“مصدر دبلوماسي”
منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه وسام جوقة الشرف الفرنسي من رتبة فارس الى مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا وقد أنشأه نابوليون بونابرت القنصل الأول للجمهورية الفرنسية الأولى عام 1802 وشعاره “الشرف والوطن”.
أقيم الحفل عصر أمس في قصر الصنوبر وجمع عائلة اللواء ابراهيم وأصدقاءه وكبار ضباط المديرية العامة للأمن العام وشخصيات رسمية. وحضر وزير العدل سليم جريصاتي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير شؤون المرأة جان اوغاسبيان ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير شؤون مكافحة الفساد نقولا تويني ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي.
كذلك حضر النواب علي بزي، سيمون ابي رميا، الان عون، نقولا نحاس، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، الوزير السابق مروان شربل، النائب السابق مروان ابو فاضل، المدير العام لوزارة المال الان بيفاني، المستشار الإعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا، القائم باعمال فرسان مالطا فرانسوا ابي صعب وعدد من الضباط والإعلاميين.
فوشيه: اللواء ابراهيم لا يتردد عن تعريض نفسه للخطر لمصلحة لبنان
وألقى السفير فوشيه كلمة بالمناسبة استعاد فيها محطات مهنية وعسكرية رئيسية مرّ بها اللواء ابراهيم منذ انتسابه في سنّ الـ21 الى السلك العسكري في المدرسة الحربية الى حين تبوّئه رئاسة المديرية العامة للأمن العام عام 2011 والإنجازات التي حققها من مراقبة الحدود الجوية والبرية والبحرية، وكذلك الحرب ضد الإرهاب وتحويل الأمن العام الى جهاز مرموق وذلك في سياق دقيق. واشار فوشيه الى أن الأمن العام مارس صلاحياته في وضع متدهور وصعب منذ بداية النزاع في سوريا. وعدّد الجوائز والأوسمة التي نالها اللواء ابراهيم في مسيرته المهنية. وتوجه فوشيه الى ابراهيم بقوله: “إن فرنسا ومن بين هؤلاء ميّزتك بالفعل عن طريق منحك وسام الدفاع الوطني”. وذكر فوشيه المزايا التي قادت الرئيس ماكرون الى منح اللواء ابراهيم اعلى وسام في فرنسا ومنها دعمه الثابت للفرنكوفونية، وتطويره لتبادل الخبرات الفنية بين لبنان وفرنسا، وإيلائه اهتماما خاصا لتبادل المعرفة لا سيما في مجال تزوير الوثائق والتبادلات، وعدم اهماله اي لقاء في فرنسا او لبنان التي كان من اهدافه محاربة “داعش” و”القاعدة”، ولأنه رجل وساطة وتفاوض في خدمة المصالح العليا لبلده، ورجل انجازات لا يتردد بأن يعرّض نفسه للخطر لحلّ اكثر المواضيع والمسائل حساسية، و”تعرف فرنسا أنها تستطيع أن تعدّه من محاوريها الموثوقين في خدمة أمن لبنان وفرنسا لهذه الأسباب قرر الرئيس الفرنسي منحه وسام جوقة الشرف من رتبة فارس”.
وبعد إلقائه الكلمة قلّد فوشيه الوسام الأرفع في الجمهورية الفرنسية للواء ابراهيم وشعار هذا الوسام “الشرف والوطن”.
هنا النص الكامل لكلمة السفير فوشيه:
“من صيدا حيث ولدت عام 1959، انتسبت في سن الـ 21 الى السلك العسكري في المدرسة الحربية. ودخلت الى السلك خلال فترة مضطربة وخدمت بعد تخرجك في العديد من وحدات المشاة.
لم تكن المهام الحساسة تخيفك، فكنت مسؤولا عن حماية مبعوث الجامعة العربية في لبنان في عامي 1987 و 1988، ثم رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي من 1989 إلى 1992. كما أمنت حماية رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري من 1991 إلى 1993.
المسيرة المهنية
مسيرتك المهنية شهدت نقطة تحول في عام 1993 عندما انضممت الى القوة الضاربة في مخابرات الجيش. ومن عام 1994 إلى 1998 كنت رئيس قسم في فرع مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس في الجيش، ثم أصبحت رئيسا لهذا الفرع في الفترة الممتدة من 1998 إلى 2002 واظهرت مهاراتك وخبراتك في هذه الوظائف الحساسة. منذ العام 2003 إلى 2005، اثريت حياتك المهنية من خلال قيادة فوج المغاوير المرموق.
