هي التي تضع الضوابط والشروط لانها هي التي تمّ الاعتداء عليها وهي التي مسّت حقوقها وامنها بشكل كبير، لذلك فإن الاوروبي والاميركي وكل الدول التي مارست العدوان على سوريا هي المطالبة بمراجعة سياستها وسوريا تحدّد موقفها بناء على ما يقدّم لها حيال كل موقف على حدة.
*ما هي الدول التي ستقبل الدولة السورية ان تعمل في اعادة الاعمار وما هي الدول التي تضع “فيتو” عليها؟ وماذا عن لبنان؟
-انا لن ادخل في التفاصيل، لكنّ الخطاب كان واضحا، فالرئيس بشار الاسد والقيادة السورية قالت ان من كان شريكا لسوريا في مواجة الإرهاب والعدوان هو أولى للتعاون معه.
*هؤلاء قد لا يملكون المال اللازم؟ّ
-من قال ذلك؟ حتى سوريا لديها مال، إن السوريين هم الأولى بإعادة الإعمار ولدى ابنائها رؤوس اموال خارج سوريا وفي داخلها. وكذلك هنالك اصدقاء لسوريا كروسيا وايران والصين ودول اخرى كالبرازيل، ولبنان دولة شقيقة وليس كله صوتا واحدا، لذلك فإن من كان شريكا في العدوان مختلف عمّن كان شريكا في مواجهته.
*وماذا اذا طلب الشريك في العدوان ان يكون شريكا في الاعمار؟
-سؤال افتراضي لا جواب عليه.
*ماذا عن الدول الخليجية التي تملك الاموال؟
-دعيني من الاجابة عن هذا السؤال. نحن نريد الخير لاهلنا في الخليج وعندما يعيدون النظر في المواقف تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الارهاب وتمويله نتحدث في الموضوع. اما في شأن اعادة الاعمار في سوريا فان شعبها وقيادتها واصدقاءها وحلفاءها كلهم جديرون بالمشاركة فيها.