“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
رحّبت سوريا بشكل واضح وصريح عبر قنواتها الدبلوماسية في لبنان بالمبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين من دول الجوار السوري وأوروبا، ولاقت زيارة الموفد الرئاسي الروسي أمس ألكسندر لافرنتييف وكلامه في قصر بعبدا صدى إيجابيا لدى السوريين. ويقرأ السوريون في المبادرة الروسية “ورقة رابحة” بحسب تعبيرهم “لأنها عطّلت كل محاولات استغلال ورقة النازحين السوريين من قبل بعض الدول الغربية ضدّها وتوظيفها ضد مصالح السوريين أنفسهم، وهي تمهيد ضروري لعودة الإستقرار الكامل للأراضي السورية وللمواطنين السوريين ودليل قاطع بأن هذه الدول اقتنعت أخيرا بأن الإرهاب سقط وبأن لا عوائق موجودة بعد الآن لعودة الحياة الطبيعية الى سوريا”.
ترفض الأوساط الدبلوماسية السورية التي تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي” كلام بعض خصوم النظام في لبنان عن تدويل ملف النزوح تمهيدا لحلّه، مشيرة الى أن سوريا “طالما رحّبت وسهّلت أكثر مما يتوقع الجميع عودة النازحين السوريين جميعهم وهذا ما نقله أمس الموفد الروسي، وسوريا إذ تحرص على عودة مواطنيها فهذا ليس اكراما لمن يطلب بل للشعب السوري الذي افتقد الكرامة والعيش الكريم خارج سوريا، وهذا يحتاج الى تنسيق مع لبنان يقوم به مشكورا مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم”.
يرفض السوريون القول بأن تدويل الأزمة هو الذي عجّل بإدارة عجلات العودة، “فالروس اعترفوا عبر موفدهم أمس بترحيب الدولة السورية بالعودة للسوريين، ودور روسيا هو تسهيل التواصل، وسوريا بالأساس هي صاحبة السيادة والقرار”. وتقول الأوساط الدبلوماسية السورية الرفيعة:”نحن ولبنان دولتين شقيقتين ولا حاجة لتدويل بيننا وسوريا ترحب بمبادرات الأصدقاء الروس كما الإيرانيين وهي دول صديقة لها وبالتالي لا يسمّى هذا الأمر تدويلا”.
وتقول الأوساط الدبلوماسية السورية الرفيعة لـ“مصدر دبلوماسي” بأن ثمّة مصلحة لبنانية وأردنية لحوار مباشر مع النظام الشرعي في سوريا مشددة على “أن المعابر شأن سوري بحت ولا جدوى من التوجه الى الأميركي والروسي للتوسط في فتح معبر نصيب لتصدير البضائع، فالبعض في لبنان يعتقدون بأنه إذا تحرر هذا الخط فإن المعبر سيتم فتحه وسيصبح سالكا تلقائيا… لكن الأمر لن يكون بهذه البساطة وخصوصا لمن كانوا رأس حربة في محاربة سوريا والسوريين، وسوريا لوحدها هي التي تقرر ما تراه مناسبا لمصلحة شعبها وسيادته ولن تنفذ أي أمر لا تراه منسجما مع هذا الأمر”.
وتشير الأوساط التي تحدثت الى موقعنا الى وجود اتفاقيات ناظمة للعلاقات بين البلدين وهي معطّلة من قبل الجانب اللبناني لا السوري وهذا ما يحتاج تنسيقا حقيقيا بين الحكومتين اللبنانية والسورية”.
ولعلّ قضية المعابر هي أشدّ حاجة للتنسيق من قضية عودة النازحين السوريين الى ديارهم، إذ يرى السوريون بأن الجهة المعتمدة لبنانيا أي مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم هي الجهة الموثوقة امنيا وتحظى بغطاء رئاسي لبناني وحكومي أيضا توفّر بشكل واضح أمس في حضور اللواء ابراهيم أمس في قصر بعبدا اللقاء الذي ضمّ رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة مع الوفد الروسي ، وهذا دليل بأنه معني كمتابع لهذا الملفّ وسوريا راضية بهذا الأمر”.