من عام 2005 إلى عام 2008، عيّنت قائد استخبارات منطقة الجنوب في الجيش وخلال هذه الفترة الحساسة والمضطربة مكّن التعاون الذي أنشأته مع فرنسا بشكل خاص من ضمان أمن أفضل لجميع المواطنين اللبنانيين وللفرنسيين المقيمين في لبنان.
بعد ذلك عيّنت نائبا لرئيس استخبارات الجيش من 2008 إلى 2011 ودعيت لرئاسة المديرية العامة للأمن العام عام 2011، ولم تتوقف لحظة عن تحديث الأمن العام في اداء مهامه الرئيسية: أولا مراقبة الحدود الجوية والبرية والبحرية، وكذلك الحرب ضد الارهاب وجعلت منه جهازا مرموقا باعتراف الجميع في وقت مليء بالتحديات والمخاطر.
في الأمن العام
لقد تحمّلت هذه المسؤوليات العالية في سياق دقيق للغاية. كشرطة الحدود، ومارس الأمن العام صلاحياته في وضع متدهور وصعب منذ بداية النزاع في سوريا. ولقد أخذ الأمن العام مكانته في العمليات الوقائية العديدة التي نفذتها قوات الأمن اللبنانية المختلفة في السنوات الأخيرة في مجال مكافحة الإرهاب.أحيي كل جهود تحديث مؤسستكم التي تم تنفيذها بدفع منكم، وما تزويد مطار بيروت بمعدات حديثة للغاية سوى مثال واضح للغاية على هذه الجهود.
لقد حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة خلال مسيرتك المهنية. وفرنسا من بين هؤلاء قد ميزتك بالفعل عن طريق منحك وسام الدفاع الوطني.
وعدد السفير فوشيه المزايا التي قادت رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون الى منح اللواء ابراهيم اعلى وسام في فرنسا ومنها:
دعمه الثابت للفرنكوفونية، ففي الأمن العام يدرس الضباط وضباط الصف الفرنسية لزملائهم، بالشراكة مع المعهد الفرنسي وهذا دليل على حيوية الفرنكوفونية داخل هذه المؤسسة وهو قدم دعما شخصيا لتدريب العديد من مدرسي اللغة الفرنسية كلغة أجنبية والذين يقومون بعمل رائع في خدمة اللغة الفرنسية.
ان العدد الكبير من الضباط الناطقين بالفرنسية يقومون بتسهيل التعاون التقني بين وزارة الداخلية الفرنسية والأمن العام. ولقد أمضى العديد من كبار الضباط سنة واحدة إلى جانب زملائهم الفرنسيين. إنها طريقة رائعة لبناء روابط قوية بين نخب مؤسساتنا الأمنية.
تطويره لتبادل الخبرات الفنية بين بلدينا، لا سيما مع شرطة الحدود الفرنسية واقيمت عدة دورات تدريبية مع فرنسا، لتبادل تقنيات الكشف عن التزوير ومكافحة شبكات الهجرة غير الشرعية والأمن وحماية الشخصيات الكبيرة.
رجل وساطة وتفاوض
كان دائما يولي اهتماما خاصا لتبادل المعرفة بين بلدينا، على وجه الخصوص في مجالات مكافحة في تزوير الوثائق والتبادلات. بالإضافة إلى ذلك، هناك التعاون العملي النموذجي مع مختلف أجهزة الأمن الفرنسية، على أساس تاريخ الصداقة الطويل بين بلدينا والثقة القائمة بين خدماتنا. لديه أيضا علاقات ممتازة بنظرائه الفرنسيين في الأجهزة الأمنية ولم يهمل اي لقاء في فرنسا أو لبنان التي كان من اهدافه محاربة داعش والقاعدة، لقد أظهر مرارا وتكرارا تعلقه بأمن فرنسا، مدركا بأن أعداء لبنان هم أحيانا أعداء فرنسا. إن هجوم برج البراجنة في 12 نوفمبر 2015 ، ثم هجمات باريس في 13 نوفمبر 2015 ، ذكر بلدينا بهذا الواقع الوحشي.
كونه ادى خدمات كبيرة للدولة اللبنانية، فغنه رجل وساطة وتفاوض في خدمة المصالح العليا لبلده، انه رجل انجازات لا يتردد ان يعرّض نفسه للخطر لحلّ أكثر المواضيع والمسائل حساسية وتعرف فرنسا أنها تستطيع أن تعدّه من محاوريها الموثوقين في خدمة أمن لبنان وفرنسا”.
