“مصدر دبلوماسي”-العراق- خاص:
أفاد محللون سياسيون بأن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي قد يشجع إيران لأن تكون أكثر حزماً في تعاملها في ملفات الامن والاقتصاد في العراق بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت الاسبوع الحالي فاختيار رئيس وزراء موالي للغرب سوف لن يمر بسهولة على شركاء طهران في بغداد ، وان حدث فان بوادر الانفلات الامني ستكون في مقدمة الصعوبات التي يواجهها رئيس الوزراء حيدر العبادي المدعوم من اميركا وبريطانيا وبحسب غالب الشابندر- المحلل والسياسي العراقي – فإن “إيران ستحارب من دون خوف للسيطرة على كل شيء في العراق، الأسواق والاقتصاد والنفط”.
بالرغم من أن العبادي حاول كرئيس للوزراء أن يكون طرفا وسيطا بين الولايات المتحدة والمصالح الإيرانية؛ لكنه لم يحظ بالقبول لدى اغلب المؤثرين في القرار السياسي الايراني، فطهران لديها معلومات مؤكدة بان العبادي المرشح المفضَّل للمسؤولين الأميركيين والحكومة البريطانية التي تريد بقاءه في السلطة لولاية رئاسية ثانية.
إعلان ترمب الأسبوع الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني زاد من مخاوف المنافسة التي ستجري بين واشنطن وطهران في الملاعب العراقية وابتعدت الدولتان عن الأضواء خلال الانتخابات البرلمانية في العراق، وامتنعتا عن الدعم السياسي لاي مرشح في العلن.
خلف الكواليس وعلى النقيض من سياسة عبادي المعلَنة بعدم التدخل في الصراعات الإقليمية، الا الميليشات المسلحة العراقية تقاتل في سوريا، بالاضافة الى محاربة “داعش” داخل الاراضي العراقية، وقد دفع المسؤولون الأميركيون العبادي للتنصل من قوات الحشد الشعبي وإخضاعها للشرطة والجيش العراقي، لكن رئيس الوزراء لن يستطع تغيير قادة تلك الميليشيات بسبب نفوذهم وعلاقاتهم الواسعة مع طهران بالاضافة لنجاحهم في دحر تنظيم “داعش” وسيطرتهم على مناطق حدودية واسعة مع دول الجوار، وقد يكون العامري الأكثر نفوذاً بين هؤلاء القادة. فخلال الأسابيع الماضية، كانت الملصقات تحمل صوره في اغلب شوارع بغداد والمحافظات وجماعته في ائتلاف ( الفتح) نصبوه بديلاً للعبادي، فهو صاحب القرار والقائد الميداني القادر على دحر الإرهاب حسب رأيهم. ولذلك فإن الانتخابات تعد جزئياً اختباراً لشهية العراق لتقبل حكومة تقودها شخصية عسكرية بدلاً من شخصية مدنية. ولم ينكر العامري رئيس قائمة (الفتح) أنه يتمتع بصلات قوية مع إيران التي ساعدت القوات العراقية في حربها ضد “داعش” في وقت كان(( العميل المزدوج )) قوات التحالف الدولي تؤخر بعض العمليات وتسمح لقادة “داعش” بالاختباء والهروب. ويرى المحلل السياسي الدكتور حسين فضل الموسوي ان : هادي العامري قائد أقوى الجماعات العراقية شبه العسكرية وهو النجم الأبرز وسط تجمعات مكتظة من العسكريين ممن يتطلعون لتشكيل الحكومة القادمة، وايران سوف لن تتخلى عن احد اهم المقربين اليها في مواجهة العبادي الذي قد يفلت من لجام السيطرة الايرانية في ولايته الاخيرة ، لذلك، فان منصب رئيس الوزراء القادم ستكون مباراة حامية الوطيس على ملعب عراقي سيكون جمهوره من المتفرجين لا المشجعين .
واضاف الموسوي : لاتوجد ضمانات، ونتائج الانتخابات سوف لن تكون حاسمة في اختيار شخصية رئيس الوزراء لان المساومة والتوافقات بين الاحزاب الشيعية مع بعض الاحزاب السنية والاكراد ستحدد المتفق عليه اولا وبعدها ستجري مفاواضات واشنطن وطهران على القبول او الرفض ، اما باقي دول المحيط فليس لرفضها او قبولها تاثير كبير اذا اتفق الخصوم الكبار او استطاع احدهما فرض وجوده على الاخر والمفاجات احتمالها وارد في الساحة العراقية.