“مصدر دبلوماسي”-(خاص)
تعكف الصبية الفلسطينية المعتقلة من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي عهد التميمي على الدراسة في سجنها تمهيدا لتقديم إمتحانات شهادة البكالوريا ضمن نظام تعليمي موجود في سجون الإحتلال وهي سوف تنهي محكوميتها في الأول من آب المقبل وتخرج مجددا الى فضاء الحرية بعد اعتقالها في بداية السنة الجارية جرّاء صفعها لجندي إسرائيلي. هذا ما هو جديد قضية عهد التي تحولت الى قضية رأي عام عربي ودولي، بحسب ما ترويه خالتها منال التميمي التي تزور لبنان حاليا بناء لدعوة من منظمة “الإسكوا”، تحدثت فيها عن شح المياه في فلسطين المحتلة وتأثيره على النساء والأطفال.
من بلدة النبي صالح قرب رام الله تأتي منال، وتفاجأ بأن ولديها معتقلين ايضا من دون حكم بعد، محمّد (19 عاما) وأوسامة (23 عاما)، إعتقلهما الإحتلال منذ أشهر بتهمة ضرب الحجارة، وتمّ تعذيبهما نفسيا بشكل كبير ولا تراهما منال إلا في وقت المحاكمة. وعلى غرار عهد ووالدتها ناريمان المعتقلة معها أيضا، وعلى غرار محمد وأوسامة، ثمة قرابة السبعة أطفال اعتقلوا أخيرا من آل التميمي أحدهم في الـ13 من العمر، علما بأن شقيق عهد إعتقل أيضا أمس الأول، ليبقى والدها لوحده في المنزل.
على هذا المنوال من مقاومة الإحتلال، تمر الأيام في النبي صالح، وهي قرية ليس فيها إلا آل التميمي الذين يعيشون في بيئة من المقاومة التي تمرّست فيها النساء وآزرها الأطفال الى جانب الرجال بطبيعة الحال.
في الحديث عن عهد التي تحولت أيقونة شبابية، تقول منال التميمي بأن شخصيتها في حياتها الخاصة تختلف كليا عن تلك المعروفة في مقاومة جنود الإحتلال، ” هي خجولة وهادئة، لا تتكلم إلا حين يوجّه اليها الحديث، لكنها سرعان ما تتحول الى “وحش” مقاوم ما إن يعتدي جنود الإحتلال على أحد من أبناء بلدتها أو على عائلتها ومنزلها”.
عهد التي تحب كرة القدم ولديها شغف بفريق “ريال مدريد” تهوى الموسيقى والسفر، ولها طابع غربي في لباسها قرّبها من نمط الغربيين فتعاطف معها الرأي العام الغربي الذي رأى بشعرها الأشقر ما يشبه أولاده،
آزر الغرب الغرب قضيتها بشكل فعّال سواء عبر الجمعيات المختصة بالأطفال وبحقوق الإنسان أو عبر “السوشال ميديا”. منذ أيام سارت تظاهرات في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا حاملة “بوسترات” ملوّنة عليها أسماء أطفال آل التميمي وذويهم، مع شعار”حرروا آل التميمي”.
في النبي صالح شهداء كثرـ اعتقل منها الإحتلال قرابة الـ248 شخصا أقله مرة واحدة، وفيها 500 جريح. منال نفسها اعتقلت 3 مرات في 2011 و2016 و2017 واخرجت أخيرا بسبب مرضها وحصول نزيف داخلي في معدتها جراء خطأ لطبيب السجن. تقول منال عن عهد بأن أصعب مراحل اعتقالها كانت في البداية، حيث حاول جنود الإحتلال كسر معنوياتها بشتى الطرق لكنهم لم يستطيعوا “معنوياتها بقيت بالسما”. تنفي منال أن تكون عهد تعرضت لأي تعذيب جسدي أو لأي تحرش وتعتب على بعض وسائل الإعلام التي لا تتوخى الدقة في هذا الخصوص.
للتذكير، بأن عهد اعتقلت إثر صفعها لجندي إسرائيلي جراء ضرب جنود الإحتلال لطفل من بلدتها واعتقدت بأنه استشهد وهو لم يمت. تقول منال أن الجميع ساعدوا في قضية عهد لا سيما الملك الأردني عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا.
نغتنم الفرصة لسؤالها عن شح المياه في مناطق الصراع في النبي صالح وهو موضوع زيارتها للبنان بدعوة من “الإسكوا” فتقول:” في النبي صالح يستخدم الإحتلال المياه الكيميائية لرش المتظاهرين بها ولها رائحة تشبه رائحة الحيوانات ويرشون فيها أيضا خزانات المياه، وقد اسس الإحتلال أيضا مصنعا للجلود سبب أمراضا جلدية وتنفسية كثيرة وأدى ايضا الى تلوث مياه الشفة”. تستطرد:” قصصنا كثيرة، وأكتفي بهذه الرسالة الى اللبنانيين والعرب واقول:”في حديث للنبي محمد (صلعم) المسلمون في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى”. وتضيف:” نحن أمة واحدة والهجمة التي نتعرض لها في فلسطين هي واحدة ويدفع ثمنها الوطن العربي، قضية فلسطين هي قضية العرب المركزية وإذا لم يتم حلها لن تحل أية قضية عربية أخرى، إنها قضية العرب الأولى وإسرائيل تستهدف الوطن العربي برمّته وليس فلسطين والضفة فحسب وإذا لم نتوحد جميعنا فسوف يلغوننا من الوجود”.
رابط “فيديو”