“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
تستضيف دولة قطر البطولة الـ22 لكرة القدم بين 21 تشرين الثاني و18 كانون الأول سنة 2022. ومنذ الإعلان عن فوزها بهذا الحدث الرياضي عام 2010 وقطر تعدّ العدّة لبناء أفضل الملاعب العصرية وتهيئة البنى التحتية اللازمة لحدث سيحضره ملايين المشجعين من أنحاء العالم.
في موازاة ذلك، شنّت دول تحاصر قطر حملات ضدّها وطالبت الإتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بسحب قرار استضافتها لهذه البطولة واعادة التصويت عليه، لكنّ تسلّم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني منذ أيام قليلة الراية الرمزية لاستضافة مونديال 2022 من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتوقف الإعلام الغربي بإعجاب عند تسليم روسيا وهي من أكبر دول العالم من حيث المساحة الراية التي تحلم بها دول كبرى الى دولة خليجية صغيرة كقطر، أسقط هذه الحسابات.
وتسعى قطر المحاصرة من 4 دول عربية جويا وبريا منذ أكثر من سنة لتجاوز العوائق اللوجستية والأسباب المناخية مصرّة على تنظيم الحدث الفريد من نوعه عربيا بأبهى حلّة وعبر استقدام أحدث التجهيزات الملائمة لراحة للاعبين وللحضور العالمي.
ويواكب سفير قطر في لبنان علي بن حمد المري التحضيرات لهذا الحدث الرياضي بكثير من الحماس ويتوقف في هذا الحوار مع موقع “مصدر دبلوماسي” عند ابعاده على الصعيدين العالمي والعربي رافضا بشكل قاطع ان يسبغ عليه أية صبغة سياسية.
*ماذا يعني للشعب القطري استضافة قطر لمونديال 2022؟
-سبق وشاهدنا في ختام مونديال روسيا تسلّم صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 من رئيس الجمهورية الروسي بحضور رئيس اتحاد “الفيفا” وذلك لأول مرّة في المنطقة العربية والشرق الأوسط. وهذا الحدث الموعود يمنح شعبنا شعورا بالاعتزاز، لكنّه أيضا فخر لجميع العرب.
وقد تحدث أمير البلاد المفدّى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته في روسيا قائلا بان قطر ستستضيف “مونديال العرب”، وقال بالحرف: بإسم كلّ العرب نرحب بالعالم في كأس العالم 2022.
*يشكك البعض بإمكان حضور بعض الجمهور العربي بسبب الحصار المفروض على قطر، كيف ترى الى هذا الأمر وهل تتوقع أن تصطلح الأمور قبل ذلك؟
-للاسف أن دول الحصار تحاصرنا في كل شيء حتى في الرياضة ولكن قطر قادرة على تخطي الصعاب بفضل توجيهات وحرص سمو الامير. ان بطولة كأس العالم 2022 تسير بالشكل الصحيح والتحضيرات جارية على المستويات كافّة بدءا من البنى التحتية وتجهيز الملاعب العصرية لاستضافة الحدث العالمي، وبرأيي أن أكثرية العرب ستحضر كأس العالم من دون وجود أية عوائق، وليس خافيا بأن حضور هذا الحدث هو حلم لكل مواطن عربي ونحن نرحّب بالجميع في قطر.
*هل من إجراءات خاصة بلبنان؟
-نحن نرحّب بالإخوة اللبنانيين في أي وقت في قطر، وبطولة كأس العالم 2022 هي بطولتهم وبطولة العرب. غني عن القول بأن اللبنانيين هم اشقاء وتأشيراتهم ستكون جاهزة في مطار الدوحة لجميعهم من دون استثناء.
*هل تعطون هذا الحدث الرياضي بعدا سياسيا؟
-بالطبع لا، ليس لهذا الحدث الرياضي أي بعد سياسي بالنسبة الينا كقطريين، هذا حدث رياضي فازت به دولة قطر في التصفيات لاستضافة كأس العالم 2022، ولا توجد له اية ابعاد سياسية، فدولة قطر لا تخلط بين الشأنين، ونحن لا نسيّس الرياضة .
*تفصلنا 4 أعوام عن مونديال 2022، ويراهن البعض بأن بطولة كأس العالم ستسحب من قطر ما رأيك؟
-سوف نراكم في سنة 2022 في قطر، هذا ما يمكنني قوله، وأنا أدعو جميع الإخوة اللبنانيين لحضور هذه البطولة وهي ستقام في تاريخها المحدد وفي دولة قطر، ومن يحب الإتيان الى الدوحة فنحن نرحّب به والذي لا يحب فليراهن على هواه منفردا.
*هل من أنشطة تسبق هذا الحدث سنة 2022؟
-بالطبع هنالك مفاجآت قيد الإعداد. منذ فوز قطر باستضافة هذا المونديال وهي تمضي ببناء الملاعب وتهيئة البنى التحتية من “ميترو” وفنادق … وثمة أنشطة كثيفة سوف يعلن عنها في حينها، وأتوقع حضورا كبيرا من غالبية الدول العربية وقطر ترحب بهم وهم أهل البلد وهم أصحاب هذا الحدث، وكما سبق وذكرت بأن سمو الأمير تحدث بإسم جميع العرب وقال بأن هذه البطولة هي للعرب وهذا إنجاز تاريخي بحيث يستضيف بلد عربي بطولة كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ “الفيفا”، صحيح بأن قطر ستتفرد بهذا الحدث لكنّه ملك للعرب جميعا.
قطر هذه الدولة الصغيرة استطاعت ان تفوز بهذا الإمتياز عبر الانتخابات التي جرت وذلك بفضل سمو الأمير المفدّى وهو الموجّه الأساسي لهذا الحدث العالمي.
وأكرر بأن مونديال قطر سيقام في 2022 على أراضينا بتشريف سمو الأمير وقادة الدول العربية الشقيقة ودول العالم الصديقة سواء أحب البعض هذا الأمر أم لم يحبه، فهذا حدث رياضي بامتياز ولا يجوز أن تسبغ عليه اية صبغة سياسية.