“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
سلّم الفرنسي الفرنسي في لبنان برونو فوشيه عصر اليوم “منحة السفير الفرنسي الراحل دوني بييتون للشاب عمر عيتاني الذي يبلغ الـ23 من العمر والذي شارك في برنامج “سفير لاب” أو “تمكين” الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي وتبلغ قيمة المنحة 10 آلاف يورو.
وحضرت الحفل زوجة السفير الراحل نجوى باسيل بييتون الذي خدم في لبنان أعواما وتوفي عام 2015 حين كان يشغل رئاسة المركز الثقافي الفرنسي في باريس، وحضر رئيس المركز الثقافي الفرنسي بيار بولر وشخصيات ثقافية وأكاديمية فرنسية وناشطون من المجتمع المدني.
وفي “قصر الصنوبر” تجمعت باقة من 25 شابا وشابة لبنانيين وعربا ومن بلدان إفريقية شاركوا في هذا البرنامج الذي اطلقه المركز الثقافي الفرنسي في أعقاب ما أسمي بـ”الربيع العربي”، وهو يستهدف “مدافعين عن حقوق الإنسان في إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، وتعني عبارة “السفير لاب” “مختبر التغيير” وهو برنامج يشكل برعما في دبلوماسية التأثير الفرنسية” كما شرح السفير فوشيه في كلمته. وأضاف أن 25 مشاركا في هذه الدورة الحالية تمكنوا من إنضاج مشاريعهم الخاصة بهم وبناء شبكة من العلاقات على الصعيد الدولي”.
وخاطب فوشيه الشباب الحاضرين بقوله: “أنتم مستقبل هذه المنطقة في العالم، حيث خلق الربيع العربي كثيرا من الآمال، لكنه شهد ايضا تراجعا في الحريات العامة وبهجومات ضد المجتمع المدني وحتى قمعا شرسا وممنهجا، أعني في سوريا التي تبعد 100 كلم من هنا”.
وبعد إسهابه في الحديث عن اهمية المجتمع المدني، قال فوشيه بأن “المنحة التي نقدّمها اليوم في لبنان لدورة 2018 من برنامج “سفير لاب” تحمل إسم سفير سبقني في العمل في لبنان وعلى رأس المركز الثقافي الفرنسي هو دوني بييتون، وهو دبلوماسي فرنسي كبير غادرنا باكرا عام 2015 وهو أحب لبنان وترك أثرا عميقا لدى اللبنانيين، وأنا هنا أود أن أكرمه وأوجه التحية الى زوجته نجوى”.
ولفت السفير فوشيه الى أن “دعم المجتمع المدني هو أولوية لدى سفارة فرنسا في لبنان وذلك في دورها المزدوج الذي تلعبه كموفّرة للخدمات العامة وضامنة لاحترام الحريات العامة”.
وكشف فوشيه قائلا: “إننا نموّل العديد من المؤسسات التي تقوم بعمل مميز لمساعدة المجتمعات الهشة سواء كانت سورية أو فلسطينية أو لبنانية، وأود التذكير بأن لبنان هو المستفيد الأول من المساعدة الفرنسية ضمن الإستجابة للأزمة السورية”.
وقال بأن “فرنسا تدعم أيضا جمعيات دعم حقوق الإنسان باستضافتها في حرم المركز الثقافي الفرنسي في لبنان وعبر عروض ونقاشات ومعارض وعروض فنية وعبر مساعدتها لخلق شبكة دولية وهيكلة عملها”.
بولر
والقى رئيس المركز الثقافي الفرنسي بيار بولر كلمة تحدث فيها عن مزايا السفير الراحل دوني بييتون وقال بأنه “تعرف اليه في تسعينيات القرن الفائت حيث كان قنصلا عاما في ميامي. وفي كل المهام التي تولاها ترك دوني بييتون بصمة ذهنية منفتحة بعمق، فهو إنسان فضولي يسعى الى اكتشاف الثقافات ومستعد دوما للحوار”. وأضاف بولر بأن بييتون كان يهتم بـ”تقريب الجماعات وبناء المبادرات والعمل دول كلل من أجل تنمية البلد الذي يخدم فيه”.
نجوى بييتون
وكانت كلمة للسيدة نجوى باسيل بييتون شكرت فيها “بإسم والدة دوني وأولاده وأشقائه المركز الثقافي الفرنسي الذي أطلق إسم دوني بييتون على المنحة التي تسلمها اليوم وللمرة الثانية رابح لبناني ضمن برنامج “سفير لاب” أو “تمكين”. وهنأت الفائز عمر عيتاني ” لمشروعه المهم حول إعادة تدوير الثياب المستعملة لإعادة بيعها بأسعار مخفضة لصالح اللاجئين في لبنان”. وقالت بييتون بأن ” هذا المشروع يسهم في إيجاد حلول مفيدة وملائمة وبيئية لمشكلة النفايات في لبنان”. مشيرة الى أن هذا النوع من الأعمال قادر على الحلول أحيانا مكان مؤسسات الدولة.
وعادت بالذاكرة الى كلمة قالها السفير دوني بييتون تمنى فيها بأن “يكون اللبنانيون لاعبين متطوعين في إصلاح الدولة”. وتوجهت الى عمر بقولها:” عزيزي عمر عبر مشروعك أنت تمثل هؤلاء اللاعبين، والشباب اللبنانيين الذين آمن بهم دوني والذين كان يصفهم بأنهم مثقفون ومتعطشون للنجاح، شعب مبادر مثابر وشجاع”. واشارت الى أنها متأكدة من أن “دوني كان ليدعم مشروعا مماثلا وخصوصا وأنه يطال إشكالية تتوسع ولها أهميتها المحلية والعالمية” (…).