وختم السفير فوشيه : “نظرا الى صداقته التي لا غبار عليها لفرنسا واحساسه الكبير بالواجب والعديد من الخدمات الجليلة التي اداها لبلدنا فقد منحه رئيس الجمهورية الفرنسي في مرسوم صدر في 10 ايار 2017 وسام جوقة الشرف من رتبة فارس.”
اللواء ابراهيم متحدثا عن قيم الجمهورية الفرنسية
وقدّم اللواء ابراهيم الوسام الأرفع الذي تقلّده الى لبنان قائلا:” هذا الوسام بما يعنيه من تكريم لشخصي، أستأذنكم تقديمه الى بلادي التي لولا شرف خدمتها وفاء لقسمي منذ تخرّجي من الكلية الحربية، ما كان لي حظّ نيل هذا التقدير من الحكومة الفرنسية”.
واعتبر اللواء ابراهيم أن التكريم هو “للقيم اللبنانية-الفرنسية المشتركة”، وشكر فرنسا على دعمها للأمن العام اللبناني في المجالات الإدارية والبرامج التطويرية والتدريبية التي تقدمها بواسطة المشروع الأوروبي أو على نحو مباشر من خلال الخبرات الفنية وفتح أبواب المعاهد العسكرية لعسكريينا ليتابعوا الدورات التعليمية على أنواعها (…). وتطرق الى مشاركة فرنسا في قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان وتعاونها الوثيق مع ابناء تلك المنطقة، ولم يغفل اللواء المكرّم عن تهنئة السفير فوشيه والشعب الفرنسي بالفوز بكأس العالم.
هنا النصّ الكامل لكلمة اللواء ابراهيم:
بفخر واعتزاز تلقيت قرار الدولة الفرنسية بمنحي وسام جوقة الشرف من رتبة فارس، هذا الوسام، بما يعنيه من تكريم لشخصي، أستأذنكم تقديمه الى بلادي التي لولا شرف خدمتها وفاء لقسمي منذ تخرجي من الكلية الحربية، ما كان لي حظ نيل هذا التقدير من الحكومة الفرنسية.
سعادة السفير،
أشكر الحكومة الفرنسية من خلالكم على هذا التكريم، الذي اعتبره تكريما للقيم اللبنانية – الفرنسية المشتركة، والقيم التي تتمسك بها بلادي في المضي نحو تمتين نظامنا البرلماني الجمهوري الديموقراطي، وبناء الدولة الديموقراطية القوية المنيعة بإزاء العنف الذي يعصف بالمحيط، وأيضا للجهد اليومي المبذول، ومن الجميع، لتكريس الاخاء والعدالة والعيش الواحد في اطار التنوع والتعدد الثقافين.وهذا ليس غريبا عن فرنسا التي كان لها الدور الكبير في الحفاظ على الجمهورية اللبنانية ودعمها، خصوصا في ازمتها الاخيرة، والتي قال عنها يوما فخامة الرئيس العماد ميشال عون أن “الجمهورية اهم بكثير من رئاستها”.
لفرنسا، شكر مستحق من المديرية العامة للأمن العام على دعمها، سواء في المجالات الادارية، او البرامج التطويرية والتدريبية التي تقدمها بواسطة المشروع الاوروبي، او على نحو مباشر من خلال الخبرات الفنية، وفتح ابواب المعاهد العسكرية والامنية لعسكريينا ليتابعوا الدورات التعليمية على انواعها، تعزيزا لمهاراتهم ومعارفهم الادارية والامنية والحقوقية، ولا أرى ذلك كله سوى ترجمة لشراكة نموذجية يسودها الاحترام والرغبة المشتركة لتطويرها اكثر فاكثر بعدما اضحت نموذجا يحتذى.
سعادة السفير,
نثمن عاليا ما تبذله بلادكم من جهد وتضحيات عبر مشاركة جنودها في قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، ناهيك عن التعاون الوثيق بينهم وبين المواطنين في تلك المنطقة العزيزة التي يؤمن ابناؤها بثقافة السلام والامن والحوار والانفتاح.
اخيرا، وقبل ان اختم كلمتي، لا بد من توجيه التهنئة الى شخصكم الكريم، ومن خلالكم الى الشعب الفرنسي، بمناسبة اعتلاء بلادكم عرش كرة القدم العالمية، واستعادة الكأس الذهبية بعد مرور عشرين عاما.
هنيئا لكم هذا الفوز. وعشتم، عاشت الصداقة اللبنانية – الفرنسية.