“مصدر دبلوماسي”- خاص:
فتح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الباب على مصراعيه أمام الكلام الجدي حول عودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا، ونقل الكباش الدبلوماسي الذي وقع مع مكتب ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من حيزّه المحلي في بيروت الى المقر الرئيسي للمفوضية في جنيف حيث أوصل رسالة مباشرة الى المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيلبيو غراندي قائلا من ضمن تصريح طويل (إقرأ تغطية الزيارة في ملف “نازحون) “ألا يراهن أحد على وجود خلاف بين اللبنانيين لأن الجميع يجمعون على عودة النازحين الى سوريا”.
في هذا الوقت، كان رئيس الجمهورية العماد ميشال يستقبل سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان في قصر بعبدا حيث أبلغهم ان عودة النازحين السوريين الى بلادهم لا يمكن أن تنتظر الحل السياسي للأزمة السورية الذي قد يتطلب وقتا وان امكانات لبنان لم تعد تسمح ببقائهم على ارضه الى اجل غير محدد (…).
وسرعان ما لاقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع مواقف الرئيس عون، وأعرب أثناء استقباله ممثلة مكتب المفوضية في لبنان ميراي جيرار عن دعم القوات لموقف رئيس الجمهورية في مسألة النزوح بحسب ما نقل عنه الموقع الرسمي لحزب “القوات اللبنانية”. وكذلك أبلغ وزير الإعلام ملحم رياشي رئيس الجمهورية رسالة بهذا الخصوص معبرا عن دعم القوات للتوجه الوطني السياسي العام في ملف اعادة النازحين والذي أنيط بالمديرية العام للأمن العام.
إلا أن اللافت أن النائب القواتي المنتخب حديثا جورج عقيص سدّد هدفا في مرمى رئيس الحزب الذي يمثله، مخالفا موقف جعجع (ورياشي) بشكل لافت ومدافعا في حديث الى أحد المواقع الإلكترونية عن المفوضية واسلوب عملها ومصوّبا نقده نحو “الأمن العام” اللبناني، قائلا:” إذا لم يكن لدى الأمن العام لوائح النازحين السوريين فهذه مصيبة كبرى لأن من أولى مهام الأمن العام أن يقوم بإحصاء الأجانب والغرباء الذين يدخلون لبنان”.
وفتح عقيص بهذا التصريح عليه أقلام المغردين الذين انتقدوا تصويبه على مؤسسة أمنية تبذل جهودا مضنية لضبط تداعيات النزوح السوري الأمنية وللحفاظ على الأمن الإجتماعي للبنانيين. وتلقف المحلل السياسي سالم زهران “الفاول” الذي وقع فيه عقيص فغرّد على حسابه قائلا:” صحيح سعادتك، لكن للأسف الأمن العام لديه سجلات المعابر الشرعية، أما معابر “فليحكم الإخوان” التي هلل لها فريقك المنتسب له حديثا فلا قيود. ونعم وجب على الدولة أن تسمع بالنصيحة الشجاعة لزميلك نديم الجميل بالتنسيق مع الحكومة السورية، وعندها حتما سيستفاد من خبرتك الطويلة بالإستطلاع”.
في هذا السياق، تساءلت مصادر على صلة بملف اعادة النازحين السوريين الطوعية الى بلادهم وقالت لموقعنا أن “عقيص لا يلام على تسرعه كونه خارج دائرة فهم الواقع الحقيقي لهذا الملف، وربما يحتاج لمزيد من الوقت”. وتساءلت:” كيف سيمارس هذا النائب واجباته في البرلمان وهو على هذه الحال من “الكوما السياسية” خصوصا انه لا يعرف شيئا عن الفارق بين لوائح الأمن العام الذي سجل كل من عبر الى لبنان عبر الممرات الحدودية الرسمية وبين لوائح المفوضية السامية التي قد يذهب اليها أي سوري كان موجودا قبل اندلاع الحرب عام 2011 في سوريا او دخل لبنان خلسة لقيد اسمه سعيا للحصول على تقديمات مالية وعينية”.