“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
يقوم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي بزيارة الى فرنسا تستمر 3 ايام التقى خلالها اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإيليزيه” بعد أن اجتمع أمس مع رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية فرانسوا دو روجي ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، وحضر اليوم مأدبة الغداء التي أقامها على شرفه نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق عصام فارس الى لقاءات مع مسؤولين فرنسيين محليين.
ولعلّ اللقاء القمّة مع الرئيس الفرنسي ماكرون هو الأبرز حيث سلّمه البطريرك الماروني وثيقة عن الوضع الراهن في لبنان عشية الإنتخابات النيابية وقبيل تشكيل الحكومة الجديدة.
تأخر اللقاء بين ماكرون والراعي ليحصل في نهاية السنة الأولى من ولاية الرئيس الفرنسي في حين كان يجب أن يحصل قبلا كما جرت العادة وذلك بسبب الملفات الضاغطة التي تراكمت على أجندة ماكرون.
وتكمن أهمية هذه الزيارة في ما يرافقها من تحديات تعيشها منطقة الشرق الأوسط والدور الفرنسي المتنامي في ملفاتها وخصوصا في لبنان، وكذلك موقع ماكرون الذي يبدو لكثير من المحللين أنه الشخصية الأوروبية التي باتت محطّ ثقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وساعده في حل ملفات عدة بعد الصداقة التي نشأت بينهما إثر دعوة ماكرون لترامب العام الماضي في 14 تموز لحضور اليوم الوطني الفرنسي والإحتفاء الفرنسي الإستثنائي به، وكذلك ايضا الدور الذي تضطلع به فرنسا في وساطات تمتد من افريقيا الى ايران فأوروبا فلبنان.
أما أبرز التوجهات التي حملتها الوثيقة البطريركية بحسب ما تسرّبت لموقع “مصدر دبلوماسي” من أوساط كنسية متابعة للزيارة فهي ستّة:
أولا، الطلب من فرنسا مساعدة لبنان على أن يعيش بسلام وبمنأى تام عن صراعات المنطقة سواء في سوريا أو في الصراع مع إسرائيل أو في الصراع الإقليمي أي بين السعودية وإيران، وأن تسعى فرنسا خصوصا مع إيران في هذا الشأن.
ثانيا، التأكيد على أن ملف اللاجئين السوريين في لبنان ليس قضية مساعدات إقتصادية بل له تأثير على التوازنات الديموغرافية والطائفية وعلى الهوية اللبنانية.
ثالثا، الطلب من فرنسا الإستمرار بمتابعة مؤتمر “سيدر” وما سيتأتى منه من مساعدات اقتصادية وإعمارية بشكل دقيق لكي يحقق مهمته الأساسية في النهوض بالإقتصاد اللبناني.
رابعا، يهتم لبنان بحصول سلام في سوريا بقيام حكم تعددي يحترم التوازنات الموجودة هناك ويضمن التعددية ما يتيح لجميع اللاجئين الرجوع الى بلدهم بسلام، على أن يهتم النظام بشؤون سوريا فحسب بعيدا عن التدخل بشؤون لبنان.
خامسا، الطلب من فرنسا العمل على رعاية مؤتمر دولي عام يجمع الدول الإقليمية الأساسية والمؤثرة بلبنان من أجل الإتفاق على النأي بلبنان عن صراعاتها وعدم التدخل بشؤونه، فتوقع هذه الدول اتفاقا يشبه
معاهدة وستفاليا عام 1648 وهي الإتفاق الدبلوماسي الذي أرسى نظاما جديدا في أوروبا الوسطى مبنيا على مبدأ سيادة الدول.
سادسا، تجديد التزام فرنسا بلبنان بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيسه، وسيكون تنسيق بين فرنسا والبطريركية المارونية في هذا الخصوص. فبعد مرور 100 عام على تأسيس لبنان الكبير تبدو الظروف مشابهة جدا لتلك التي رافقت قيامه من حيث الصراعات وتفكك الدول وتهجير سكانها، من هنا أهمية إعادة تجديد فرنسا لرعايتها للبنان وتجديد المشروع اللبناني الفرنسي المشترك الذي بدأ في عشرينيات القرن الفائت.
وقالت الأوساط المذكورة التي تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي” بأن البطريرك الماروني وضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مضمون هذه التوجهات التي يحملها الى فرنسا وكذلك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.